facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محمد رشاد الشريف .. من النسب إلى الانتساب (بورتريه)


27-09-2016 01:22 PM

عمون - لقمان إسكندر - ما الذي يمكن أن يفعله المرء حتى يتحول إلى إيقونة لا يكاد يختلف عليها اثنان؟

ستكون هناك إجابات كثيرة، لكننا يمكن أن نرصد حياة محمد رشاد الشريف لنرى كيف راح مقرئ المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في الخليل، ومؤذن مسجد الملك عبدالله المؤسس يسطّر من حياته رمزا دينيا يمشي على الأرض.

"محمد رشاد" بن عبد السلام بن عبد الرحمن الشريف، ذاك الذي يصل نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب بن فاطمة الزهراء، قد أضاف إلى شرف النسب، شرف الانتساب، فكان أحد مشاهير قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي.

مقرئ قريب المعشر، حزين الصوت وفصيحه، من جعل من صوته مُفسرا لوقع كلمات القرآن، ومعانيها، ولد خليل الرحمن بفلسطين عام 1925 ونشأ فيها، وعاش في أكنافها نحو ثمانين عاما، فأوذي في نفسه وأهله، حتى أخرج من خليله، كما خرج جدّه صلى الله عليه وسلم من مكّته.

وانتقل شريفنا عام 2002 للإقامة إلى ضفة قلبه الشرقية بعد عام من استشهاد ابنه "إمام" على يد الصهاينة. لقد كان ضغط المحتلين عليه أكبر من أن يحتمله رجل أنهكت جسده سنواته الثمانين، في حينه، فحمل بعضا منه وغادر، حتى يأذن الله سبحانه له في 26 أيلول2016 بأن تعرج روحه بالقرب من "أقصاه" حيث عمان، وعلى بعد بضع خطوات من قلبه هناك حيث خليل الرحمن.

في تاريخه الطويل، عرفت أقدامه ثلاثة مساجد: المسجد الأقصى والمسجد الابراهيمي، ومسجد الملك عبدالله الأول، حيث أمّ مسجد الملك عبد الله الأول في العبدلي حتى توافه الله.

صغيراً، بدأ شريفنا بتعلّم ترتيل القرآن الكريم على يد الشيخ حسين علي أبو سنينه، فأتقنه وحاز على إجازته بروايتين: حفص عن عاصم وورش. وكان عليه أن ينتظر حتى سن الثامنة عشرة ليتقن، حتى الشغف، القراءة القرآنية متأثرا بالمقرىء محمد رفعت، شيخ القراء في القرن العشرين، حتى أطلق عليه المقرئ نفسه عام 1943 اسم محمد رفعت الثاني.

منذ عام 1966، عين كقارئ للمسجد الأقصى، فكان يتلوه جمعة بعد جمعة، وكأنه يسري بآيات الله صباحا من حرمه الابراهيمي الحبيب إلى قلبه نحو أقصاه معشوقه الأول، فيتلو ويرتقي، ويعرج في سلّم الآيات بصوت من ذهب.

عن هذا كتب الدكتور أسامة أبو بكر متأثرا بوفاة الشريف قائلا: "كم فهّمتنا معاني القرآن بتلاوتك المفسرة، وكم حمل صوتك معاني كتاب الله إلى نفوسنا وقلوبنا وحرك فينا المشاعر رجاء وخوفا.. لقد كنت لطيفا، سهل المعشر، أديبا، وخطاطا، نسأل الله تعالى أن تكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته".

وأشار د. أبو بكر إلى ما عاناه الشريف من المحتلين فخاطبه قائلا: "آذاك العدو في أبنائك، فصبرت مجاهدا ومرابطا حتى أُخرجت من أطهر بقاع الأرض".

للشيخ خمسة أبناء هم: محمد رفعت، ويوسف، والشيخ معروف، وسيد قطب، وإمام، الذي استشهد في عام 2001 وهو في الخامسة والعشرين من عمره، عندما اغتالته القوات الإسرائيلية بعد خروجه من صلاة الجمعة في مدينة الخليل.

عرفه الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان مبكرا، عبر بوابة التلاوة، وهو وغيره من زكّاه كقارئ في الإذاعة الفلسطينية في مدينة القدس.

ولشريفنا شعر عزيز، لانشغاله بكلام الله، فلم تسعفه حتى سنواته التسعون في طباعة ديوانه التي ظهر منها قصائد بمناسبات خاصة على رأسها استشهاد ابنه "إمام"، حيث قال فيه:

يا رب صـلِّ عليهم وارحم الشُّهدا..

وارحم «إماماً» لنا في دمه القاني

هـذي الـشهـادة تـكـريمٌ لنا ولهُ..

ربِّ ادخرها لنا في يومنا الـثـانـي

كما له قصيدة "أيها المعلم" مشهورة فضلها النقاد على القصائد التي نظمت في بابها وفيها قال:

فيا معلمنا لا تيأسنّ فلن يجفّ روضك فهو العاطر العَبِقُ

وسوف تلقى جزاء الضِعف مدّخراً فعش قريراً و لا يقعد بك القلقُ





  • 1 اردني 27-09-2016 | 03:47 PM

    رحمه الله رحمة واسعة الشيخ الجليل

  • 2 Marwan 27-09-2016 | 05:45 PM

    رحم الله شيخنا الجليل واسكنه فسيح جنانه . تشرفت بالصلاة خلف الشيخ عدة مرات وكان رائع الحضور صوتا و قراءة .

  • 3 سليمان دنديس 27-09-2016 | 10:44 PM

    رحمة الله عليك وانا لله وانا اليه راجعون

  • 4 الفهد الزاهري 28-09-2016 | 11:17 AM

    الرحمه عليك يا صاحب الصوت الحزين انشاء الله في جناته وصبر اهلك واصحابك على فراقك


لا يمكن اضافة تعليق جديد