حاضنة الشباب مفقودة *ياسين خلف الزيود
26-06-2016 05:00 AM
يقول الاخصاء التربويين في اساليب التربية الحديثة للأبناء ان الطريقة المثلى للتعامل مع الشخص المخطئ هي احتوائه ومحاولة ايصال المعلومة الصحيحة بالحوار والاقناع .
في حال اسقطنا ما جاء على واقع الحال في لواء ذيبان بشكل خاص و على وضع الشباب الاردني بشكل عام واعتبرنا ان شباب ذيبان مخطئين " ليس بالضرورة ان تكون وجهة نظري " وان الدولة هي الحاضنة والام لأبنائها "شباب ذيبان " و عدنا لبداية البداية وتناولنا القصة بتجرد و بساطة سنجد أن ، مجموعة من الشباب منزعجين من امر معين و بطبيعة الحال عليهم تفريغ طاقاتهم و التعبير عن رأيهم .
قلة الوعي عند بعض الشباب الاردني دفعهم للانحراف واحيانا للتطرف و ضعف الايمان بالله دفع جزء منهم للانتحار ، وهذه حالات تكررت مؤخرا امام الأم والحاضنة بدون ردة فعل او حتى محاولة لحل المشكلة .
المشكلة الحقيقية لا تكمن فيما سلف ولكن ان الكارثة هي انه عندما شاهدنا مجموعة شباب لديهم وعي كافي قاموا بالتعبير عن رأيهم " لا اتحدث عن حراك ذيبان الاخير ولكن بشكل عام " وجاءت الحاضنة والأم و استقبلتهم بالضرب والاتهامات الباطلة و الاعتقال مما ادى الى خلق ردة فعل اعتقد انها طبيعية من اشخاص تعرضوا للظلم والكيد بدلا من استقبالهم من حاضنتهم .
لن اتحدث عن تفاصيل ما جرى في ذيبان ولا عن الطريقة التي استقبلت الدولة فيها الشباب ولا عن الاسباب التي جعلت من الموضوع يخرج عن السيطرة لانه ليس مهم بقدر ما سيحدث اعتبره اهم وهو ، لنقل ان شباب عبروا عن رأيهم بطريقة سيئة تم اعتقالهم واتهامهم و تصويرهم على انهم مجرمون هل ستحل المشكلة ام ستخلق مشاكل جديدة كنا بغنى عنها .
ماذا لو ان شاب واعي طالب بأبسط الحقوق وقوبل بالاعتقال وتم زجه بالسجن مع المجرمين هل ستحل مشكلته و يعود مثقف و واعي ام انه سيفقد صوابه و سيجن اهله و زملائه على ما جرى له ، وسنشاهد ردة فعل غير مستغربة .
المشكلة الحقيقية هي عندما لا نجد كشباب اردني حاضنة تستقبلنا و تسمعنا خاصة في ظل ضعف اداء المؤسسات الشبابية الحكومية " كما ذكر جلالة الملك في خطاب التكليف السامي لحكومة الملقي " وفي ظل عدم وجود فرص عمل و حالة تدني لمستوى المعيشة .
ستنتقل هذه الحالة الى باقي محافظات المملكة لان الحال واحد و اذا لم توجد الحكومة والجهات المختصة حاضنة للشباب سيتحول الموضوع من تعبير عن رأي بطريقة سلمية و واعية الى مداهمات و حرق و اطلاق للنار كما حدث في ذيبان .
وقبل ذلك على الجهات المختصة اعادة النظر بالعقلية الامنية المتشددة التي عادت بطريقة غير مبررة ،لأننا في وقت نبحث فيه عن استقبال المشاكل و حلها و هذا هو دور المؤسسات الحكومية نتفاجئ بالقمع والضرب .
في النهاية ما زال الشباب الاردني واعي و مثقف ولكن الفقر مرض اكبر من الوعي ، والشباب لديهم طاقات وعلينا ايجاد طريقة صحية لتفريغها نسأل الله ان يديم الامن على وطننا وان يحفظ الاستقرار .