عمون- دعا أعيان ونواب ومسؤولون إلى أهمية إصلاح التعليم العالي بالأردن معتبرين أن الاستثمار بالتعليم هو استثمار بالوطن وأن إصلاحه هو ضمانة لمستقبل البلد والأجيال.

جاء ذلك خلال ندوة متخصصة نظمتها الجمعية الأردنية للبحث العلمي مساء امس وادارها العين الدكتور رضا الخوالدة بعنوان "قضايا وتحديات تواجه قطاع التعليم العالي - والحلول المناسبة لهذه القضايا والتحديات" .

واكد رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس الاعيان العين الدكتور محمد حمدان اهمية رفع سوية استاذ الجامعة والطالب والموظف مشيرا الى ان استاذ الجامعة الذي يمضي مدة معينة في الجامعة لم يقدم الابحاث المطلوبة ولم يتم ترقيته فان مكانه ليس بالجامعة ويجب ان يبحث عن مكان اخر خارج الجامعة.

وقال ان الجامعة ليست مكانا لاستيعاب البطالة ولا يجوز الضغط على ادارة الجامعة لخلق وظائف للمواطنين مشيرا الى العبء الكبير الذي تتحمله الجامعات نتيجة وجود اعداد كبيرة من الموظفين و انعكاس ذلك على الموارد المالية وغيرها من موارد الجامعة.

وقال ان نسبة الموظفين في الجامعة الى نسبة الاساتذة يجب ان تكون 1 الى 1 ولكن الحاصل في جامعاتنا الاردنية ان نسبة الموظفين الى الاساتذة تبلغ 4 الى 1 واحيانا اكثر.

ودعا رئيس مجلس امناء جامعة اليرموك الدكتور فايز الخصاونة إلى ضرورة العمل والنظر في التشريعات والأنظمة التي تحكم سير عمل الجامعات ووضع القوانين التي تتواكب مع المستجدات الحديثة والتي تصب في خلق قيادة للجامعة تهدف إلى التميز في برامجها وإدارتها.

واكد اهمية استقلال الجامعات وعدم التدخل بها من اي جهات اخرى ويجب ان يناط تعيين رئيس الجامعة بمجلس امناء الجامعة.

ودعا الى ضرورة ان يقوم مجلس التعليم العالي بدوره في رسم السياسات للتعليم العالي مشيرا الى انه لا يوجد في الاردن سياسة للتعليم العالي مكتوبة في الاردن وان السياسات الموجودة هي موجودة عرفا ولا يوجد اكثر من ذلك.

وقال ان الحكومة يجب ان تعيد النظر في اولويات التعليم العالي مشيرا الى ان مجلس التعليم العالي ووزير التعليم العالي لديهم واجب في دعوة الحكومة لاعادة النظر بهذه السياسات.

واشار الى الطاقة الكبيرة وغير المعقولة في عدد الطلبة المقبولين بالجامعات الاردنية والتي تتجاوز الطاقة الاستيعابية للجامعات بشكل كبير جدا .

وأكد رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الدكتور بشير الزعبي حرص الهيئة على تطبيق معايير الجودة بهدف تشجيع التميّز في مؤسسات التعليم العالي، وطمأنة المجتمع والمؤسسات المحلية والعالمية بجودة مخرجات مؤسسات التعليم العالي، وتشجيع روح التنافس الإيجابي بين مؤسسات التعليم العالي، والتطوير المستمر لرسالة المؤسسة التعليمية وأهدافها، والاستثمار الأمثل للموارد المالية والبشرية في مؤسسات التعليم العالي، وتطوير مهارات العاملين في مجال التعليم العالي.

وعرض الزعبي لرؤية الهيئة ولرسالتها، وواقعها، ولمتطلباتها، ولفوائد الاعتماد وضبط الجودة، ولمفهوم الجودة في التعليم العالي، ولأهداف ولأهمية تطبيق معايير ضبط الجودة على مؤسسات التعليم العالي.

واشار الى ان خمسة جامعات اردنية تقدمت للحصول على شهادة ضمان جوده وحصلت جامعة واحدة فقط عليها.

واكد ان الجامعات الخاصة هي مؤسسات وطنية ولا يوجد تمييز لدى الهيئة بين الجامعات الخاصة والحكومية وتقف الهيئة على مسافة واحدة من الجميع داعيا الى اهمية تحسين نوعية الطلبة والخريجين وتحديد الطاقة الاستيعابية للجامعات والالتزام بها .

واكد عميد البحث العلمي في الجامعة الاردنية الدكتور شاهر المومني الى اهمية التركيز على البحث العلمي والنهوض به ودعمه وتحسين نوعيته ونوعية الباحثين شاكيا من تراجع مستوى البحث العلمي مؤكدا اهمية ان تكون لدى الجامعات تشريعات حازمة ولا تعترف بالبحث العلمي الا اذا نشر في مجلات عالمية محترمة مشيرا الى ان 30 بالمائة من الابحاث تنشر في مجلات ليس لها اي قيمة او غير معروفة وان فقط 10 بالمائة من الابحاث في الاردن تنشر في مجلات عالمية تحظى بسمعة عالية.

وقال ان نسبة الانفاق على البحث العلمي في اسرائيل 4 بالمائة ولكن في الاردن 3 بالعشرة بالمائة وهي نسبة متدنية جدا مؤكدا اهمية زيادة الانفاق على البحث العلمي واهمية ان يساهم القطاع الخاص في دعم البحث العلمي.

ودعا الى اهمية تعديل الانظمة والتشريعات الخاصة بالبحث العلمي التي لم تتغير ولم تتعدل منذ سنوات طويلة داعيا الاساتذة الذين حصلوا على الترقيات الاكاديمية عدم التوقف عن البحث العلمي وان لا يكون البحث العلمي فقط لغايات الترقية .

وتضمنت الندوة عددا من مداخلات النواب والأساتذة الحاضرين والذين أكدوا اهمية إيلاء التعليم العالي والبحث العلمي مزيدا من الاهتمام وان يكون على سلم اولويات اي حكومة تطبيقا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني المستمرة لكل الحكومات.

"بترا"