facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ايران فشلت في فك شفرة معركة الحزم


د.عبد الناصر الخصاونة
08-01-2016 08:57 PM

لا يختلف اثنان على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى مدار ثلاثة عقود تمارس سياسة استفزازية تجاه جيرانها العرب في سياق عقلية تصدير الثورة قبل أن يكبح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين جماح المخطط الإيراني، لتعود أحلام التصدير إلى العلن بعد سقوط نظام البعث واحتلال العراق في 2003.

العرب لم يبخلوا يوما بإظهار حسن النوايا تجاه طهران، رغم إصرارها على احتلال الجزء الإماراتية، واستبدال عروبة الخليج بالفارسية، وتدخلها الفاضح في الشؤون الداخلية للدول العربية، وفي كل مرة تمد يد عربية تقابلها عاصمة الولي الفقيه بسكين الغدر. ولم يعد التعايش مع هذه الممارسات الإيرانية ممكنا.

ولم يكن العرب عاجزون عن فضح الممارسات الإيرانية والتصدي لها بحزم، غير أن استقرار المنطقة وعدم جرها إلى مستنقع الحرب الطائفية التي تدفع باتجاهها طهران وأدواتها في المنطقة، دفعت العرب للعض على جراحهم وضبط النفس، وحتى مع متوالية المؤامرات التي فضحت في البحرين والمخططات الإرهابية التي ثبت تورط أيادي إيرانية فيها، ناهيك عن التدخل السافر في سوريا وما أسفر عن ذلك التدخل من مقتل وتهجير أكثر من ربع مليون مواطن سوري.

وحافظت الدول العربية الصراع مع إيران في درجة الجمود ولكن إن أنت أكرمت اللئيم.. ، فكان أن تمادى النظام الإيراني في غيّه وتدخله في الشؤون العربية إلى أن ظن بأنه وصي على دول المنطقة وشعوبها، كما عبرت ردة الفعل الإيرانية إزاء تنفيذ السعودية حكم الإعدام بمواطن سعودي ينتمي للطائفة الشيعية ضمن عشرات من المدانين بجرائم إرهاب جلهم من السنة.

التصريحات الإيرانية فضحت المخطط الإيراني، فبأي حق تتوعد طهران المملكة العربية السعودية بعد إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر ؟ وما علاقة أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله حتى يخرج ليتطاول على السعودية ويتوعد حكامها الذين لم يبخلوا يوما على لبنان بالدعم السياسي والمالي والعسكري ودعموا وحدته واستقلاله ويكفي أن هيكل النظام القائم في لبنان يحل اسم الطائف، تلك المدينة السعودية التي شهدت ولادة الجمهورية اللبنانية الثانية عقب إسدال الستار على الحرب الأهلية.

طهران التي تجيد فك شفرة الرسائل السياسية بإتقان، فشلت في فك شفرة معركة الحزم التي تقودها السعودية في اليمن ضد عصابات الحوثيين وعلي عبدالله صالح، ولم يفهم النظام الإيراني أن السعودية دخلت بحكم الملك سلمان زمن الحزم وأنهت زمن المجاملات قبل أن ينطقها حسن نصر الله بلسان طائفي ، ولا نلومه فـ"النباح على قدر الألم" والمصاب، ومصاب إيران وأذرعها في المنطقة كبير جدا، وزاد الألم مع قطع يدها بإعدام نمر النمر.

ردود الفعل العربية والإسلامية على الحزم السعودي تجاه الصلف الإيراني المتمثل بقطع العلاقات الدبلوماسية ،يظهر حجم الاستياء حيال السياسات الإيرانية في المنطقة. فلم يعد مقبولا السكوت على التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية كما لم يكن من المقبول أن تغفر السعودية الاعتداء على سفارتها وبعثتها الدبلوماسية في طهران ومدينة مشهد بتحريض وتحريك رسمي فاضح.

وحسنا فعلت البحرين والإمارات والكويت والسودان بإعلان مواقف حازمة على غرار الموقف السعودي، ونتمنى أن يسير العرب جميعا على خطى تلك الدول حتى تدرك إيران أن محاولتها خلال العقود الماضية لتفريق العرب وضرب وحدتهم وتماسكهم باءت بالفشل وانقلب سحرها عليها، مع ضرورة التأكيد على أن الصراع مع إيران سياسي وفكري وليس صراعا عقائديا وطائفيا بين سنة وشيعة، فالسنة أقرب لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من إيران والشيعة العرب أقرب إلى مكة من السنة.

الأيام المقبلة ستكون حبلى بالكثير من التداعيات التي ستؤكد على مشروعية المواقف السعودية، وسنشهد في قادم الأيام مبادرات ووساطات دولية لإخراج إيران من عزلتها التي فرضها الحزم السعودي، ومن المستبعد أن يتطور الاشتباك السياسي إلى اشتباك طائفي مسلح ، وهو ما تحاول طهران وأدواتها تسويقه، كما تحاول بعض القوى الإقليمية والدولية للدفع باتجاهه، إلا أن الرهان يبقى على حكمة القيادة السعودية التي لن تسمح بأن تنجر المنطقة إلى صراع طائفي سيكون الجميع فيه خاسرا.


حفظ الله السعودية.. وكلنا بلاد الحرمين





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :