facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العمدة وأبو حسان غرق وشماتة في عمان


عدنان الروسان
08-11-2015 01:27 PM

لم يكن ضروريا تقديم الحلوى والتهاني وتبادل النكات في عزاء الأردنيين، غير أن هذا ما لجأ إليه معالي أمين عمان عقل بلتاجي ومعالي وزيرة التنمية الاجتماعية ريم أبو حسان كما نقلت وسائل الإعلام المحلية عنهما بتصريحاتهما التي تشبه الشماتة بالمواطنين..

ذكرني تساؤل العمدة لماذا يترك مواطن طفليه في تسوية في قبو عمارة بعادل إمام في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة" حينما علق على سكن مواطن مصري يعيش مع زوجته وأولاده العشرة وحماته في غرفة واحدة قائلا "وسايبين الفيلا كلها وساكنين في أوضة واحدة ليه"، والوزيرة ما قصرت وجاء كلامها حسب ما ورد في الصحافة الأردنية صدى لما قاله العمدة، وكأن الوظيفة الوحيدة للمسؤولين هي التبرير والشماتة والاستعلاء على الشعب الأردني الذي يدفع رواتب ومزايا وحوافز الوزراء والمسؤولين.

الوزيرة معذورة ربما فلها سجل ما شاء الله عنه تجاه الشعب الأردني، ففي كل شتوية ينال الشعب من لسانها " طرطوشة "، فالشتوية السابقة كان الشعب الأردني "بارد وجه" بالنسبة لمعاليها وكأنها هي ليست وزيرة في حكومة للأردنيين، أو كأنها أتت من كوكب آخر أهله أكثر فهما وذكاء وذوقا من الشعب الأردني الذي يجوع لتركب معاليها سيارة فخمة من جيوبه ويعطش حتى تتأنق معالي الوزيرة وتدلي بتصريحاتها فتشتمه بها وتوبخه، أما بالنسبة لمعالي العمدة وأزعم أنني كنت من المدافعين عنه في جلسات حوار كثيرة كمسؤول مثقف وفهيم، فقد كنت أتوقع أن يصل إلى عمان من لندن "مرابط خيلنا" ويتفقد عمان ثم يصدر بيانا مقتضبا يعتذر فيه عما جرى ويتحمل المسؤولية ثم يغادر مستقيلا حتى يضرب مثلا يحتذى في الإخلاص والوطنية والانتماء وحتى نقول للدنيا كلها "هه مش بس انتو بتتحملوا المسؤولية واحنا كمان حضاريين ونستقيل عندما نكون مخطئين" لكن ذلك لم يحصل لسوء الحظ.

حينما يقول وزير الداخلية سلامة حماد إن عمان لم تكن جاهزة للأمطار فهو لا ينطق عن هوى بالتأكيد فله مائة ألف شرطي ودركي تحت إمرته يجوبون الشوارع ليل نهار، وعلاوة على تنظيم السير وحفظ الأمن فإنهم قادرون على رصد أشياء أخرى كثيرة من الأمور ومنها إذا كانت جهوزية عمان وأمانته متوافرة أم أنها غير ذلك، وكان أولى أن نعترف بالحقيقة المرة بدل أن نجد الأعذار ونحاول الإيحاء بأن ما قاله وزير الداخلية ليس صحيحا وأن ندافع عن شركات التأمين بالقول أن ما حصل كارثة طبيعية وبالتالي فإن شركات التأمين ليست مسؤولة وأمانة عمان ليست مسؤولة ولن تدفع لأحد أي تعويض والشعب الأردني بارد وجه وبسكن في شقق واطية وبالتالي نهاية الكلام "ظبوا هالطابق ولا تتفلسفوا فنحن ربكم الأعلى مادمنا في السلطة " وهكذا قال فرعون ثم غرق في بحر لجي.

كما أننا ننتقد العمدة ووزيرة التنمية فإننا نشيد بوزير الداخلية وأداءه فقد قام بواجب عدة وزارات خلال الكارثة " غير الطبيعية " وكان في الميدان بينما كان آخرون متلفعين يحتسون الشاي وأشياء أخرى في بيوتهم وفنادقهم، ونحترم جرأته في قول الحقيقة وعدم اللجوء إلى التبرير ومواساة المواطنين بدل توبيخهم وشتمهم كما فعل غيره..

على المسؤولين كافة أن يعوا أن المواطن هو صاحب الحل والربط وأن الوطن ليس كانتونات موزعة على المسئولين وأن الأمانة حمل عجزت عن حمله "السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" صدق الله العظيم، ومن مقومات التكليف بالمسؤولية أن يكون المسؤول قادرا وراشدا وعاقلا لما يجري ومتواضعا لرب عمله الذي هو المواطن وأن يعرف كيف يتصرف برشد وحكمة.
الأردنيون ليسوا حقل تجارب في كل فصل شتاء، منذ عشر سنين متوالية ونحن نعاني في كل "شتوية " إما من طرقات مغلقة أو مدارس وجامعات معطلة عند كل "هبة شرقية" أو تغرق الأنفاق ونعلن حالة الطوارئ وكأننا على أبواب حرب يا جماعة كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فلتقم الأمانة والبلديات بعملها ودشرونا من المؤتمرات والسفرات والمنتديات فما بذلك تبنى الأوطان ولا بذلك نكون مستعدين للكوارث الطبيعية..

ولا لازم الملك ينزل للشوارع ويتفقد الطرقات والزواريب ويطمئن على شبكات تصريف مياه الأمطار وعلى الذين يسكنون في الطوابق السفلية، ياريت على الأقل لما بنزل الملك للشارع ما "بنسمعش باردين وجه وغيرها من الشتائم والمسبات"..

عظم الله أجرنا فيمن قضوا لأنهم ساكنين في "أوضة" واحدة وتحت الرصيف، وعوضنا في بعض المسؤولين بوجه الكريم وكل شتوية وأنتم بخير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :