facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وزارة التنمية السياسية


سامي الزبيدي
21-07-2008 03:00 AM

أتذكر الصديق محمد داوودية كلما مررت بالقرب من وزارة التنمية السياسية فهذه الوزارة التي ولدت بعملية قيصرية لكن دون حضور الأب ،كي لا أقول دون حضور الأم، تشبه مقرا انتخابيا لمرشح لم يحالفه الحظ ، فالوزير السفير كان متحمسا جدا حين أتى من المغرب منهيا عملا دبلوماسيا ناجحا هناك ليسهم في إنعاش الثقافة الديمقراطية في بلده ليكتشف انه صعد المنبر الخطأ ليقول عبارات مفعمة بالفرح والأمل لكن في خيمة عزاء، وسرعان ما اكتشف أن الفكرة غير الفكرة وان لحياة الحزبية تحتاج إلى حزبيين وليس إلى مجرد يافطات مكتوب عليها أسماء أحزاب غالبا ما تنتهي بكلمة "ديمقراطي" ، وان الثقافة الديمقراطية تحتاج إلى ديمقراطيين وليس إلى مومياءات تقود أحزابا.المهم أن الصديق داوودية كظم غيضه واستعاد لياقته الدبلوماسية ليعود سفيرا لوطنه ومليكه متمنيا أن لا تدخل هذه الوزارة في الـcv الشخصي له، فغادر ولم تغادر الوزارة وبقيت مكانها شاهدا وشاهدة .. شاهدا على بطالة سياسية وشاهدة في أكثر الأماكن التي تضج بالحياة.

كنت أود لو أن الوزارة تحولت إلى دائرة في رئاسة الوزراء أو في وزارة الداخلية وكان على رأسها احد الشباب المشهود لهم بالتعاطف مع التجارب الحزبية الغضة عله يعينهم على التواصل السلس مع أجهزة الدولة ولكان كفى الله المواطنين شر الاستماع إلى مواعظ حسنة عن ضرورة تطوير الحياة الحزبية، ومساهمات جليلة حول قانون المالكين والمستأجرين.

أكثر ما أعجبني في تعريف هذه الوزارة هو ما قاله لي رئيس وزراء سابق من أن اسم الوزارة ينبئ عن خطأ جسيم في المفاهيم فالتنمية ينبغي أن تتركز في معنى الديمقراطية كأن تكون الوزارة "وزارة تنمية الديمقراطية" وليس التنمية السياسية، فالسياسة لا تنمى ولا يجري التعامل معها هكذا، فالمحافظة سياسة والليبرالية سياسة أيضا والمنفتح سياسي والمنغلق كذلك فأي نمط من السياسة والسياسيين نريد أن ننمي؟!

التقيت بجميع الوزراء السابقين الذين حملوا هذه الحقيبة باستثناء احدهم وهالني التطابق ليس في الموقف من فكرة الوزارة بل التطابق أيضا في استخدام نفس المفردات إذ قال الجميع بأنهم يبتدعون أعمالا لملء الفراغ الوظيفي ويعقدون اللقاءات مع الأحزاب و وينشطون في إقامة الورش والندوات والمحاضرات التثقيفية ولو جلسوا في مكاتبهم بدون أي نشاط لما تنبه لغيابهم احد.

لدينا في الأردن قطاع تنضوي تحت لواءه مؤسسات مجتمع مدني بعضها يعنى بالإعلام وأخرى معنية بالأطر القانونية والحقوقية وأخرى معنية بالمرأة، وهذا القطاع ينمو باطراد دون مظلة رسمية لكن وزارة التنمية السياسية لم تفكر بفتح قنوات للتواصل مع هؤلاء لترشيد علاقاتها بالمؤسسات الرسمية بل تكتفي بالمحاضرات وإجراء الحوارات واللقاءات مع الجاليات الأردنية في الخارج بصورة لا يمكن فهمها إلا من قبيل قتل الضجر.

يوميا أرى يافطة الوزارة بحكم الطريق التي اسلكها ، وكل يوم أتذكر الصديق داوودية وابتسم!
samizobaidi@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :