facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الى وزير التربية والتعليم


د. عبير الرحباني
19-10-2016 04:38 PM

معالي الدكتور محمد الذنيبات وزير التربية والتعليم تحية وبعد،،،

اولا اتوجه بالشكر لمعاليك على ما قدمته من انجازات لتعظيم الإنجاز التربوي والنهوض بالعملية التربوية والتعليمية وتوفير البيئة المناسبة للتعليم وللطلبة والمعلمين. وهذا الاهتمام كان وما زال بفضل جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، فكان للعلم نصيب وافر من الاهتمام الملكي في احداث نقلة نوعية في المناهج والاساليب والوسائل التعليمية ليكون الاردن في المراتب المتقدمة من حيث التقدم والتطور كما ارداهما جلالتهما.

وفيما يتعلق بتغيير وتطوير المناهج فهناك قضايا ومواضيع من الضروري ادخالها في المناهج التربوية لنخرج بجيل اكثر وعيا واكثر ادراكا واكثر تثقيفاً، ولا اريد التحدث هنا بخصوص تغيير بعض الجمل في المناهج ولا اريد ان اقلل من شأنها فالتغيير مطلوب. لكن يهمنا ايضا ان يدرك الطلبة ان الرئيس يستمد احترامه من خبرته لا من سلطته ، وان الملازم حين يرفع يده بالتحية للنقيب لا يمجده، وانما يعلن استعداده لتنفيذ الاومر.

واسمح لي ان اتسأل! مجتمعنا العربي المهزوز القيم ومفكك الاسس ماذا يملك لاطفاله ولاجياله الحالية سوى حصيلة المئات من الفوضى والغوغائية والصراع والقلق؟

فربما هناك اختلافات كبيرة وشاسعة تعاني منها اجيالنا خصوصا الحالية ما بين ايجابيات الماضي ومتغيرات الحاضر. فما هو مستقبل اجيالنا الحالية والمستقبلية يا معالي الوزير في ظل الاستعمار الالكتروني الذي اجتاح عقول الكثيرين وسيطر على حياتهم؟

والحقيقة ان الاجيال الحالية تعاني اكثر مما كانت تعانيه الاجيال الماضية، فعلى الرغم من المتاعب والمشقات والصعوبات التي كانت تواجه الاخيرة الا انها لم تكن تعرف القلق والصراعات النفسية والتشتت الذهني. بينما نجد ان اجيال اليوم تعاني الاضطرابات العصبية والقلق والتشتت في الافكار وعدم التركيز في امور كثيرة.

واجيال الماضي كانت تحفظ جداول الضرب والجمع والطرح وتجيد عملية الحساب، بينما اجيال اليوم لا تستطيع حفظها نتيجة الاجهزة الالكترونية والتطور السريع الذي حولهم الى آلات الكترونية. فهل نلغي الارقام لان الالة تحسب؟ وهل نلغي الحروف لان الالة تكتب؟

وعلى الرغم من ان اجيال الماضي درسوا وتخرجوا من مدارس حكومية. وعلى الرغم من المناهج المتواضعة التي كانوا يدرسونها الا اننا لا نستطيع ان ننكر ان هذه المدارس خرجت اجيالا صاعدة وخرجت رجالا ما زال التاريخ يذكرهم الى يومنا هذا، اذن اين الخلل؟

ولو تم مقارنة اجيال الماضي باجيال اليوم لوجدنا فرقاً شاسعاً بينهما، فالاول كان جيلا يعتمد عليه بكل شيء، كان جيلا ناضجا فكريا، جيلا يتحمل المسؤولية، جيلا تحمل المشقات والصعوبات والمتاعب، جيلا مفكرا ومثقفا حيث كان يواجه الصعوبات في البحث عن المعرفة، بينما اجيال اليوم فمعظهم لا يتحمل المسؤولية ولا يعتمد عليهم، فثقافتهم هي ثقافة الانترنت ومعظم البحوثات المقدمة لمعلّميهم واستاذتهم تكون اما عن طريق شرائها من المعاهد او عن طريق نقلها ونسخها جاهزة من خلال الانترنت. الامر الذي أدى لان يدق الكتاب ناقوس الخطر.

ولو نظرنا لاجيال اليوم نجد ان منها من يحمل علماً من دون ثقافة ولا معرفة، ومنها من يحمل ثقافة الانترنت، ومنها من لا يحمل علما ولا ثقافة، والقليلون هم من يحملون العلم والثقافة معاً.

وعلى الرغم من ان اربعينيات القرن الماضي وحتى القرن العشرين لم يشهد نسبة تعليم عاليه بين افراد مجتمعاته ولم تكن عدد المدارس او الجامعات الخاصة متوفرة كعصرنا هذا، الا ان اجيال الماضي حملت سلاح الثقافة والمعرفة، اجيالا صنعت الثورات الحقيقة لاجل المحافظة على اوطانها لا تدميرها، وحررت البلاد من الاستعمارات. اجيال خلقت ثورات بكل ما تحمله الكلمة من ثورات، لكننا نجد اليوم ان الاستعمار الحقيقي المسيطر على اجيالنا الحالية هو " الاستعمار الالكتروني".

وهناك سؤال يطرح نفسه، لماذا مع توفر كل وسائل الراحة والرفاهية لاجيال اليوم وتوفر الاجهزة التكنولوجية في كل بيت اصبحت صروح العلم لا هيبة لها ولا قيمة؟ ولماذا كان للاستاذ هيبة وللمعلم قيمة بينما اليوم لا هيبة ولا قيمة لمعلم او استاذ جامعي؟ لماذا اصبحت اجهزتنا الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي هي نافذتنا الوحيد على العالم ؟ ولماذا كان في الماضي للثقافة قيمة وكان للشاعر بصمة وكان للاديب فكرة وكان لالقاء الشعر نكهة. وكانت لاجيال الماضي هوايات متشابة ومشتركة، اما اليوم فلا احداً يشبه الاخر ولا احداً مشتركا مع الاخر في شيء؟.

ولا شك بان اجيال الماضي كانت تتمتع بقيم افضل من الاجيال الحالية فبين موروثات وعادات وتقاليد قديمة من جهة وواقع جديد مليء بالمتغيرات السريعة التي تهب علينا من كل جهة يعيش ابناؤنا في حالة صراع وتناقض كبيرين.

وقد اصبح تطور تكنولوجيا الاتصال يشكل تهديدا خطيرا على التنوع الثقافي واللغوي. وللاسف فكلما تطورنا تكنولوجيا تخلفنا اجتماعياً، فأغلبية اجيال الحاضر تنقسم الى قسمين نصفها انسان والاخر جهاز الكتروني، وكم تمنيت ان يحمل طلبة اليوم الوعي والادراك والثقافة بقدر ما يحملون حقائبهم الثقيلة المملوءة بالكتب والدفاتر الكثيرة على ظهورهم.

وانا أرى ان اي عملية تطويرية مطلوبة وضرورية بخاصة في عصرنا الحالي، وهذا التطوير كي يساعد على تحويل الشخصية الانسانية من شخصية جامدة وخائفة ومنغلقة الى شخصية مفكرة ومتحركة وفعالة ومغامرة ومنطلقة ومنفتحة الى نفسها وعلى المجمعات الاخرى لا بد من ان نعلم اجيالنا كيف ينخرطون بالمجتمع بطريقة صحيحة لان المجتمع يربينا اكثر مما تربينا العائلة، فاذا كان العائلة تخاطب عواطفنا فان المجتمع يخاطب عقولنا.

وحتى لا تصبح اجيالنا يا معالي الوزير اجيالا عبارة عن الات اتوماتيكية وتتحول فيما بعد الى مجتمعات اتكالية لا بد من ايجاد مواد في مناهجنا تجعل الطلبة مدركين لما حولهم كأدخال موضوع يتناول مصطلحات ومفاهيم عدة مثل: "الحرية المسؤولة"، "وحرية الرأي والتعبير"، "واحترام وتقبل الاخر"، ومعنى "المواطنة الحقيقية". فالثقافة "ان نعرف شيء من كل شيء".

ومن الضروري ادخال موضوع يتناول "فن الاتيكيت" لتغيير سلوكيات خاطئة كثيرة في مجتمعنا، فالسلوك هو كل ما يصدر عن الانسان قولا وفعلا وهذا الموضوع سيمكنهم من تنظيم وتهذيب سلوكياتهم في التعامل مع انفسهم ومع الاخرين. وايضا ادخال موضوع يتناول احترام الشارع والشارات الضوئية واخلاقيات القيادة، وان نجعلهم يحترمون القانون لا ان يهابوه، وذلك عن طريق وضع رسومات تجعل الطالب يحلل الرسمة ويناقشها ايضا بحسب وجهة نظره ، فاذا كانت النصوص تخاطب العقل فالصور والرسومات تخاطب القلب. وعملية تحريك العقل والقلب معا شيء ضروري للنشاط الذهني وتنمية الذكاء لدى الطلبة. كما من الضروري ايضا ادخال موضوع يجعلهم يميزون بين وسائل الاعلام التقليدية
وبين المواقع الالكترونية كي يدركوا بان المواقع الالكترونية ليست جميعها ذات مصداقية ودقة.

وعلينا ان ندرك ان التطورات التكنولوجية ليست وحدها السبب في تراجع مبيعات الكتاب الورقي وحسب، بل تقع المسؤولية ايضا على المدارس والجامعات. لذا من الضروري ان تخصص حصة للقراءة تكون من المواد الرئيسة حتى نحمي الكتاب الورقي من خطر الانقراض. وان نعلمهم كيفية انتقاء الكتب وانه ليس المهم ان يقرأون، بل ان نعلمهم ماذا يقرأون.

ولماذا لا يكون هناك موضوع من ضمن مواد النشاط يتناوله الطلبة في صفوف متقدمة الا وهو "قراءة الصحف اليومية" من قبل المعلم ومناقشتها مع الطلبة بحيث لا تكتمل التنمية الا بالوعي السياسي.

كما من الضروري ادخال موضوع يتناول مواقع التواصل الاجتماعي واهمها " الفيسبوك" والاجهزة الذكية من حيث سلبياته وايجابياته ومضاره على الصحة. وهذا ما تناولته بعمق في كتابي الاستعمار الالكتروني والاعلام الذي يجسد الواقع الاليم لمجتمعنا.

وان يكون هناك موضوع للتعرف على الاستعمار الالكتروني ومدى خطورته علينا فهؤلاء الطلبة سواء اكانوا صغارا ام كبارا هم ايضا سيتخرجون من المدارس وسينخرطون في الجامعات ومن ثم مؤسسات المجتمع المدني ومن ثم سيتزوجون فكيف سيكونون قادرين على تربية اطفالهم اذا لم يدركوا الواقع المعاش؟ وكيف سيقومون بتربية جيل صاعد ناضج اذا كانوا قد أذابوا انفسهم في محلول من العالمية وبالتالي سيساعدون اطفالهم بالذوبان به ينتقل هذا الذوبان من جيل الى جيل!

فقبل ان نعلم اطفالنا واجيالنا القادمة كيف يحلقون في السماء علينا اولا ان نعلمهم كيف يقفون على الارض بقوة وثبات وثقة بالنفس.





  • 1 علي ملحم ابا شرف 19-10-2016 | 04:55 PM

    كل شئ قديم افضل من الحديث ومهما تقدم ارجوا الى حفظ قصائد الشعر حفظ القران الكريم حفظ المعلقات حفظ جداول الضرب الغوا استخدام الالات الحاسبه الغوا اجهزه الكمبيوتر دعونا نستخدم عقولنا بشكل صح بدلا من الاستخدام المفرط للفيسبوك والخلوي وغيرها

  • 2 تيسير خرما 20-10-2016 | 07:34 AM

    اسلوب دفاع المعنيين عن تعديل معايير ومناهج يرجح عدم اطلاع عليها قبل طباعة وتوزيع وبدء عام دراسي وجلبة تواصل اجتماعي ثم نقابة معلمين، فإن رجح ذلك يكون المعدلون مندوبي دول مانحة وبهذا لا داعي لعقاب معنيين لقبض مياومات غير أردنية بلا عمل، والحل لتسيير سنة دراسية إعادة طباعة المناهج القديمة بأموال أردنية من بنوك وشركات كبرى وتبرعات مواطنين تخصم من زكاتهم وضريبة دخلهم ثم تطرح استشارة عامة شفافة لتعديل المعايير خلال سنة وبخلاصتها تطرح استشارة عامة شفافة لتعديل المناهج خلال سنتين ويبعد من قبض بلا عمل

  • 3 بيسان 26-10-2016 | 09:33 AM

    أبدعتي،لفتتي الانظار الى امور عديدة يجب ان تحتويها مناهجنا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :