ينتظر العالم كله رؤية الأداء الذي سيقوم به ترامب بعد تسلمه مفاتيح البيت الأبيض بعد أيام !! وذلك كون الولايات المتحدة أعظم دولة في العالم فموقفها تنتظره كل الجهات بمن فيها الشعب الأمريكي نفسه والأهم الأداء الخارجي في الصراع العربي الصهيوني والقضية السورية والعراقية واليمنية والليبية والعلاقة مع إيران وملفها النووي والتمدد الذي وصلت إليه من جبال أفغانستان الى شواطئ لبنان مرورا" بالعراق وسوريا .

وكذلك العلاقة مع بوتين الذي استغل ضعف أوباما فاحتل القرم وصار اللاعب الأول في سوريا بينما صار البيت الأبيض في ذيل القافلة . اذن جهات عديدة تنتظر ترامب وما الذي سيفعله وهل ما قاله في حملته الانتخابية سيجد ساحة التطبيق أم هي مجرد حملة انتخابية ؟! لا شك أن ترامب لن يلحس كل كلامه بل سيذهب إلى التطبيق في مسائل كثيرة منها نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس وهي خطوة متوقعة لأن ترامب يعرف الواقع العربي المتشظي والانقسام الفلسطيني الذي تجذر عبر سنوات ، وان العرب لا يملكون سوى الاحتجاج ثم تتراجع لهجتهم الإعلامية بمرور الوقت . وربما لا يخطر ببال ترامب أثر هذا القرار بين الناس بعيدا" عن السلطات الرسمية التي تحسب حساباتها بطريقة مختلفة . والناس لهم حساباتهم حيث يستطيعون ممارسة الضغط والقيام بنشاط إعلامي عالمي فالمسلم لا يقبل أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل مهما طال الزمن لان القدس مسألة دينية لا يمكن التنازل عنها .

ولا شك أن قرارا" كهذا لا يمكن أن يكون مقبولا" رسميا" ولا شعبيا" بل ولا دوليا" لأن مجلس الأمن والأمم المتحدة قد أصدروا قرارات تفرض الانسحاب من الأراضي المحتلة أعني القرارين 242 و338 وهذا يشمل القدس إذ لا يمكن أن يكون نقل السفارة الا تحديا" للعرب والمسلمين والإرادة الدولية وحقائق التاريخ. ولطالما تحدث رؤساء أمريكان عن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل لكنهم لم يقوموا لنقل السفارة .

لن أستغرب اذا قام ترامب بذلك ولكنوعليه أن يدرك أن هذا لا يغير من نفوسنا شيئا" فالقدس في مكانها ومن يسيطر عليها يستطيع فعل ما يشاء لكنه مطالب بالتفكر بالعواقب التي قد تنتج عن قرار من هذا النوع ، ومن يظن أن الأمر سيكون دون ردود فعل فهو واهم لأن اليائس لا يهمه المنطق في المواقف بل يصير الهم إيجاد رد فعل أيا" كان هذا الفعل .