facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخلايا الجذعية .. بين العلم والدعاية * د. زياد الزعبي

28-10-2015 01:56 PM

قبل ثلاثين عاما قام طبيب اردني متفوق ومتحمس باجراء اول عملية اطفال انابيب ولانها جديدة عالمياً ومن يتقنها ندرة من الزملاء فقد تعرض لإنتقادات ومضايقات من كل صوب وحدب.

وما بين شد وجذب، تطور عمله وجهده الى ان انتهى الامر به الى ان يكون مركزه الاكثر احتراما في المنطقة يتقاطر عليه الذين ينشدون الامل بطفل؛ اما تصميمه الذي لم يكل انتهى به الى بناء المستشفى الاحدث في المنطقه وكرّمته السلطات العليا بالأوسمة وعضوية مجلس الاعيان، وبقي المنتقدون والمتحسرون ورعاة الروتين والبيروقراطية وأعداء التطور على الارصفة يلعقون جراحهم.

استذكرت قصة الدكتور زيد الكيلاني ورواداً آخرين امثال داوود حنانيا صمدوا وانجزوا وغيرهم لم يصمد للعاصفة وهاجر حيث يجد من يقدر عمله وأنا اتابع المواقف المتقاطعة واللغط الكبير الصاخب الذي يدور الان في الشارع الطبي حول استخدام الخلايا الجذعية.

نعم هناك فوضى في جوانب كثير في ممارسة المهنة بشكل عام؛ نعم هناك استغلال لحاجة المرضى؛ ونعم هناك دعايات رخيصة لا أساس علمي لها ليس في موضوع العلاج بالخلايا ولكن في كل ممارسات المهنة. ولكن على الجانب الاخر هناك انجازات هامة ومنها استخدام الخلايا في علاج الامراض المستعصية والا لماذا انشىء المركز الوطني لبحوث الخلايا الجذعيه .

ما هي قصة الخلايا الجذعية؟

بدايةً العلاج بالخلايا وليس بالضروره ان تكون جذعيه مسالة قديمة مثل عمليات زراعة نخاع العظام لمرضى السرطان وهي تحتوي خلايا متنوعة منها الجذعية وغيرها ولكن ما يميز الجذعية منها قدرتها على التكاثر والتغير لتكوين خلايا من نفس المحيط الموجودة بها اي عندما تتواجد في عضلة القلب تشكل خلايا عضلة القلب لتقوم بوظيفتها. بالتاكيد الامر ليس بهذه البساطة وانما تخضع العمليه لإجراءات طويلة من حيث مصدر الخلايا هل من الجنين ام من الحبل السري لمولود جديد ام من الشخص نفسه او قريب له يماثله بفحص الانسجه وكذلك طريقة تنقية الخلايا وزراعتها في المريض، وهناك أيضاً الخلايا المهَندسة وراثياً والتي اعتمدت مؤخرا في العلاج في اليابان ونال مكتشفها جائزة نوبل في الطب عام 2012 . وعادة ما تبدا الرحله بابحاث مخبريه الى تجارب على الحيوانات الى تجارب على متطوعين الى ان تصل مرحلة اقرارها من قبل مؤسسات علميه ومن ثم التصريح لها من مؤسسات رسمية.
أردنيا، البعض سار بهذا الطريق الطويل وبعد سنوات قام بالتطبيق على المرضى بعد التأكد من سلامة الطريقة. وعلى النقيض من ذلك يقوم البعض باخذ سنتيمترات من الدم والقيام ببعض الإجراءات المخبرية البسيطة (حتى بدون اللجوء للمختبر) ثم حقن ما ينتج عن ذلك في العضو العليل وكلها تسمى اعتباطا خلايا جذعية وتتناقل المواقع اخبار انتصارات وهمية.
عالميا هناك ما لايقل عن 20 جمعية علمية عالمية معنية بالخلايا الجذعية وهناك حوالي 2500 تصريحا بأبحاث علمية لاستخدام الخلايا الجذعية في امراض مختلفة في الولايات المتحدة ومن اهم نقاط حملة أوباما الانتخابية كان قراره بالسماح بإجراء التجارب على استخدام الخلايا الجذعية من الحبل السري التي كان قد منعها بوش الابن لاسباب قيلت انها دينية ولكن تبين ان لها علاقة بضغوط الشركات المصنعة للادوية الروتينية لامراض السكري واعتلال القلب وغيرها .
اردنيا كيف سنبقى خلف الدنيا باسرها ونحن ندعي اننا الاول عربيا والخامس عالميا في السياحة العلاجية. وبالمقابل: هل نسمح للشارد والوارد ان يغمس من صحن العلاج بالخلايا؟ الاجابة كانت بنظام استخدام الخلايا الذي اصدرته وزارة الصحة والذي يرقى لمستوى القانون وتحدثتُ عنه بكل فخر في مؤتمرات عالمية في رومانيا والهند امام المئات من الباحثين العالميين وكنا الدولة العربية الوحيدة والرابعه في العالم التي تصدر مثل هذا القانون، والذي جاء بعد نقاشات مستفيضة قادها الدكتور عبدالله عويدي العبادي.

لقد حضرتُ عشرات المؤتمرات وحاضرتُ كثيرا في موضوع الخلايا الجذعية في مؤتمرات عالمية من الصين الى امريكا، وللعلم اصبح العلاج بالخلايا هو القاسم المشترك الاعظم للمؤتمرات الطبية في كل التخصصات .وكان أشهرها أردنيا ذلك الذي أقيم في عام 2011 وحضره 144 باحثا من 44 دولة وتم انتخابي على أثره رئيسا للجمعية العالمية لترميم الاعصاب بالخلايا ومن ذلك الحين تم تكريم عددا من اطبائنا في محافل عالمية ونتلقى يوميا عشرات الطلبات للعلاج بالخلايا، نأخذ القليل القليل منها بعد ان قمنا بنشر ابحاثنا في مجلات علمية مسجلة. بدايتنا كانت صعبة ولكننا لم نبدأ العمل على المرضى الا بعد الحصول على تصريح من وزارة الصحة وهذا ضروري. وكانت إنجازاتنا تتبلور في المحافل العلمية وليس على مواقع الدعاية.

تذكرني حادثة عندما القيتُ والدكتور أديب الزعبي محاضرتان عن انجازاتنا عام 2009 في مؤتمر علمي في ايطاليا وقامت بعدها البروفسورة ريتا مونتلشيني الحائزة على جائزة نوبل في العلوم قبل 20 عاما وقالت تعليقا على محاضراتنا «لقد جاءنا العلم قديما من الشرق وها هو اليوم يعود من هناك».
في هذا الخضم والضبابية، هل سينتصر البحث العلمي مسنوداً بانظمة وقوانين وانفتاح على العالم المتقدم أم اعداء التقدم مسنودين بالجهلة والحاقدين والباحثين عن الغنائم؟.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :