عمون - محمد الصالح - وجّه المراقب العام لجمعية جماعة الاخوان المسلمين عبد المجيد الذنيبات "عتباً شديداً" على رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، إثر استقبال الأخير وفداً يمثل قيادة جماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة.

وبثّ الذنيبات عبر عمون "العتب شديد على الاخ رئيس مجلس النواب حول حديثه مع وفد جماعةالاخوان المسلمين غير القانونية".

وقال الذنيبات "أرجو ان يتقبل مني هذه الملاحظات: اولاً؛ ان رئيس مجلس النواب هو عنوان سيادة القانون واحترامه والمدافع عنه. وكان عليه ان يوضح لزائريه ان عليهم ان يحترموا القانون ويلجأوا للترخيص. ثانيا؛ المشاركه في الانتخابات المقبلة واجب وطني ومصلحة لا خلاف عليها ولكن المشاركة تقتضي الدخول من بوابة القانون".

وذكّر القيادي الذنيبات، رئيس مجلس النواب بأنه "كان من أوائل المسؤولين الذين باركوا خطوتنا التصحيحية" وفق تعبيره.

ورداً على الذنيبات، أبدى رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، استغرابه لـ"العتب الشديد" الذي صدر عن رئيس جمعية الاخوان المسلمين.

وقال الطراونة لـ عمون "إنه بصفته رئيسا لمجلس النواب فأبواب مكتبه مفتوحة لكل الزائرين والمراجعين ومن دون أن تقفل في وجه أحد".

وشدد الطراونة على أنه يرفض أن تنتقل الخلافات الشخصية بين الجمعية والجماعة إلى مجلس النواب، مؤكدا احترامه والتزامه بسيادة القانون، وتعامله مع أي تصويب قانوني لأي تنظيم سياسي فاعل داخل المملكة.

وحول زيارة الوفد من جماعة الاخوان المسلمين أمس إلى مجلس النواب أكد الطراونة أنه استقبل زملاء سابقين من حقهم زيارة مجلس النواب في أي وقت، خصوصا وأنهم كانوا نوابا متميزين من حيث الأداء التشريعي والرقابي، كما من حيث اخلاقيات التعامل مع زملائهم في المجلس.

وأشار الطراونة في معرض رده على الذنيبات إلى أن هؤلاء الزملاء هم في الوقت ذاته أعضاء في حزب سياسي نكن له الاحترام والتقدير، وهو حزب جبهة العمل الإسلامي، الذي سجل حضورا لافتا في الحياة السياسية.

ونصح الطراونة الذنيبات أن يتوقف عن المماحكات السياسية التي لن تزيد من شعبية جمعيته، وأن يلتفت إلى خدمة العمل السياسي الوطني، الذي نسعى من خلاله لخدمة مؤسسة العرش واستقرار النظام السياسي، ومراعاة مصالح شعبنا العزيز.

وشدد الطراونة على رفضه أن تقف جمعية الإخوان المسلمين حارسا على باب مكتبه لتمنع خصومها من دخوله، مشيرا إلى أن مجلس النواب هو قبلة الأردنيين من مختلف المشارب السياسية والفكرية، وهو مجلس اُنتخب لخدمة الشعب وسيظل حافظا لأهدافه ومساعيه.

وأكد الطراونة أن من مصلحة الحركة الإسلامية اليوم أن تتجاوز الخلافات الداخلية، وألا تسعى لنقل تلك الخلافات لساحة المؤسسات الدستورية، وأن يستجيبوا جميعا لمعادلة القانون وسيادته، بعيدا عن كل السجالات التي لا تخدم العمل السياسي الناضج والمسؤول، مشددا على أن مجلس النواب منحاز لتطبيق القانون على الجميع، وأن يكون القانون هو المظلة التي تعمل تحتها كل الجمعيات والجماعات والأحزاب والنقابات.

كما أكد الطراونة أن مجلس النواب والحكومة والقضاء جميعهم؛ لا ناقة لهم ولا جمل في معركة الجمعية والجماعة، وأن القانون هو الفيصل في كل الخلافات الدائرة بينهم اليوم، معيدا التذكير بأننا بلد ديمقراطي، نحترم القانون ولا نمنع أحد من التعبير عن وجهة نظره ما دامت تخدم الصالح العام وتخلو من التجاوزات والاساءات.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين اصدرت بياناً قالت فيه إن رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة استقبل في مكتبه بمجلس النواب الأربعاء 5/8/2015 وفداً يمثل قيادة جماعة الإخوان المسلمين.

وكان الوفد برئاسة أمين السر العام للجماعة الأستاذ محمد خليل عقل وكلاً من المهندس علي أبو السكر والمهندس عبد الحميد الذنيبات .

وبحسب البيان فقد تناول اللقاء التطورات الأخيرة في المشهد الإقليمي والمحلي، وأكد الطرفان ضرورة إدامة التواصل والحوار الإيجابي على كافة الصعد والمستويات وحول مختلف الملفات التي تساهم في أمن واستقرار البلاد، والسير قدماً نحو توفير البيئة التشريعية للإصلاحات السياسية التي يتطلع المواطن الأردني لتحقيقها في أقرب وقت.

من جانبه، وصف القيادي الإخواني وأبرز الحاضرين للقاء ، علي أبو السكر، رد رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة على الذنيبات بـ"المتزن" وبأنه ينم عن وعي وإدراك لواقع الأمور ويضعها في نصابها.

وأضاف في تصريحات صحفية "نستهجن موقف الأستاذ عبد المجيد الذنيبات وخروجه عن الموضوع، حيث توقعنا أنه خروجه جاء بهدف تصويب أوضاع معينة للجماعة وإذا به يعادي إخوانه".