facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أشبعناهم شتما و فازوا بالإبل


عدنان الروسان
07-12-2016 09:23 AM

آن الأوان كي تستيقظوا من سباتكم أيها الأردنيون و أن تنتبهوا إلى مواطن القوة بداخلكم و إلى مكامن العظمة في نفوسكم ، لقد آن الأوان كي نعلم أن البكاء و اللطم و جلد الذات لا يحل مشاكلنا و لا يخفف من معاناتنا ، و أن البكاء على الأطلال لا يسد المديونية و لا يجبر العجز في موازنة الدولة و لا يخفض الأسعار ، علينا أن ننتهج سبيلا آخر غير شتم اللصوص و الفاسدين فقد أشبعناهم شتما و فازوا بالإبل ، اليوم أيها الأردنيون علينا أن نكتشف الطاقات الكامنة بداخلنا ، و القوة و العظمة و المنعة التي تملأ شبابنا ، نعم أنتم أيها الشباب الأردنيون ، أيها الشباب و الفتيات الذين تملئون مسرح الحياة في وطنكم بالحيوية و الأمل المفعم ، أنتم مشاعل الأمل الكبير العظيم ، أنتم المعنيون بالنهوض بنا و بناء مستقبلنا .

لقد نادى الملك كثيرا بتشكيل أحزاب سياسية قوية ، قادرة تستطيع أن تقود البلاد إلى بر الأمان في مواضيع الحكم و الاقتصاد و الإدارة ، غير أن الأحزاب نجحت نجاحا لا مثيل له في أن تفشل و أن تقزم العمل الحزبي و أن تزرع في نفوسكم أيها الأردنيون انتم أن العمل الحزبي لا يسمن و لا يغني من جوع و أنه لا ينفع إلا أصحابه القائمين عليه أي شخص أو شخصين في كل حزب أردني حتى صارت الأحزاب تمسى بأسماء أصحابها ، حزب علي و حزب محمد و حزب سعيد و غير ذلك و ليس بالمسميات السياسية للأحزاب نفسها ، لقد قدمت الأحزاب تجربة قاسية مريرة لكم و لكنكم لن تتوقفوا عند محطة الفشل هذه ، فقد استفدتم أنه ما بهذا تقوم الأحزاب و ما بهذا يبنى الوطن.

إن الطريق إلى حل مشاكلنا أن نشارك في الحكم عن طريق الحكومة و أن يكون لنا مجلس نواب منتخب بغير المال الأسود أو المال السياسي ، مجلس نواب يصوت فيه النواب لعيون الوطن و ليس لعيون عادل ، و ينشغل فيه النواب بالتشريع و الرقابة و ليس بتبادل الرسائل و النكات و المعلومات عن شراء الملوخية ، أنتم أيها الأردنيون قادرون بكل تأكيد على الوصول للإمساك بزمام الأمور و تشكيل أحزاب سياسية تحت مظلة الدستور و القانون تصل إلى البرلمان و إلى الحكومة و تقود البلاد إلى بر الأمان ، لا أن تبقوا جالسين وراء شاشات هواتفكم و حواسيبكم تتبادلون أنواع الطبايخ و صور الأولاد و كأن لا شغل و لا مشغلة ورائكم.

أنتم أقوى من الظروف أيها الأردنيون ، و أقوى من أن تستكينوا للضعف و تمثيل أو تقمص دور الضحية ، " و ما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا " ، ليس عليكم أن تطرحوا دائما تلك الأسئلة النمطية ، ماذا نستطيع أن نفعل ، ما باليد حيلة لا يمكن للأحزاب أن تنجح " لأن الأستاذ متسلط عليها " و لأن الأجهزة تريد ذلك و الدائرة تريد هذا و بتنا مسكونين بهواجس جلها من نسج خيالنا و إيحاءات شياطيننا عليكم أيها الأردنيون أن ترصوا الصفوف في حزب شعبي قوي يستطيع أن يكسر حاجز الألف و الألفي عضو التي تتباهى بها معظم الأحزاب رغم أن الأغلبية الساحقة من الأحزاب ليست إلا حمولة بكم " الله يذكرك بالخير يا نذير رشيد " .

لا يمكن لنا أن نستسلم ، لا يمكن لنا أن نلعن الظروف و نشتم الحظ ، الظروف نحن الذين نصنعها ، و الحظ نحن الذين نخلقه بإذن الله ، و النجاح نحن قادرون عليه ، الحياة تستحق أن نعاني من اجل تحسينها و لا بد أن تكونوا ممتلئين حماسة ، إن البقاء في صفوف المتشائمين لا يطعم خبزا و لا يسقي ماء ، و لا يغير أنماط الحكومات التي تسن الضرائب و ترفع الأسعار و تخفض الأجور ، إن الوطن و المستقبل يحتاجان لكم لأنكم ا، لم تتمكنوا من تغيير الواقع فلن يتغير لوحده " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم .

ما يجب أن تقوموا بت اليوم هو ذلك الذي كان يجب آن تقوموا به منذ سنوات ، لا تستسلموا للتشاؤم و السوداوية ، شمروا عن أذرعكم و قولوا باسم الله ن قولوا يلا يا أردن يلا معانا و ابدؤوا ببناء مستقبل الوطن الذي هو مستقبلكم ، ابدؤوا بالتفكير في حاضر قريب مليء بالإنتاج و الفخار ، ليس بالأناشيد و الموسيقى و مواقع التواصل الاجتماعي بل بالعمل الجاد المثمر ، لتتكاتف كافة السواعد نساء و رجالا من أجل أردن عظيم مليء بأدوات الإنتاج و البناء و ليس مبنيا على التسول و الهبات و المكارم الدولية ، نحن قادرون على بناء أردننا و نحن نستطيع أن يكون غدنا أفضل من يومنا بإذن الله ...

جربنا كل شيء إلا الثورة على الذات ، و التسلح بالأمل و القوة و التضحية و لا مستقبل مليء بعبق الرفاهية بدون حاضر مليء بعرق الشقاء و الأمل .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :