facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليابان .. بين ذكرى انتهاء الحرب العالمية .. و"نساء المتعة " محمد مناور العبادي *


mohammad
14-08-2015 03:26 PM

لأن كرامة الانسان وحريته وشرفه مقدسة ، وهي اساس حقوقه ، ولأن عذاباته ومعاناته، انتهاك صريح لهذه الحقوق ،فان الشعوب لايمكن ان تغفرلجلاديها ، او لمن يسيء اليها، او ينتهك حقوقها، او يسبب لها المعاناة . ان مثل هذه الممارسات الأجرامية،التي يقوم بها الطغاة،اوالأنظمةالاستعمارية،اوالديكتاتورية، في اي مكان وزمان ، لايمكن ان تسقط بالتقادم، او حتى بالانتصارات العسكرية ،لأن المجرم ينبغي ان يدفع ثمن جرائمه،حسب الشرائع السماوية والأرضية.
نظام محطات" نساء المتعة "
من هنا فان احتفالات العالم هذه الايام بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالميه الثانية ، يهيمن عليها ظلال سوداء قاتمة ، اذ ان مئات الملايين من البشر، يحيون في نفس الوقت،في 14 اب الذكرى ال 83 لأبشع جريمة اخلاقية في التاريخ القديم والحديث ، ارتكبتها قوات امبراطوراليابان الغازية عشية الحرب وخلالها في الفترة مابين 1932 – 1945 ، حين اختطفت على مدى هذه الفترة ،اكثر من ربع مليون فتاة وسيدة اسيوية- بعضهن قاصرات - وغالبيتهن العظمى من كوريا بشقيها والصين ، واعداد قليلة من الفلبين ، وتايلند، وفيتنام،وسنغافورة واندونيسيا، واجبرتهن بالقوة ، على الترفيه عن القوات الغازية ،في مراكز عسكريه خاصة، اسسها وادارها ضباط الجيش الياباني،وفق نظام خاص،وضعته القياده العسكرية العليا لقوات امبراطوراليابان انذاك ،اطلقت عليه اسم - نظام محطات المتعة - !
ورغم النداءات العالميه لليابان بالاعتراف بجرائم قوات الامبراطور الياباني ..ورغم التحقيقات الدولية التي اكدت وقوع هذه الجرائم... وطالبت اليابان بالاعتراف بها،وتعويض ضحاياها والاعتذار لهم ... ورغم تقارير الكونغرس الامريكي التي فضحت ممارسات قوات الامبراطورفي كوريا وغيرها ... ورغم تقاريرمؤرخين امريكيين، ادانت ممارسات اليابان بشأن" نساء المتعة"او" نساء الراحة" . ورغم تقارير المنظمات الدولية التي تدين اليابان ،ورغم الاحتجاجات الشعبية الاسبوعية امام سفارات اليابان في العديد من الدول خاصة في كوريا،ورغم شهادات ممن اختطفن الى" بيو ت المتعة" ،الا ان مسؤوليين يابانيين كبارا ، يصرون على حق اليابان فيما قامت به قوات الامبراطور من ممارسات ، ويرفضون الاعتراف بجرائمها بل يبررونها ، وبالتالي يرفضون الاعتذار والتعويض ،عن الضحايا . ويصرون على رفض المطالب الدولية بشأن ذلك .
تخبط سياسي
ومما يؤكد ذلك، اعتراف عمدة مدينة أوساكا اليابانية تورو هاشيموتو ،في مؤتمر صحفي عقده في منتصف شهر ايار 2013 ،بأن جيش بلاده كان يجبر نساء من آسيا ،على ممارسة الجنس مع الجنود اليابانيين ،قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، مؤكدا ان : "نظام نساء المتعة كان أمرا ضروريا، لراحة جنودنا أثناء الحرب العالمية الثانية وللحفاظ على الانضباط في الجيش".!!!!؟؟؟
ورغم هذا الاعتراف الصريح ، فان رئيس الوزراء الياباني الحالي شينزو آبي، اصر على نفي ماحدث، بل طالب باعادة النظر في تصريحات سابقه لوزير شؤون مجلس الوزراء الياباني اليميني المتطرف يوهي كونو، ادلى به عام 1993، عبر فيه عن ندمه بشأن المعاناة التي لحقت بالسيدات اللاتي تعرضن للعنف الجنسي من القوات اليابانية.
واشار ابي الى وجود نظام "نساء المتعة" في اليابان، لكنه نفى إجبار اية فتاة على ممارسة الدعارة، مشيرا إلى عدم وجود أدلة رسمية على ذلك!!
وفي الوقت الذي يصر الحزب الياباني اليميني الحاكم على رفض المطالب الدولية ،وانكار التاريخ ، الا ان في اليابان اصوات عادله تزداد يوميا تطالب الحكومه اليابانيه بان يكون لديها الشجاعه بالاعتراف باخطاء الماضي .
فقد دعا رئيس الحكومة الياباني الاسبق يوكيو هاتوياما رئيس وزراء بلاده اليميني المتطرف الى تقديم اعتذار "من القلب" عن الإعتداءات التي وقعت في زمن الحرب .
وقال هاتوياما إنه "خلال حكم اليابان الاستعماري وعدوانها، ألحقت اليابان خسائر هائلة ومعاناة شديدة بشعوب العديد من الدول وخاصة الدول الآسيوية".ورفض" هاتوياما "سياسات رئيس الحكومه اليابانية الحالية ،آبي، مؤكدا مسؤوليه بلاده عن عذابات الاسيويين خاصة النساء منهم.
"هاتو ياما" يركع
وعبرعن ندمه على ممارسات قوات امبراطور اليابان في كوريا ،فزا ر قاعة التاريخ بسجن سيودامون القديم فيها قبل ايام ، والذي كان اليابانيون يستخدمونه لسجن احرار كوريا ، ثم ركع امام النصب التذكاري لضحايا الحرب ،وعبر عن تقديره للمقاتلين المستقلين الكوريين، الذين قتلوا إبان الحكم الامبراطوري الاستعماري الياباني لكوريا، والذي ااستغرف 30 عاما، وقدم اعتذارا عن مقتل عدد هائل من المواطنين الكوريين بسبب التعذيب في السجون اليابانية او التي اقامها الجيش الياباني في كوريا . .
واليوم اذ تحتفل كوريا باستقلالها ،بعد هزيمة قوات امبراطوراليابان في الحرب العالميه الثانيه، الا ان الشعب الياباني ،ومعه شعوب العالم المتحضر، يستذكرون العذابات التي تعرض لها الشعب الكوري، وشعوب الدول المجاورة ، ويترحمون على شهدائه ،الذين سطروا بدمائهم اسطورة الاستقلال ، على مدى 25 عاما من المقاومة الشعبيه.
داعش ونساء المتعة
واذا كانت الامبراطورية اليابانيه اقرت قبل نحو 83 نظاما لمتعة قواتها الغازيه، فان"داعش" تقوم هذه الايام ، بنفس ماقامت به اليابان، قبل اكثرمن ثمانية عقود، ولكن باسم "جهاد المناكحة" بهدف متعة وراحة ارهابييها وهونفس هدف اليابان من تطبيق نظام المتعة . الا ان وقوف العالم ضد داعش حال دون ان تصل اعداد نساء "مناكحة الجهاد " الى ارقام كبيره كما كان هو الحال مع نساء متعة القوات اليابانيه .
الشعب الياباني يرفض نظام المتعة
واذا كان الحزب اليميني الحاكمن ودعاة الحرب في اليابان يدافعون عن نظام المتعة ويرفضون الاعتراف باخطاء النظام الامبراطوري فان الشعب الياباني قال كلمته حين اكدت استطلاعات الراي العام الياباني على تراجع شعبية الحزب الحاكم الذي اساء لشعب اليابان المعروف بانه من اكثر شعوب الارض محبة للسلام والتزاما بالاخلاق والقيم الساميه . ويرى في "نظام محطات المتعة" سبة عار في تاريخ اليابان ،ينبغي وضعه رسميا في مزابل التاريخ ،والاعتذار للمجتمع الدولي من عواقبه المشينة .
المطلوب دعم عربي
لم ولن ينسى الكوريون والعالم ممارسات الاستعمار الياباني غير المسبوقة في التاريخ . فقد بلغ عدد التظاهرات الاحتجاجية التي نظمتها النساء الكوريات امام سفارة كوريا الجنوبية بسيئول اكثر من الف تظاهرة شاركت بها السيدات الأحياء من "نساء المتعة" ممن بقين على قيد الحياة ، وتنظيمات نسائيه مناصرة لهم، يطالبون باعتذاررسمي من امبراطور اليابان، للشعب الكوري،ولكل الشعوب التي لحقت بها جرائم الاحتلال الياباني. ان انتصار كوريا ودول اسيا في مطالبها العادله من اليابان ، هو مقدمة لانتصار الشعوب العربية في مطالبها من الدول التي استعمرتها، لتعويضها عما لحق بها من ظلم ومعاناة ، فهل يقف العرب كلهم بقوة الى جاتب شعوب المستعمرات اليابانيه السابقة في اسيا ، لانهم يقفون بذلك مع انفسهم وتاريخهم وقيمهم وحضارتهم .
ان من الضروري ان يقف العرب دولا وشعوبا مع كوريا والصين ، وسائر الدول التي ترفض اليابان الأعتراف بجرائمها ضد شعوبها، حتى يقفوا معنا في مطالبنا العادلة ايضا،ممن استعمرونا طويلا ، وتركو فينا قنابل موقوته تنفجر هنا وهناك ،اخرها تنظيم داعش الارهابي ؟؟
• صحفي وباحث متخصص بالشؤون الكورية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :