facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"فادي" ورفاقه العاشقون ..


حمزة المحيسن
14-10-2015 09:17 PM

وجاءت اللحظة التاريخية التي كان يتمناها في حياته، فقد كانت تقف خلفه، اخرج هاتفه النقال من جيبه ليلتقط إليها صورة "سيلفي" دون ان يدرك من معه أمره، ترك من معه من الأصدقاء ومضى يمشي مسرعا في ازقة المدينة والطرقات سعيدا في صورتها التي التقطها إليها، فحبيبته أصبح لها صورتان واحدة في قلبه والاخرى في جيبه...

كان يغني سعيدا في ذلك "حبيتها..اوية.. انا حبيتها ومش آآدر أنسى ضحكتها".. أصبحت كما كانت في حياته صورة ينظر إليها في كل لحظة يخلو فيها بنفسه في غرفته.. يكلمها.. يقول لها شعرا ونثرا.. يصلي وهو يدعو إليها ربه... لقد كان عاشقا شرقيا صادقا معها في حبه.. تصاحبه في كتب مدرسته.. يكتب اول حرف من اسمها في كل ورقة من اوراق دفاتره.. يخدش حروف اسمها على درجه في صفه.. يشاهدها في صفحات دروسه من دين وتاريخ ولغة عربية..... فاحتار ت أمه واحتار أصدقاؤه عن تلك التي شغلت قلبه وملكت فؤاده وعندما كانوا يسألونه عنها كان يرد عليهم والفرح يملأ قلبه وهو يغني إليهم "الرفاق حائرون... يفكرون.. يتساءلون... حبيبتي من تكون؟!.. يتخيلون أشياء وأشياء"... ليبقى الجميع بعد هذه الإجابة حائرين فعلا من هي تلك حبيبته؟!..

وعلى غير العادة استيقظ يوما في الصباح مبكرا من نومه ذاهبا إلى أمه طالبا منها ان تختار إليه أجمل الملابس فلبت أمره فلبس تلك الملابس وظهر بأحلى مظهر وزينة ولم ينسَ ان يتعطر وأن يضع قليلا من "الجل" على شعره وقبل ان يخرج قبل أمه وحضنها وضمها إلى صدره وطلبها ان تدعو الله ان يوفقه في أمره فسألته: يا ولدي إلى أين انت ذاهب؟، فأجابها والبسمة تعلو محياه..."يا أمي انا عرسي اليوم" فتركته وودعته ظنا منها أنها "مزحة" من "مزحاته" الجميلة التي كثيرا ما يداعبها فيها ومن لهوه البريء الجميل معها... وقبل ان يخرج من المنزل عاد لينظر نظرة وداع على كل من عاش معه: أبيه.. أخته.. أخيه الصغير.. سريره.. وما إن إنتهى من تلك النظرات الوداعية الأخيرة عليهم جميعا وهم نائمون خرج مسرعا متلهفا شوقا إلى لقاء من أحبها قائلا "سلام يا أمي ودعواتك لابنك فكما قلت لك اليوم عرسي"....فأجابته قائلة : الله معك يا ابني..

وبعد نصف ساعة من وداعه جاء الخبر اليقين إلى أمه ان العاشق "فادي علوان" قد ارتقى شهيدا من أجل حبيبته فقد مات من أجل اجمل عروس في وطنه.. إنها القدس.. زهرة المدائن.. مدينة الصلاة.. مسرى الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم -، المدينة التي ترحل إليها عيوننا في كل يوم تعانق اروقة مساجدها..

لقد ذهب العاشق فادي ليمسح الحزن عنها وينال من المعتدين الغاصبين بالسكين... وداعا يا "فادي "...ووداعا للعاشقين أمثالك من أبناء وبنات فلسطين الذين مضوا في سبيل الله من أجل الغالية القدس عروس عروبتنا وعروس فلسطين..لقد نثرنا مع امهاتكم أجمل انواع الحلوى على نعوش أجسادكم الطاهرة في يوم زفافكم وإرتقاء أرواحكم إلى السماء شهداء - بإذن الله- مع الأنبياء والصالحين وصدحت حناجر امهاتنا مع امهاتكم فرحا بالزغاريد كيف لا وانتم "العرسان" واجمل شباب فلسطين.. على روحكم الطاهرة الفاتحة والحمدلله رب العالمين....





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :