facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بانتظار نضوج الثمرة!


مازن حماد
26-12-2015 03:04 PM

تتعمق الانتفاضة وتأخذ شكل حياة وأمر واقع عنوانه الطاعن والداهس، وتتعمق بموازاة ذلك يمينية يهودية متعصبة يسيرها مستوطنون وحاخامات داعشيي المستوى، لنقل الصراع إلى مديات جديدة محملة بالدم.. وما هو أكثر.

ويؤكد لنا صحفي واع مثل ديفيد ليفي الذي يتنقل بحراسة خاصة خشية أن يغتاله متطرف يهودي، انعدام النقاش بين اليمين واليسار وبين المتدينين والعلمانيين في إسرائيل، واقتصاره على اليمين وحده، بألوانه وأطيافه المختلفة.

ليس حاملو السكين وسائقو السيارات الداهسة هم السبب وراء إقصاء اليسار ودفنه، ذلك أن الفلسطينيين استخدموا على مر التحول الإرغامي نحو اليمين ما أمكنهم من سلاح بسيط لمواجهة التوجه الانغلاقي العنصري والاستعبادي المغلف للمجتمع الإسرائيلي.

وفيما نتوقع لحرب السكاكين والسيارات أن تتواصل إلى أجل غير معروف، كردة فعل مبررة ومفهومة تجاه سرقة الأرض، فإننا نتوقع أيضا انفلات اليهودي مما بقي من عقاله، بقيادة زعماء الاستيطان ومئات الحاخامات الذين يصنفون العرب تحت مستوى البشر. ويخبرنا ليفي أن القومية المتطرفة في إسرائيل انتصرت بصورة ساحقة مع تعيين زمرة كارهة للفلسطينيين، في مناصب رفيعة مثل المفتش العام للشرطة ورئيس الموساد والمستشار »القانوني« للحكومة والمدعي العام، علما بأن هؤلاء لديهم سلطة التحكم بجزء كبير من القرار الحربي والأمني.

حقق المستوطنون والحاخامات مطلبهم الرئيسي وهو إفشال أي حل سياسي وسحق خيار الدولتين، وفرضوا ذلك على نتانياهو الذي تبنى هذا المسلك درءا لرصاصة مجنونة قد تخترق قلبه إذا خرج عن طوعهم. وأصبح هؤلاء المقامرون بإسرائيل، جاهزين للهدف التالي وهو احتكار النقاش من خلال تغيير النظام، وبالتالي الاستئثار بالقرار.

هذا الدرب مليء بالأشواك والألغام والنوايا الشريرة. أما عسل الانتصار الذي أبهج اليمين، فسينقلب في يوم ما إلى علقم تتجرعه دولة »الأبارتيد« التي أقامها أعداء التاريخ والجغرافيا. وسيكتشف هؤلاء، ولكن بعد فوات الأوان، أن الدولة العنصرية لا تشكل حلا ذا ديمومة، وسيتم »تشليحهم« إياها مثلما شلّح مانديلا بريتوريا الحكم، واسترد كرامة جنوب إفريقيا التي داسها الأوروبيون البيض قرونا.

عمر إسرائيل لن يكون طويلا كعمر جنوب إفريقيا، وللتدليل على صدق التوقع نقتبس رأيا مشابها ورد على لسان الباحث الدكتور »حاييم مسغاف« حين قال لصحيفة معاريف: »ألفا عام من المنفى، لم تُشف الشعب اليهودي من الأمراض التي ألمت به وتسببت بفشله في الحفاظ على بلاده، وهذا أليم. لكنني لا أدري ما إذا كان العرب قد قرأوا تاريخ شعبنا، وإن كانوا يعرفون بالتأكيد ومنذ الآن، بأن ما عليهم إلا أن ينتظروا بصبر بضعة أجيال حتى يسقط كل شيء في حضنهم كثمرة ناضجة".

الوطن





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :