facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قاسم السبتي: التشكيليون قبيلة منسية


23-12-2015 08:35 PM

عمون - حرق الاحتلال الأمريكي في يومه الأول في العراق ما يزيد على 20 مكتبة، من بينها مكتبة كلية الفنون القريبة من منزل الفنان التشكيلي العراقي قاسم السبتي، الذي شاهدها تحترق مخلفة وراءها آلاف القصاصات، مما دفعه لتقديم معرضه «أقنعة النص» في نهاية عام الاحتلال.

في ما يعود السبتي اليوم بمعرض جديد يحمل عنوان «حروف مخبوءة» في غاليري الأورفلي في العاصمة الأردنية عمان، وهو النسخة الجديدة من معرضه السابق «أقنعة النص»، في محاولة منه لتسليط الضوء على الحروف التي اختفت رغما عنها بسبب الظروف.

وعن معرضه يقول السبتي «حروف مخبوءة» أعوام عشرة وأكثر وانا أحاول أن أحصل على ما تبقى من متاهات الخرائط التي رسمها الدمار وأتى على ما تبقى من مكتبات مدينتنا المنكوبة «بغداد»! ما السبيل للتخلص من ثمالة تجربة باتت لا تستفز هدأة ذاكرة متخمة بالتجريب؟ وما ذنب أصابعي التي أدمنت الإمساك بتلابيب الكتب المحترقة التي استعرضها في مدن العصر في «بغداد وباريس وطوكيو ونيويورك». لقد بات هاجسي اليوم التملص من ظلالها العتيقة. ولكن من أين ابتدأ المشوار وكل ما يحيطني بها يحيلني ثانية إلى عوالمها الموغلة بالشجن. هذا المعرض ليس امتدادا لذلك فحسب، بل أنه عرض للمسكوت عنه في ذاكرة ما بقي من حروفها المخبوءة، التي طرزت تلك الخبرات العصية على النسيان.

وعن التجربة التي جلبت له مرض السكري، يقول السبتي في حديثه مع «القدس العربي»: «في أول يوم من الاحتلال الأمريكي، أحرقوا أكثر من 20 مكتبة من بينها مكتبة كلية الفنون، وكلية الآداب والمكتبة الوطنية ومكتبة اتحاد نساء العراق واستهدفوا الكتب التي تتناول ذاكرة الشعب العراقي وتراثه ويصل عددها إلى 6 آلاف كتاب. استخدمتها في لوحات معرضي السابق بإعادة لصقها وتقديمها بصياغة جديدة، ولذلك حقق نجاحات كبيرة في عواصم لا تجامل، وفي غاليري باريس تم شراء الأعمال جميعها».

أما عن سر تسميته للمعرض الحالي «حروف مخبوءة» فقد اكتشف السبتي في تلك اللحظة العصيبة أن الأغلفة عبارة عن أقنعة تخفي نصوصا وحروفا اختبأت رغما عنها، وتطوي عوالم لم تطأها قدم. فحين حمل أحد الكتب المحروقة بين يديه وصلت النار إليهما فسقط المحتوى وبقي الغلاف، فخرج بفكرة هذا المعرض الذي يضم 30 لوحة رسمها في عشرين يوما، حملت جميعها نصوصا وكلمات.

في معرضه «أقنعة النص» كانت الرسالة التي يريد السبتي إيصالها عاطفية للغاية بسبب اللحظات العصيبة والحزينة، لكن معرضه اليوم أكثر جمالية وأقل عاطفية، لذلك الأعمال الحالية مصنعة ودخلت فيها الحرفة والخبرة من مجاله في تدريس الفنون وتجارة الأعمال الفنية، كما توشحت بالغموض والاختلاف عن المألوف.

والمعرض الذي يضم 30 عملا، استخدمت فيه ثلاث تقنيات وهي، طباعة الأعمال على الكنفاس والكولاج التلصيق من مواد شبيه بالمواد الأولية الموجودة في الكتب، والرسم الأكريليك على بعض الأجزاء. ورسالته «لازلنا على قيد الحياة، فالعراق ولود وينتج فنا ومواهب سنوية من كلا الجنسين».

وحول الفن التشكيلي العراقي وما وصل اليه اليوم بعد الاحتلال، بين السبتي أنه تأثر، لكن حجم التشظي الذي يحدث داخل الحركة التشكيلية مثل التشظي الأميبي، يتشظى عن تجربة جدية جميلة وخاصة الفنانات التشكيليات. والتجارب الفنية الشابة تنم عن حرفة واقتدار.

أما فيما يتعلق بأعمال الفنانين العراقيين في الداخل والخارج، يرى السبتي أن العراقي رغم كل الظروف الصعبة من الحرب الإيرانية والحصار والاحتلال الأمريكي، يصر على عدم الالتفات إلى الخلف وعدم صناعة الحزن، ويتجه نحو الرسم بالألوان الدافئة، معبرا عن الجمال والحياة والحب، رغم مشهد القتل اليومي بفعل الاحتلال.

وعند سؤاله عن دور وزارة الثقافة في دعم الفن العراقي، أوضح السبتي «تلعب دورا مخربا، بسبب المحاصصة التي يعيشها العراق، فوكيل الوزير بائع قماش وآخر جاهل لا علاقة له بالفن، وللأسف الوزارة عاجزة عن دعم الإبداع العراقي وتستقبل معارض فاشلة لأشباه الفنانين والفنانات. ومن بين الأمور التي تدل على تهميش الوزارة للإبداع العراقي، قيام السبتي بشراء 36 عملا فنيا سُرقت من متحف الفنون بمبلغ 8 آلاف دولار من ماله، وإعادتها إلى الوزارة، التي اكتفت بتكريمه بشهادة ورقية. كما طلب السبتي من أول وزير ثقافة وضع مبلغ 50 ألف دولار في حساب مخصص لاستعادة الأعمال الفنية المسروقة، وكونه خبيرا بها، كان سيتمكن من استعادة 500 ألف عمل فني.

وفي مهرجان «بغداد عاصمة الثقافة العربية» الذي خُصص له 600 مليون دولار، اقترح السبتي تخصيص مليون واحد لاقتناء مجموعة الأعمال التي يمتلكها أحد رجالات العهد السابق، الذي قرر بيعها بمليون دولار ويبلغ عددها 177 عملا.

أما فيما يخص الأحزاب التي يشكو منها الكثير من الفنانين العراقيين، قال السبتي «الميليشيات مهتمة بالسرقات، والفنانون على العموم لا يعنون شيئا في أجندات السياسيين ورجال الدين، فهم قبيلة منسية لا أحد يهتم بنا ولا يطمح أن يأخذ مكاننا، ليست هنالك أحزاب يهمها الإبداع وذاكرة الشعب العراقي، يصنعون ذاكرة للموت ونحن نصنع ذاكرة للحياة وشتان ما بين الأمرين».

ولا يؤمن السبتي بأن الفن التشكيلي قادر على إيصال رسالة مباشرة في ما يتعلق بالأحداث التي يعيشها العالم العربي، كونه في الأساس فنا نخبويا أكثر من أي فن آخر، مقارنة بالموسيقى والرواية والقصة والشعر، فنا يحتاج إلى لغة بصرية من أجل فهمه واستيعابه، موجها لفئة معينة من الناس.

والسبتي الذي يرأس اليوم جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين التي تأسست عام 1956، أكد أنها محطة مهمة لكل المبدعين من رواد الفن التشكيلي في كافة المراحل، إذ تقوم على مساعدة الفنانين المستحقين لها، بتقديم الرواتب للفقراء منهم وتوفير تكاليف السفر لغايات المشاركة في الأنشطة الخارجية، بالإضافة إلى إقامة المعارض السنوية ودعم المحافظات لإقامة هذه المعارض. وهو – بحسب السبتي -المكان الوحيد الذي لا تتم فيه السرقات، فرغم المصروفات الكبيرة يمتلك في حسابه نصف مليون دولار.

ما الذي تغير في عمل السبتي منذ معرضه الشخصي الأول «ذاكرة التشظي» وحتى معرضه اليوم، أجاب السبتي « تغير الكثير، فأعمالي مرت بالعديد من المحطات بدأتها في التجريدية التعبيرية ومن ثم في أعمالي التي عرضت في المعهد العربي في باريس تصبغت بمسحة تعبيرية، ورجعت للتجريد لوحات الأغلفة التي امتزجت فيها الخبرات جميعها.

وفي نهاية حديثه أفصح السبتي عن مشاريعه المقبلة وهي إقامة معرض بعنوان «ذاكرة جسد» يتكلم عن أجساد نسائية من جانب فلسفي وجمالي وأكاديمي، ويتغزل بالجمال بطريقته الخاصة وليس بطريقة إباحية أو رسما للتفاصيل، فالمرأة موضوع مقدس، والجسد الأنثوي منجز جمال إلهي عظيم جعل البشرية تستمر حتى اليوم. كما يحضر السبتي لتقديم دراسة عن القيم الجمالية للجسد الأنثوي في القرنين التاسع عشر والعشرين. (القدس العربي - اية الخوالدة)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :