facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المواطن بين النائب والوزير


د. عادل محمد القطاونة
18-04-2016 03:46 PM

بات المشــهد أكثر وضوحاً، أكثر قسوة، أكثر شــخصنة، بين النائب والوزير في مقابل ذلك باتت العلاقة أقل وطــنية، أقــل احترافاً، أقل انجازاً بين النائب والوزير وبين الوطن والمواطن!

بين وظائف ممنوحــة ووظائف مرفوعــة، وواســطات مشهودة وأخرى مدفونة وبين ما هو ظاهر وما هو حائر باتت معادلة الوطن عرضة للبيع والشــراء، وبين الاعلان والنســيان بات السجال بين الحكومة والنواب واضحـاً للعيان يجتهد فيه الفريقان في الخطابة والبيان بعيداً عن وسـائل الضمان، فالمرحلة حــرجة ولا يوجـد لدى اي طرف فرصة كـافية من الزمان لاقنـاع المواطن بأنه الطرف الأكثر أمان راجياً من المواطن نعمة النسيان على ســنين اربع من الخذلان!

مع بدء العد التنازلي لعمر الحكومة والنواب بدأ كلاهما باستجماع قواه من أجل تحسين الصـورة الضبابية التي شابت البعض منهم، وفي غمرة من الزمان والمكان ادرك العديد من النواب والوزراء بأنهم لم يقدموا للوطن أو المواطن الا كلمات رنانه وشعارات فضفاضة، وأن لغة الانجاز والعمـل لم تكن حليف الكثير منهم، ومن أجـل الخروج من مولد المســؤولية الحكـومية والنيابية ببعض من الانجازات حتى لو كانت صورية او اعلامية، شعبية او دعائية!

ان نائباً لا يحضر جلسات المجلس غائباً، نائباً يستغرق في سباته العميق مراقباً، نائباً يمضي وقته مسافراً، نائباً يربك جلسات المجلس صارخاً، نائباً في جلسات النقاش عن الوزراء باحثاً، نائباً في خطابات الحكومة مادحاً، نائباً في كل قرارات الحكومة داعماً، نائباً في نقاشات الموازنة نائماً، نائباً في حديثه مع زميله هاجماً، نائباً في مؤسـسات الدولة عن الواسـطات باحثاً يقابله وزيراً لوزراته تائهاً، في خــدمة المواطن فـاقداً، في خدمة الوطن نـاقداً، في خدمة النواب والواسطـات حاضراً، في أقــواله منظراً، في اعماله ضائعاً، في انجازاته مبعداً، في التودد من النواب رائعاً.

ان علاقة بين الســلطة التشريعية والســلطة التنفيذية تحكمها المصالح الشخصية والمصالح المتبادلة لا بد أن تنعكس سـلباً على الوطن والمواطن، فالأصل في العلاقة أن تكون تكاملية لا أن تكون تبادلية!!

ان علاقة تبنى على الأخذ والعطاء لا بد من أن تؤدي الى التصــادم، فتضارب المصالح لم يكن في يـوم من الايام عنصـراً ايجابياً في بناء الدول وخدمة المواطن، وما تأوهات الكثير من الدول الا بسبب تضارب المصالح التي بنيت على اساس غير صحيح أركانه التشويه والتشهير، الكذب والتضليل، التهويل والتأويل، وبين كل هذا وذاك يتطلع المواطن لموقعه في معـــادلة الوطن ليجد نفســه وفي غفلة من الوقت خـــارجاً من الاطار الوطني تــارة، وخائفاً من حق يبتذل ووطن يســتغل فالكلمات الرنانه من ســـعادة ومــعالي وعــطوفة كانت ولا زالت ذات تأثير قوي في مــسمع المواطن البســيط الذي يبحث عن العيش الكريم ميقناً بأن هنالك رباً رحيم وبحاله عليم.

أخيراً وليس آخراً، فقد سئم المواطن لغة الأنا ولغة التشــهير والتــدليل، لغة التعظيم والتــقليل للاحداث والشخوص ينتظر أن يرى عملاً يجعل من حياته أكثر ســهولة في مواصلات مقبولة تكفل له الانتقال بين عــمان والزرقاء دون ســـائق أهوج أو كنترول ارعن، تكفل له ارسال طفله لمدرسة حكومية ذات اسس مدروسة، تعطي لعائلته الحق في مستشفيات مرموقة، تضيء نهاره بعدالة محســــوسة، تغطي ليله براحة ممنوحــة من تشـــريعات فاعلة يصنعها الوزراء ويصوبهــا النواب وصولاً للحلقة التكافلية التي تجعل من المواطـــن حلقة الوصل بين النائب والوزير، لا أن يكون الحلقة المفقودة بين النائب والوزير، علاقة نرتقي فيها بالوطن ومؤسساته لا علاقة تبعد المواطن عن مقدراته وتجعل منه الحاقد والفاقد، اليائس والبائس وصولاً للمواطن الايجابي الانتاجي الذي يدرك أهمية التكامل في العــلاقة بين الــنائب والـــوزير وصولاً للوطــن الكبير، الكبيــر بابناءه الكبير والصغير، الغني والفقير.

عادل محمد القطاونة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :