facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التنسيق الأردني الروسي: الأرباح والخسائر .. !!


حسين الرواشدة
25-10-2015 03:57 AM

استطاع الأردن على مدى السنوات الأربع الماضية ان يحافظ على مسافة متوازنة مع كافة الاطراف المنخرطة في الصراع داخل سوريا ، وان يضبط بوصلة حركته – اقترابا او ابتعادا – باتجاه حماية حدوده الشمالية وامنه الداخلي ، في سياق ذلك كان مفهوما ان ينضم للتحالف ضد داعش ، وان يشارك في تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة ، وان «يناور» لمنع سقوط درعا في قبضة التنظيمات الموالية لايران ، كما انه رفض « اغراءات « الاستدراج التي قدمتها بعض دول الاقليم لدفعه الى «التورط « اكثر في الصراع تحت لافتة اسقاط النظام .

باستثناء داعش ، ظلت الاطراف الاخرى بما فيها النظام السوري تتعامل مع « المواقف» الاردنية تجاه الحرب في سوريا بمنطق «التفهم» احيانا ، وباقل درجة من « الاستعداء» احيانا اخرى ، ونجح الاردن في تسويق هذه المواقف على قاعدة «الحياد» الايجابي و عدم الانحياز او الانخراط كطرف اساسي في الصراع، كما تبنى منذ بداية الازمة «الحل السياسي» كمخرج وحيد لانهاء الحرب ، ولم يضع بشكل مباشر رحيل الاسد كشرط ،وان كان يتمنى ان يتم التوافق دوليا عليه .

مع الدخول الروسي المباشر ، تغيرت المعادلات و اصبح مطلوبا من الاردن ان يراجع موافقه بصورة تتناسب مع ما حصل ، في البداية لم يعلن اي ترحيب بالتدخل الروسي ، لكنه – بالطبع – لم يفاجأ به ، خاصة وان الملك في تصريحات سابقة دعا روسيا الى المشاركة بصورة اكثر فعالية لانجاح الحل السياسي ، واعتبر ان اي حل لا يمكن ان يتم بمعزل عن المشاركة الروسية ، ثم تدحرجت الكرة فاكتشفنا – بصورة واضحة – ان واشطن لا تمانع بقيام بوتين بهذه المغامرة ، كما ان الاطراف الاقليمية التي تحفظت على التدخل الروسي عادت و خففت من معارضتها ، وقد تتوج ذلك في لقاء « فيينا « الذي ضم روسيا وامريكا وتركيا والسعودية ، صحيح ان ورقة رحيل الاسد افشلت الخروج بتوافق ما حول حل سياسي، لكن الصحيح ايضا ان الدول المشاركة لم تخرج بموقف صارم معاد للتدخل الروسي.

على هامش لقاء فيينا ، اتفق وزيرا الخارجية الاردني و الروسي على « تنسيق « العمليات العسكرية بين الطرفين ، و في تصريحات لاحقة لوزير الاعلام قال إن هذا التنسيق جاء من اجل الحفاظ على حدود المملكة الشمالية مع سوريا .

بهذا الموقف انتقلت عمان من نقطة « الحياد الايجابي» الى « الانحياز» المباشر للتدخل الروسي ، و يمكن فهم ذلك في سياقين اثنين : الاول سياسي و يتعلق بتقديرات تشير الى ان روسيا اصبحت اللاعب الاساسي في المعادلة السورية، وهي التي ستقرر اية «وصفة» للتوافق و الحل في المستقبل ، ومن مصلحة الاردن ان يكون حاضرا في المشهد ، وفي هذا السياق ايضا فان معادلات الربح و الخسارة واردة ، فالاردن يمكن ان يربح بالتنسيق مع روسيا ورقة تقليص النفوذ الايراني ، وورقة وقف تمدد التنظيمات الارهابية « داعش تحديدا» ، وورقة عدم استعداء اي نظام قادم في سوريا ،اما على صعيد الخسائر فان نجاح روسيا ليس مؤكدا ، مما يعني ان الاردن يمكن ان يخسر بعض الاوراق السابقة كما انه سيخسر تحالفات مع دول عربية واقليمية مهمة في حال اصرارها على رفض التدخل الروسي .

في السياق العسكري ، فان من مصلحة الاردن ان تمسك روسيا « بزمام» المبادرة في سوريا ، وان تكون بمثابة « مايسترو « لتوجيه دفة الصراع العسكري ، لان من شان ذلك ان يساعد الاردن في المجهود العسكري لضبط الحدود ومنع تسلل التنظيمات الارهابية لاراضيه ، كما انه سيساعد في التقليل من اعداد اللاجئين وربما يسمح التنسيق بين البلدين لاقامة « منطقة امنة « ، لكن من جهة اخرى فان فشل روسيا او وجود تحالف مناوئ لها في المنطقة ، سيدفع بالاف «المجاهدين» الى سوريا ، و سيعزز من فكرة التنظيمات المتطرفة ، و سينطوي ذلك على خطر يهدد الامن الاردني ،و يزيد من الاعباء الامنية عليه .

وفقا لحسابات الربح و الخسارة ، وفي ضوء عدم وضوح مواقف دول اقليمية يرتبط الاردن بها بعلاقات استراتيجية ، فان الاستدارة الاردنية نحو التنسيق مع سوريا تنم عن قراءة سياسية و امنية مفهومة ، لكنها ( الاستدارة ) بحاجة الى ترتيبات اخرى تضمن الحفاظ على علاقاتنا الاستراتيجية مع حلفاء و اشقاء ما زالوا يتحفظون على التدخل الروسي ، ويمكن ان يتحولوا الى « اعداء» له ، كما يجب ان تضمن وجودنا على طاولة « التفاهمات « القادمة حول مستقبل سوريا وعدم انجرارنا الى اية حرب برية هناك .

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :