عمون - أنهى الباحثان عبد الرحمن الزرقان وخالد عبد الهادي ، بحثًا يختص بدراسة تأثيرات مياه الشرب على متناوليها بنتائج مهمة جدا في هذا المجال العلمي .

ويعتبر البحث من القفزات العلمية في أبحاث المياه، حيث تم تنفيذ البحث في جامعة الطفيلة التقنية وبدعم مالي من الجامعة بعد موافقة رئيسها الدكتور شتيوي العبادي على طلب البحث في عام 2014، حيث أشرف الدكتور نعيم العودات من قسم الحاسوب على تنفيذ البحث وتصميم التجربة.

وقال الباحث عبدالرحمن الزرقان أنه وفي امتداد لأبحاث سابقة تثبت وجود آثار لمياه الشرب على الأفراد الذين يتناولونها وتأثيراتها على الوظائف المعرفية في الدماغ، بحثت هذه الدراسة بشكل تجريبي آثار مياه الشرب على التراكيب العصبية في الدماغ، حيث تم تصميم التجربة بحيث يتناول المشاركون في العينة البحثية عينات من مياه الشرب، التي انقسمت إلى عينات مياه محفزة صوتيا و مياه شرب عادية لقياس الأثر المترتب على شربها، حيث تم قياس الأنشطة المعرفية و تقييم الحالة النفسية للمشاركين قبل وخلال و بعد التجربة، و كانت المقاييس الرئيسية هي توقيت رد الفعل، التمييز اللفظي و الذاكرة، الذاكرة المرئية، مهارات التعلم و المزاج بشكل عام.

وأضاف الباحث خالد عبد الهادي، خريج هندسة مدنية من جامعة الطفيلة التقنية، أن جميع أجزاء الدماغ تم تصويرها باستخدام تقنية تخطيط الأمواج الدماغية، لتحديد اي تغيير في الأنشطة الدماغية بعد شرب عينات الماء المحفزة صوتيًا، حيث تمت عملية التحفيز الصوتي بتعريض عينات المياه لعبارات لفظيه على شاكلة: أنا سعيد، أشعر بالحزن، انا واعٍ بكل شيء يدور حولي.

وأردف خالد قائلا أن جميع معايير تصميم التجارب التي تختص بهذا الحقل العلمي تم أخذها بعين الاعتبار اثناء تصميم وتنفيذ التجربة تجنبًا لأي أخطاء قد تؤدي لفشل التجربة او تلويث البيانات، وتم الاستعانة بطرف مستقل من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية لتحليل البيانات الناتجة عن التجربة لتأكيد النتائج وللحفاظ على الموضوعية العلمية في تفسير النتائج.

وفي النتائج أظهر التخطيط الدماغي وجود نشاط ملحوظ بعد تناول عينات الماء، في ضمن نطاق مجال موجات دلتا الصادرة عن الدماغ، حيث أن الموجات الدماغية تنقسم إلى أربعة أقسام رئيسية وهي ألفا وبيتا ودلتا وغاما وثيتا، وكل قسم من هذه الأقسام يعبر عن نشاط معين ينشغل به الدماغ في تلك اللحظة، وهذه النتائج تعتبر مهمة جدًا خصوصًا في مجال الأبحاث العلمية حول مسألة امتلاك الماء لذاكرة تمكنه من حمل البيانات الى داخل الجسم المستقبل.

أثبتت النتائج أن الماء المحفز صوتيًا أثر على النشاط الدماغي لدى المشاركين في العينة البحثية ضمن أنشطة العقل الباطن والتي يعبر عنها موجات دلتا في الدماغ، ويظهر ذلك جليًا في الصور الملتقطة للدماغ خلال مراحل تنفيذ التجربة، خصوصًا بعد مقارنتها بعينات أخرى لم تتناول المياه المحفزة صوتيا.

يذكر أن عبد الرحمن الزرقان حائز على براءة اختراع سابقة مع أخيه محمد الزرقان بالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية في مجال أنظمة الري والحماية من الصقيع بعد فوزهما بالمركز الرابع على مستوى العالم في مسابقة انتل للعلوم والهندسة العالمية والتي أقيمت في ولاية جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، ومصنف ضمن أكثر 25 شاب مؤثر وقوي في العالم بحسب منظمة Youth Service America لعام 2012 لجهوده العلمية ومشاركاته الدولية والمحلية في الأنشطة الشبابية والعمل التطوعي وخدمة المجتمع المحلي.