facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ِفي المُكَبّرِ .. حَيثُ تُشرِقُ الشَمسُ «ذَهباً» أو «رَصَاصَاً» .. !؟


محمد رفيع
11-01-2017 01:26 AM

هِيَ «المُكَبِّرُ»..

هِيَ أن تَنحرفَ قليلاً عن «سَمتِ الجَنوبِ»، أو عَن «سَمْتِ قِبلةِ المسلمينَ» في مَكّةَ، لتَصيرَ في الجنوبِ الشَرقيِّ منها، أي أنّها، وَحدها، سَمْتُ الجنوبِ الشَرقيّ للقُدسِ.

هِيَ المُكَبِّرُ..

ارفعِ الرأسَ قَليلاً، في سَمْتِها، فَيصيرَ بَصُرَكَ «حَديداً»، أو شَمالاً غربيّاً. وحَاذِرْ، فَلِلَمَعانِ ذَهبِ القبّةِ، هناكَ، وَهَجٌ ساخنٌ، يَلفحُ البصرَ بِنارٍ لا تُشفيها العَقاقيرُ، فقد كانت، ذاتَ زَمنٍ عثمانيٍّ غاربٍ، مَكسوّةً بالرَصاصِ..! قبلَ أن يَطلِيها عَربُ الزَمانِ الرَاهنِ بـالذَهَب.

هِيَ المُكَبِّرُ..

لا تَنحرفُ عن جَنوبِ القلوبِ إلّا لِتُقيمَ اعوجاجِ المَقاديرِ في النّاسِ، وفي الأساطيرِ، وفي غُرورِ القوّةِ الغاشمةِ.

قَد لا تكترث المُكَبِّرُ، اليومَ، لجذور اسمها، فقد ألهاها عَن «مَكارِمِها الباذخةِ» شَراسةُ قوّةٍ مَزّقَت جَسَدَها الاجتماعيّ ونسيجهِ. فَحارَتْ بينَ ضلوعِ قفصها الصَدريّ؛ «سَواحرةٌ شرقيّةٌ»، «سَواحرةٌ غَربيّةٌ»، «الشيخُ سَعد».

فَمُنذُ ذلكَ «الكَانون» المُبكّر، تنبّهَ مندوبُ الامبراطوريّةِ السامي، التي غَرُبَت عنها الشمسُ، «كينينجهام»، إليها، إلى «المُكَبِّرِ»، فأقامَ «قَصرَهُ» على أعلى تلَالِها، فظَلّتُ قُبّةُ الوجودِ تَغمرُ بَصَرَه وبَصيرتَهُ، حتّى آخرِ حَافرِ «بَغلٍ إنكليزيّ» رَحلَ من فلسطين، في «مَوسمِ الَّلوزِ» في العام 1948. «قُبّةُ الرَصاصِ»، التي قارَبَت بين السَماءِ والأرضِ، فأدَارَت، إلى اليوم، رؤوسَ مِعمارِ القِبابِ، في أوروبّا كلِّها..!

في المُكَبِّرِ..

يَترامَى «الحُزنُ المكتومُ» في الطرقاتِ كأوراقِ خَريفٍ قاسٍ. وفيها، تَتلَوّى «عُروقُ التِينِ»، على غير عادةِ «التِينِ» في القَسوةِ، فتنسدِل على جدرانِ «البيوتِ العاريةِ»، فتُغطّيها مِن بَرْدِ شِتاءِ العَرب..! بينما يُواصِلُ «الزَيتونُ»، في «كُرومِها»، تَوارِيهِ، فيما تبقّى مِن أرضٍ لَم تَصلها سَطوةُ «حارسِ أملاكِ الغائبينَ والحاضرينَ المُسَلَّحِ»، بالحِقدِ والبَارُودِ والهَمجيّةِ..!

أمّا «السَّروُ» فيها، فيستقيم «مُدْهَامّاً»(*)، كآيةٍ مِنَ «الرَحمنِ»، كَيْ يُقيمَ قَامةَ أمّةٍ «حَنَتهَا» المقاديرُ. فَيَصِحَّ «الفِداءُ» مُكَبِّراً، في المُكَبِّر، لَيسَ كَمثلِهِ «فِداء»..!

في المُكَبِّرِ..

لَا «فِداءَ» غيرَ «الفِداءِ» في أرضِ «سَيّدِ الفِداءِ»..! ومَهما تَعدّدت «رَطاناتُ» المَذَاهِبِ والعُرُوبَةِ، سَيبقَى الفِداءُ «فَصِيحاً»، عَارِباً، صَارِخَاً، بَرِّيّاً، ومُفارِقاً أيضاً..!

«مُكَبِّراً» كُنتَ، وسَتَبقى. وَ«سَواحِرَةٌ» كُنتِ، وسَتبقينَ، «لَا شَرقيةً ولَا غَربيّةً»، إلى أن تُشرقَ الشَمسُ مِن سَمْتِها، ورَصاصُ القُبَّةِ وَذَهَبُ رِجالِها يَشهَد.

..وَطوبى لِـ«قُبَّةِ المُكَبِّرِ». وطُوبى لِـ«ذَهَبِهِ».

________________

(*)_ «مُدْهَامّاً»؛ مثنّاها؛ مُدْهَامَّتَانِ «٦٤ سورة الرحمن»؛ أي شديدتا الخضرة كأنّهما سَوداوان.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :