عمون- محمد الصالح- دعا المجلس الأعلى للسكان إلى ضرورة بناء بيئة تعليمية محفزة للتعليم والبحث العلمي والإبداع لما لها من أهمية كبيرة في إعداد الأفراد من الناحية المعرفية والعلمية وبناء المهارات التي تحفزهم على العمل في مهن وأنشطة اقتصادية ذات قيمة مضافة لرفد الاقتصاد بقوى فاعلة ذات كفاءة إنتاجية عالية.

وبين خلال الورشة التدريبية التي نفذها لأعضاء المناهج ومنسقي المباحث من مؤلفي الكتب المدرسية في وزارة التربية والتعليم حول "تحقيق واستثمار الفرصة السكانية" أنه يتعين على النظام التعليمي العام أن يقوم بتنفيذ سياسة الفرز المبكر للطلبة الذين ليس لديهم قدرات ورغبة لإكمال مسيرتهم الأكاديمية للحد من الهدر في الإنفاق الوطني على تعليم أفواج كبيرة من الطلبة لسنوات عدة تسبق فشلهم في امتحان الثانوية العامة وربما لعدة مرات.

وأكد المجلس على أهمية أن يركز نظام التعليم العالي في الجامعات وكليات المجتمع على إكساب الخريجين المهارات التي تؤهلهم لسوق العمل بدلاً من التركيز على منح الشهادات الأكاديمية فقط، الأمر الذي سيساهم في رفد سوق العمل بعمالة ماهرة، وتخفيف التشوهات في سوق العمل وخفض معدلات البطالة والجريمة وتدفق العمالة الأجنبية.

ودعا إلى ضرورة التنسيق ما بين مختلف الجهات ذات العلاقة خاصة فيما يتعلق بسياسات التعليم العام والعالي وبين التدريب المهني والتقني، وسياسات التشغيل والتقاعد، خاصة أن بعض هذه السياسات تتعارض مع التوجهات الهادفة إلى إحلال العمالة المحلية وخلق فرص عمل جديدة والحد من البطالة.

ونوه إلى أن البحث العلمي في الأردن لا يلقى الاهتمام المطلوب وأن هناك حاجة إلى زيادة المخصصات المالية وتوجيهها إلى البحث العلمي الذي يساهم في تطوير كافة المجالات.

وأوضح المجلس أن من بين الأمور المطلوبة لضمان تحقيق الفرصة السكانية تضمين المناهج القيم والمعارف والمهارات الإيجابية اللازمة للتعلم والعمل المنتج والمشاركة الفاعلة في تحقيق برامج التنمية.
وأكد على أهمية تضمين المناهج التوجهات الإيجابية الحديثة في إعدادها مثل مهارات التفكير، حل المشكلات، التعلم الذاتي والتعلم التعاوني والتواصل الجيد مع مصادر المعرفة بما يساهم في خلق جيل مبدع ومبتكر.