facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ساعة الا ربع فقط .. في جامعة العلوم والتكنولوجيا


مالك نصراوين
22-11-2008 02:56 AM

تجربة فريدة تلك التي مررت بها هذا العام ، وبالتحديد بعد اعلان نتائج الثانوية العامة ، في الاول من آب المنصرم ، تلك التجربة كانت تتمحور حول تأمين قبول في احدى الجامعات الاردنية ، لابنتي التي نجحت في الثانوية العامة بمعدل 82.7 ، وبالذات في احد تخصصات الهندسة التي ترغب بدراستها .


مما لا شك فيه ، ان تأمين مقعد جامعي ملائم لرغبات ابنائنا ، هو احد الهموم الكبرى التي يعيشها المواطن الاردني ، وان تحقيق ذلك غير ممكن دائما ، تلك كانت قناعتي قبل تلك التجربة ، ليس لمتطلب المعدل الادنى الملائم فقط ، وهذا شرط محق ، ولكن لمحدودية المقاعد ، والتنافس الكبير عليها ، والذي يجعل المعدل الادنى المطلوب عاليا نتيجة التنافس ، فالمعدل الادنى مثلا ، للقبول في اي كلية هندسة هو 80% لكن التنافس الشديد على المقاعد ، يجعله يقفز الى 92% .


انها نعمة كيرى للمواطن الاردني ، ان يتوفر له نظام القبول الموازي ، والذي يلتزم بنفس الحد الادنى للقبول ، لكن بتكلفة اعلى قليلا او كثيرا حسب التخصص المطلوب ، واعلاها هو للكليات الطبية ، والتي تصل الى ضعف تكلفة قبول التنافس ، وهي في اغلب الاحوال مناسبة لابناء الطبقة الوسطى ، الذين ما زالوا حتى الآن ، يشكلون اغلبية ابناء شعبنا ، رغم الخوف على هذه الطبقة من الانقراض لاسباب عديدة .


وانها ايضا نعمة للمواطن الاردني ، ان تتوفر له هذه التسهيلات في اجراءات القبول ، وبزمن قياسي ، هذا ما ادركته في ثالث يوم بعد اعلان نتائج الثانوية العامة ، التي صدرت يوم الجمعة ، فانتظرنا حتى يوم الاحد ، بداية الدوام الاسبوعي ، لاستكمال الوثائق اللازمة ، وانطلقنا يوم الاثنين صوب عروس الشمال ، الى جامعة العلوم والتكنولوجيا ، وكانت التسهيلات مفاجأة مدهشة ، في خلال ساعة الا ربع فقط ، كانت الهوية الجامعية في يد ابنتي ، واصبحت طالبة في كلية الهندسة ، لقد كان هذا الامر مفاجأة سارة لم اكن اتوقعها ، واعتقد ان مثلها لا يحدث الا في ارقى دول العالم ، وهذا الأمر دفعني للمقارنة بين تعقيدات دخولي الى كلية الهندسة قبل اكثر من ثلاثين عاما ، وبين التسهيلات التي رافقت دخول ابنتي لها ، علما انني في تلك الفترة لم افكر ابدا بالتسجيل في الجامعة الاردنية ، وقد كانت الجامعة الوحيدة في الاردن آنذاك ، لانه كان من المستحيل علي الحصول على مقعد ادنى بكثير من الهندسة ، وكانت ابواب الجامعات في دول شقيقة ، هي الملجأ الوحيد لنا ، وكانت فرحتنا كبرى ، بالحصول على المقعد الجامعي المطلوب بعد انتظار طويل .


لقد اثلجت صدورنا جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية ، ببساطة اجراءاتها ، وزهد المبلغ الذي دفع مقابل القبول الموازي ، فانتظار اسابيع وما تحمله من حرب اعصاب ، تم اختصارها الى ساعة الا ربع فقط ، اقول هذا الكلام اعترافا بالانجاز ، رغم ان ابنتي قد انسحبت من الجامعة ، بعد قبولها بنفس التخصص بالجامعة الاردنية .


وفي الوقت الذي نسجل فيه للوطن ، مثل هذه الانجازات ، وانجازات اخرى تساهم في رفاهيته ، وتوفير وقت وجهد أبنائه ، فجواز سفر جديد يمكن ان تحصل عليه باقل من ساعة من الزمن ، وتجديد رخصة القيادة في ربع ساعة ، في الوقت الذي نسجل فيه مثل هذه الانجازات الرائعة ، فانني اود ان اشير الى امر آخر لا ينسجم مع هذه الانجازات ، الا وهو مكرمة المقاعد الجامعية لابناء المعلمين .


لقد حصلت ابنتي كما ذكرت ، على معدل عال نسبيا ، وزوجتي تعمل في وزارة التربية والتعليم منذ اكثر من ربع قرن ، ومع ذلك تحصل على مقعد علوم مالية بالتنافس ، ولا تستفيد من هذه المكرمة ، في الوقت الذي حصلت فيه زميلة لها على نفس المقعد وبنفس الجامعة ، على حساب المكرمة ومعدلها 68% ، ، وكانت الخيارات متقاربة ، وحتى رقم الاختيارات متشابهة ، كما ان هناك امثلة عديدة اخرى مشابهة، حيث كانت وزارة التربية بمنتهى الشفافية هذا العام ، وتطورت خدماتها من حيث اعلان الاختيارات على الانترنت ، فكيف يفسر حصول طالبتين على نفس التخصص والجامعة ، والفرق بين معدلاتهما اكثر من 14 علامة ، ولماذا تستفيد طالبة من مكرمة المعلمين ولا تستفيد الاخرى ، ولماذا تكون تبريرات وزارة التربية والتعليم غير مفهومة ، قبل ان اقول غير مقنعة .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :