facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجــراحـــة الوراثيــــــة .. بقلم الدكتور فايز أبو حميدان


29-06-2016 10:18 PM

عندما استطاع بعض العلماء في الصين قبل بضعة أشهر إجراء أبحاث علمية على تغيير الصفات الوراثية للأجنة ولبعض البويضات قبل التلقيح كان هنالك إجماع طبي وعلمي وعالمي يرفض هذه الأبحاث وذلك لمخاوف تتعلق بالضوابط الأخلاقية، حتى وصل الأمر إلى أن قامت صحيفتي "Nature , Science" المشهورتين برفض نشر نتائج هذه الأبحاث ويعود ذلك لأسباب أخلاقية بل ويعتبر البعض أن هذه الأبحاث إهانة لكرامة الإنسان لعدم معرفتنا الصحيحة بالنتائج التي سوف تصل إليها بعد تغيير الصفات الوراثية للإنسان وما قد ينتج عنها من عواقب وربما مصائب، وهناك مناشدات من شخصيات علمية في العالم لإيقاف هذه التجارب .
ولكن هذا لا يعني وجود رفض قطعي من جميع العلماء لما حدث بل ان هناك الكثير أيضاً يرغبون في تطوير علوم الجراحة الوراثية بشكل يمكننا من علاج بعض الأمراض الوراثية أو الوقاية منها، حيث يوجد هناك محاولات لإدخال بروتينات معينة وبكميات محدودة تمنع نشوء بعض الأمراض الوراثية، ولكن مازالت هذه المحاولات في مراحل التجربة ولم يتوصل العلم حتى الآن لاكتشاف الإمكانيات التقنية المطلوبة والتي يمكن تسخيرها لخدمة هذه الأهداف الطبية النبيلة .
ومن المحاولات المعروفة في أوروبا لعلاج الأطفال المصابين بإحدى الأمراض الوراثية هو ما قام به الدكتور كريستيان كلاين في ميونخ بألمانيا في علاج مرض ضعف المناعة ( متلازمة WAS ) والذي يؤدي إلى وفاة الأطفال بحدوث نزيف داخلي في السنوات الأولى من أعمارهم، وقد قام الدكتور كلاين بعلاج عشرة أطفال وذلك بإدخال جين جديد عبر فيروس ناقل إلى خلايا أجسامهم لتحفيز مناعة أجسامهم ولكن هذه المحاولة لم تنقذ سوى طفلين من أصل عشرة أطفال، أما الباقون فقد أصيبوا بسرطان الدم مما أدى إلى وفاتهم، وهذا ربما يعود إلى تثبيت الجين في منطقة خاطئة عند هؤلاء الأطفال، فعلى الرغم من أن نتائج هذا العلاج غير مرضية إلا أنه لم يتوفر حل آخر لعلاج هؤلاء الأطفال نتيجة عدم توفر خلايا جذعية مناسبة لعلاجهم كبديل لعلاج الجراحة الوراثية.
إنطرق الجراحة الوراثية الحديثة والتي تسمى كريسبر ( Crispr/Cas ) يمكنها أن تساعد الناس الذين يعانون من أمراض وراثية كاللوكيميا والثيلاسيما، وذلك بإجراء جراحة مجهرية للجينات من خلال استئصال جين معين من الحمض النووي RNA عبر طرق خاصة وزراعة جين جديد مكانه، وهذا يعني ان تكاثر الخلايا الجديدة يحتوي على صفات للجين المركب، وهناك نتائج جيدة لهذه الطريقة تم التوصل إليها من خلال دراسات وتجارب أجريت على فئران في أمريكيا لعلاج أمراض الكبد.
ومن الآمال الكبيرة على هذا العلاج هو استخدام هذه الطريقة في زراعة الجينات لدى مرضى الإيدز، بحيث تمكنهم هذه التقنية من بناء نظام مناعة جديد يقضي على فيروسات الإيدز وهناك تجارب أولية لهذا العلاج في هامبورغ حالياً .
تَكمُن الصعوبات الحقيقة التي قد تواجه هذا العلاج في إمكانية استحداث وإيجاد سبل وآليات أفضل تساعد على قدرة تحديد الجين المصاب وعبر طرق استئصال جينية خاصة، وهذا يحتاج إلى خبرات ودراسات وابحاث علمية جديدة لتطوير هذه التقنيات .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :