المؤتمر القومي العربي ينعي الباحث رغيد الصلح03-02-2017 03:38 AM
عمون - نعت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي عضو المؤتمر المناضل والكاتب والباحث الدكتور رغيد كاظم الصلح، الذي توفي فجر اليوم في مقر إقامته في أكسفورد، بعد جلطة دماغية أدخلته في غيبوبة استمرت ساعات قبل وفاته . والدكتور رغيد معروف في الأوساط الفكرية والثقافية والعلمية، على المستويات العربية والإقليمية والدولية، من مواليد العاصمة اللبنانية عام 1942، وأحد المناضلين البارزين في صفوف الحركة الشعبية والوطنية اللبنانية، كما في أطر العمل القومي العربي حيث انتمى في أواسط الخمسينيات من القرن الفائت، إلى حركة القوميين العرب، وفي أوائل الستينيات إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، قبل أن ينتقل إلى أوكسفورد حيث نال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية في ثمانيات القرن الماضي، ودرّس فيما بعد في الجامعة نفسها لعدّة سنوات. الدكتور الصلح كان من أوائل الذين تجاوبوا مع فكرة المؤتمر القومي العربي، وكان عضواً فيه منذ سنوات تأسيسه (عام 1991)، انطلاقاً من فكره العروبي الديمقراطي، حيث كان مسكوناً باستمرار بقضية التكامل العربي، والتحصين الديمقراطي للحياة السياسية العربية، وكانت آخر مساهمة له في المؤتمر ورقة بعنوان “من أجل تفعيل التكامل الإقليمي العربي” في المؤتمر القومي العربي الرابع والعشرين في القاهرة أواخر شهر أيار/مايو 2013. الدكتور رغيد الصلح كان مع رفاقه أيضاً في طليعة المنشغلين بالقضية الفلسطينية حيث ساهم في تأسيس “الجبهة العربية” المشاركة في الثورة الفلسطينية برئاسة الشهيد كمال جنبلاط عام 1972، بعد أن كان من موقعه الإعلامي أول من تولى نشر بلاغات قوات العاصفة المحظورة، آنذاك، في صحيفة “الأحرار” عام 1965، التي كان أحد أبرز أركانها رغم صغر سنه. كان للراحل الدكتور رغيد الصلح حضور إعلامي وفكري وثقافي في العديد من المنابر العربية والإقليمية والدولية، فكانت له مقابلات ومقالات ومحاضرات وتقارير وأبحاث عديدة ابرزها مساهماته في التقارير الصادرة عن “الأسكوا” حول الأوضاع العربية وآخرها مساهمة هامة له في تقرير “الظلم في العالم العربي والطريق إلى العدل”، الذي أعدّه خبراء ومفكرون ومنعت الأمم المتحدة نشره. تميّز أداء الدكتور الصلح السياسي والفكري والإعلامي بدرجة عالية من الالتزام الوطني والقومي مقروناً بمستوى رفيع من الاتزان والرصانة واحترام الرأي الآخر، فحظي باحترام العديد من أهل الفكر والثقافة والسياسة ممن لا يحملون بالضرورة الأفكار و الآراء التي يحملها، فقد كان رحمه الله، رجل حوار والتزام وطني وقومي بالدرجة الأولى.
الرحمة للراحل الكبير، والصبر والعزاء لعائلته الكريمة ولمحبيه الكثر في لبنان وديار العروبة والعالم. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة