يوم المرأة العالمي، يوم عمل لغالبية عاملات الزراعة !، وكثيرا ما يمر ذلك النهار كغيره من الأيام، فعاملات وعمال الزراعة جيش كبير، أعداده بعشرات الآلاف، والآلاف من العاملات يشاركن في إعالة أسرهن ، ومنهن من هو رب أسرة، والعمل بالنسبة لهن حاجة وضرورة، تثبت الأيام أنهن لم يخلقن للمكوث في المنازل كما يدعو تجار الدين، ومن المؤكد تأثر عاملات وعمال الزراعة بأوضاع وظروف المزارعين، خاصة إغلاق الحدود والكوارث الطبيعية، كما الصقيع.

ثلثي أعضاء المؤتمر التأسيسي لنقابة عاملات وعمال الزراعة الذي عقد في أيلول الماضي عاملات زراعة، وزادت هذه النسبة لتصل إلى 80% من عضوية النقابة بعد انضمام عدد من عاملات لواء دير علا إلى صفوف النقابة، وتعتبر العمالة الزراعية إلى جانب المزارعين قطبي العملية الزراعية، ومع الأسف ما زالت نقابة عاملات وعمال الزراعة وغيرها من نقابات العمال المستقلة غير معترف بها من قبل الحكومة، نظرا لمخالفة الحكومة الدستور وعدم الالتزام بقرار المحكمة الدستورية رقم 6 لعام 2013.

عاملات وعمال الزراعة الأكثر تضررا من إهمال وتهميش الريف الأردني وقطاع الزراعة من قبل السياسات الرسمية المتعاقبة، فتمركز السكان في العاصمة عمان والمدن الكبرى ، دليل على تدني التنمية في الريف والبادية والأغوار، الأمر الذي يقتضي إعادة النظر بالتقسيمات الإدارية، واعتبار كل من الأغوار والبادية أقاليم تنمية، فالأغوار إقليم زراعي سياحي بامتياز، وبما يترتب على ذلك من مشاريع ومهام والتزامات .

أساس التنمية في كل بلاد الدنيا، التعليم، الشيء الذي يتطلب بالنسبة للعاملات، محو أميتهن، ما يتطلب اخذ وقت عمل عاملات وعمال الزراعة بعين الاعتبار، وليس نص تعليمات وزارة التربية والتعليم، التي تحصر وقت تعليم محو الأمية من الساعة الثانية حتى الرابعة بعد الظهر، الشيء يتعارض مع ساعات العمل، مصدر رزق العاملات الأساس، إذ تعود العاملات إلى منازلهن مع الغروب، لذلك على من يحرص على محو أمية لعمال، عليه أخذ الوقت الملائم وبما لا يتعارض مع أوقات وساعات العمل.

عاملات الزراعة رغم ظروف عملهن القاسية، وأجورهن المتدنية وغير المتساوية والتي لا تتناسب من التضخم وارتفاع الأسعار بما لا يطاق، لن نصل لشمولهن بالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي بغير دعم قطاع الزراعة والمزارعين، وكثير منهن تقضي نحبها جراء ضربة شمس أو لسعة ثعبان أو عقرب، دون أي تعويض أو مقابل، ويزداد الأمر سوء عند تقدمهن بالعمر، وبغياب ضمان الشيخوخة، خاصة وأن المعونة الوطنية إن وجدت، ما عادت تكفي شيئا بفعل الغلاء والتضخم .

عاملات وعمال الزراعة رغم البؤس والشقاء الذي يعيشون، فهم مجبرون على العيش والتعلم من دروس الحياة، من هنا مشاركتهن الاحتفال بيوم المرأة العالمي في السابع عشر من آذار الجاري في أساسية إناث وكالة وادي الريان بالتعاون مع رابطة النساء الديمقراطيات( رند ) وفي معرض الرسم الذي تقيمه رابطة الشباب الديمقراطي (رشاد) بمناسبة ذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض في الحادي والعشرين من آذار الجاري في مقر حزب حشد، وفي يوم الطب المجاني بالتعاون مع اتحاد النقابات العمالية المستقلة الأردني في السادس والعشرين من آذار الجاري، وكل عام ونقابة عاملات وعمال الزراعة أكثر اتساعا واصدق تمثيلا للعاملات وأكثر التصاقا والتحاما بعمالها، وكل عام والمرأة الأردنية إلى الأمام في سبيل مساواتها وتقدمها.

مثقال الزناتي