عمون - تنبع أهمية الإدارة العامة في كونها معنية بالسياسات الحكومية التي تحاول من خلالها تحقيق أهداف واضحة، ضمن آليات معروفة، وسياقات زمنية معينة، ما يجعلها بالتالي على مساس مباشر بحياة الأفراد الذين سيتأثرون؛ سلبا أو إيجابا بتلك السياسات.

وإذا كان مفهوم الإدارة العامة للدولة حديثا نسبيا، بعد أن تعدت وظيفة الدولة الجوانب الأمنية، إلا أن هذا الأمر أصبح اليوم واحدا من الأساسيات التي تقوم عليها أي دولة، فالأمن لم يعد يتحدد بحماية الحدود، فقط، بل تعداه نحو مفاهيم اقتصادية واجتماعية وثقافية، بما يخدم المواطن، ويوفر الخدمات الأساسية لتكون في متناول الجميع بشكل عادل.

التخطيط يأتي مبدأ أساسيا تعتمده الإدارة العامة، إذ لا يكفي أن تقوم الدولة بإدارة مواردها، من دون أي تخطيط، خصوصا في ما يتعلق بتوقع الرخاء أو الأزمات، ما يجعل هذا العلم قريبا جدا من موضوع الدراسات المستقبلية المهمة، والتي من الممكن أن تجنب الدول الوقوع في محاذير المفاجآت، وتخفيف الخسائر إلى الحدود المعقولة أو الآمنة عند وقوع الأزمات.

وبعد التخطيط، تأتي عمليات التنظيم والتوجيه والرقابة، والتي تمارسها الدولة بواسطة أذرعها العديدة، للتأكد من انتظام الخطط، وانتهاجها في جميع مؤسسات الدولة، رغم أن التطبيق العملي للنظريات، غالبا ما يواجه بكثير من التحديات .

في هذا السياق تأتي محاضرة الدكتور منذر الشرع، والتي يحاول من خلالها تقديم مقاربة لملامح الإدارة العامة الأردنية، وبيان بعض أوجه الخلل التي طرأت عليها،.

أصدقاء منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء الاثنين 30 كانون الأول (يناير) 2017، في محاضرة "الإدارة العامة الأردنية: مقاربة نقدية"، لرئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي الأردني الدكتور منذر الشرع، والتي يقدمه فيها ويدير الحوار د. محمد أبوحمور.