facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكرى اغتيال هزاع المجالي *ياسين رواشده


30-08-2015 01:16 PM

تصادف اليوم التاسع والعشرين من أب / اغسطس الذكرى ال 55 لاستشهاد رئيس الحكومة الاردنيه هزاع المجالي الذي قضى مع 12 موظفا ومواطنا اردنيين نحبه في حادث تفجير مبنى الرئاسه التي كانت وسط العاصمة الاردنيه .
ويعتبر هذا العمل الاجرامي الذي جاء بعد اسابيع قليلة من احباط محاولة اغتيال للرئيس هزاع هو اكبر جريمة تقع في البلاد بعد عملية اغتيال الملك المؤسس عبدالله الاول في المسجد الاقصى في القدس في 20 تموز 1951 .
لقد اعتاد الاردنيون في تاريخهم الحديث على العطاء والتضحيات من اجل قضايا أمة العرب وكان الرد ليس بالجحود والنكران فحسب بل برد الاحسان بالاساءة والتدمير .
لقد دفع دولة "هزاع باشا " ثمن الموقف الاردني المستقل و ثمن التمسك بالشخصية الاردنية الوطنية الاصيلة التي ترفض ان تكون "حيط واطي " في العلاقت العربية العربيه وترفض ان تكون تابعا و ذيلا في التكتلات والصراعات بين فئة عربية واخرى وترفض الخنوع الى جانب حاكم مستبد ضد شعب حر ..وهو ما كان سائدا في ذلك الزمن الشرير من تاريخ العرب .
ان اغتيال هزاع كان محاولة لاغتيال الشخصية الاردنية الشجاعة والجريئة تلك الشخصية التي لم تنجر وراء المشاريع التدميرية والتخريبية في ذلك الزمن والذين كانوا يريدوا جر الاردن الى مستنقعات المراهقين السياسيين محترفي الانقلابات العسكرية " الموسميه " وذلك عندما صاغوا وحدة مصر وسوريا انذاك كانوا في اليوم التالي يخططوا لاجهاضها.
لقد كشغهم هزاع باشا عندما قام بنفسه في صيف ذلك العام باجراء محاكمة علنية تولى هو فيها شخصيا " القاضي " حيث اذيعت على الهواء مباشرة اعترافات المتهمين بالجريمه والذي جرى القبض عليهم انذاك وكان قد ارسلهم " المكتب الثاني السوري" التابع لنظام الوحده العسكري الحاكم في سوريا ومصر في ذلك الوقت .
كان هزاع يريد ان يعرف الشعب الاردني والعربي من وراء اذاعة اقوال المتهمين - انذاك -حقيقة ان الشعارات الوحدوية البراقة ليست سوى غطاء لمجموعة من العسكريين للانقضاض على السلطة وقمع شعوبهم وتخريب مجتمعاتهم وهو ما اكدته الاحداث بعد عام ونصف من اغتيال الشهيد هزاع ان انفرط عقد " الوحده" ما بين سوريا ومصر بانقلاب عسكري كان اهم اسبابه صراع بين الضباط الحاكمين انفسهم على تقسيم الغنائم .
كان استقرار وسلامة وسيادة الاردن و صموده عبر السنين موضع تحد واستفزاز للكثير من دول الجوار بدءا باسرائيل الذين كان الاردن ولا يزال " يخرب " مخططاتهم للهيمنة والتوسع .
كان القصد من اغتيال هزاع المجالي هو اغتيال الشخصية الاردنية و اغتيال مشروع التوازن السياسي وعدم الانجرار وراء الرياح والتيارات العابرة العاصفة التي هبت وتهب على المنطقه .
و ما اشبه اليوم بالبارحه ذلك ان صمود الاردن في وجه " رياح الربيع " العاصفة ذات الشعارات البراقة بالاصلاح والتغيير وو اليوم جنب البلاد الخراب الذي نشهده من حولنا .. ذلك هو ذاته الصمود امام شعارات زمن هزاع حيث كانت "الوحده والاشتراكيه ووو " شعارات جاذبة براقه في الشكل لكن القائمين عليها ومن طبقوها كانوا يمارسوا عكس ذلك تماما فاصبحت الاشتراكية هي النهب واصبحت الوحده هي تشريع الانقلابات و الهيمنة والاحتلال والعبث بشؤن الجوار والاشقاء .
ان مدرسة هزاع المجالي هي صياغة الشخصية الوطنية الاردنية المستقلة ذات البعد القومي الصحيح والتضامن الصادق الذي وهي ذات المدرسة التي قضى حياته من اجلها الشهيد الكبير الاخر وصفي التل وهي المدرسة والخيار الاسلم الذي ليس للاردنيين اذا ارادوا البقاء والاستمرار الا ان يتمسكوا به .
ذكرى استشهاد هزاع باشا تمر ونحن نستلهم من روحه الصمود والتضحيه والفداء لكن الاستمرار على حمل ذات الامانة والتمسك بذات المباديء والقيم الوطنية والانسانيه ...
تلك القيم التي اسس لها هزاع و وصفي في صياغة الشخصية الوطنية الاردنية الاصيلة صاحبة القرار في تحديد مستقبلها في المحيط الهائج من حولها . تلك القيم التي تفرض على الاردنيين حتمية ان يتصرفوا انهم في سفينة وان قيادتهم ماهره و لايحق لاحد فيها مهما كان حجمه ان يعبث بمكونات الاردن الاجتماعية المتعدده وتوازناتها المحليه /سواء كانت عشائرية او دينية او مناطقيه او قوميه/ والتي هي اصلا مفتاح السلم الاجتماعي فيه.

د. ياسين رواشده – دبلوماسي وخبير دولي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :