facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا بعد حادثة الكرك؟


عبدالله الوشاح
19-12-2016 11:32 PM

بعد انتهاء ليلة عصيبة دامية، واضافة صفحة في سجلات الارهاب الدنيء، وزفاف كوكبة من ابناء هذا الوطن المجيد، ماذا بعد؟! وبماذا سيتحفنا الشارع والمشرِع اليوم؟

سننتظر الى حد الملل لعقد مؤتمر صحفي رسمي، يدلي بدلوه بتفاصيل ما حدث ويخبرنا بمعلومات جرت كدنا ننساها... وليدعوا ابناء الشعب الواحد من شتى الاصول والمنابت عدم الانسياق وراء الاشاعات.

سيطل علينا اصحاب الأقلام النتنة ليركبوا موجة الغضب الشعبي، سيتهمون النسور والملقي وعوض الله بالفساد، ويكتبوا متسلسلات من المترادفات الحماسية، ليلهبوا مشاعر المواطنين بحثاً عن الشهرة الزائفة، فأقول لهم اتقوا الله.

سيغرد المغردون حباً للوطن ويرد ويؤيد اخرون، ويدخل الحوار الى منحى عنصري، هذا شرقي وهذا غربي، هذا أردني وذاك لاجئ، لتصبح الصفحات ارض معركة، عتادها العنصرية والالفاظ البذيئة فأقول لهم اتقوا الله.

سيكتب الكتاب عن الوحدة الوطنية، ويتغنوا بقدرات رجال الاجهزة الامنية الخارقة، ويجملوا الواقع بكلمات مستلهمة من قصائد نزار قباني، ويزجوا بذكرى الشهداء: وصفي ومعاذ وحابس ليمنحوا كتاباتهم جمالية اضافية، فأقول لهم اتقوا الله.

سيأتي أحدهم واصفاً الشهداء بأبناء الحراثين، وان المسؤولين في عمان في كنف التدفئة المركزية ينعمون، وليس له علم بمن حرث ومن اجتهد ودرس ليكون جندياً من جنود الوطن، وان كلاً من موقعه جندياً في خدمة الوطن، فأقول له اتقي الله.

سيبكي ويتباكى "فيسبوكيون" لحصد أكبر قدر من الاعجابات بمنشوراتهم التي "تنغل" بالأخطاء الاملائية، وسيقيدون الحدث الجلل في صورة او تعليق، واصفين التلفزيون الاردني بأنه يغرد خارج السرب ويتحدث عن فوائد "الميرمية"، وهو بالأساس يتابع مباراة ريال مدريد، فأقول لهم اتقوا الله.

ستستنكر الشركات الكبرى ما حدث، وتتزاحم لتحتل الصفحات الرئيسية في الصحف بإعلانات ملونة، تنعى بها الشهداء تارة، وتقف خلف القيادة الحكيمة تارةً اخرى، وتتسابق لإنتاج اغنية وطنية لتبث الرعب في صفوف الاعداء، مختومة بشعار الشركة المنتجة البرَاق، فأقول لهم اتقوا الله.

وبعد ان يمنع المدعي العام النشر في هذه القضية، سيخف أثرها في الذاكرة، ويبقى الندب في جبهة طفلة يتيمة، والم وحسرة في قلب أمٍ مكلومة، وأرملة ضاقت بها الارض بما رحبت، فأقول لهم لنا ولكم الله.

كلنا في حب الوطن سواء، وكلنا لسيد البلاد ابناء، وكلنا وقت الحراثة... حراثين، ووقت المسؤولية ...مسؤولين، ووقت المعركة ... مشاريع شهداء، لا نزايد في حبنا للوطن، ولكننا في حاجة ماسة لمراجعة اساليبنا في التعبير عن حبنا وان نضع الأمور في نصابها الصحيح.

تحتم المسؤولية الجماعية علينا، ان يكون النقد بناء، والمعارضة موضوعية، والوقوف مع القيادة بعيداً عن الحملات الاعلامية، التي تعود بالنفع على الشركة أكثر منه على الوطن، والتركيز على تصحيح المفاهيم الخاطئة التي شابت ديننا الحنيف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :