عمون- لم يعد الاردن موطنا للملاريا منذ عقود طويلة، بفضل منظومة صحية وضعت نصب عينيها القضاء على المرض العابر للحدود، بينما توضح احصائية رسمية ان نحو 72 اصابة سنوية تسجل في المملكة غالبيتها وافدة.

ويحتفي العالم غدا الثلاثاء باليوم العالمي للملاريا، تحت عنوان "القضاء على الملاريا قضاءً مبرما"، اتباعا لسياسة استمرارية الوقاية من المرض ومكافحته. وتذكر احصائيات منظمة الصحة العالمية أن المرض يحصد أرواحا تزيد على 400 ألف انسان سنويا، ما يلزم وفقا للمنظمة اتخاذ التدابير اللازمة للحد من الوفيات الناجمة عن الاصابة به، وتوسيع نطاق استخدام الناموسيات المُعالَجة بمبيدات الحشرات والرش داخل المباني.

ووفقا للتقرير الخاص بالملاريا الصادر عن منظمة الصحة العالمية لعام 2016، فإن العالم شهد في العام 2015 حوالي 212 مليون حالة إصابة جديدة بالملاريا وما يقارب نصف مليون وفاة، ويموت طفل كل دقيقتين بسبب الملاريا.

وتدعو الاستراتيجية التقنية العالمية لمنظمة الصحة العالمية للفترة (2016 -2030 ) بشأن الملاريا إلى تقليل حالات الإصابة بها والوفيات الناجمة عنها بنسبة 40بالمائة بحلول العام 2020 ، مُقارنةً بالمستويات الأساسية في عام 2015.

وتدعو المنظمة البلدان المتضررة بالملاريا وشركائها في مجال التنمية إلى دعم الاستثمارات في مجال الوقاية من الملاريا. وبالتوازي مع ذلك، تدعو إلى توفير المزيد من التمويل اللازم لإعداد أدوات جديدة وتقييمها ونشرها.

فيما قال أخصائي طب المجتمع وتخطيط برامج مكافحة الملاريا في وزارة الصحة الدكتور خليل الكناني إن مرض الملاريا ناتج عن أحد الطفيليات الملاريا أحد انواع طفيليات الملاريا الاربعة المعروفة عالميا ، وينتقل المرض عن طريق بعوض يسمى "الانوفلس" ، حيث ينتقل المرض من الشخص المصاب الى الشخص السليم، وبعد فترة الحضانة للمرض تقريبا تبلغ بالمعدل اسبوعين تظهر أعراض مرض الملاريا.

وأوضح أن هذا المرض ينتشر بكثرة في عدد من المناطق منها أفريقيا الاستوائية وشبه الاستوائية ودول جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية ، ويبلغ عدد الدول الموبوءة بالملاريا حوالي 90 دولة حول العالم ، كما ويقدر أعداد المصابين 250 مليون مصاب سنويا حول العالم ويقدر أعداد الوفيات السنوية الناتجة عن الاصابة بالملاريا حوالي نصف مليون وفاة سنويا حول العالم.

وأشار الى انه على المستوى المحلي فإنه ولله الحمد ونتيجة للجهود التي قامت بها الاردن من خلال برنامج استئصال مرض الملاريا ، فانه لا توجد إصابة محلية، إذ استطاع استئصال المرض منذ العام 1970 وكانت من الدول السباقة في المنطقة آنذاك ، مبينا انه منذ ذلك الوقت والى الان ونتيجة لحركة السفر وتطور النقل من والى الاردن فإن برنامج مكافحة الملاريا يسجل سنويا حالات وافدة من أفريقيا وجنوب شرق آسيا.

وأضاف انه في العشر سنوات الاخيرة تم تسجيل ما معدله 72 إصابة سنويا في الاردن جميعها وافدة من دول أخرى، مشيرا الى ان وزارة الصحة تقوم برصد المرض وتشخيصه مخبريا وتقديم العلاج الجذري عند اكتشاف اي اصابة بمرض الملاريا لمنع حدوث مضاعفات للمرض وعدم حدوث اصابات محلية، كما وتقوم مديرية الامراض السارية من خلال قسم الامراض الطفيلية والمشتركة بالعمل من خلال برنامج مكافحة الملاريا على رصد جميع الاصابات الوافدة، وتشخيصها مخبريا وتقديم العلاج المناسب لهذه الحالات مجانا والمتابعة لمدة سنة تقريبا.

وبين الكناني أهمية التشخيص المبكر لغايات عدم حدوث مضاعفات مما قد يؤدي الى خطورة على حياة المريض، مشيرا الى ان الوزارة اعدت استراتيجية خاصة بمكافحة الطفيل المسبب للمرض من خلال اكتشاف الاصابات وتشخيصها وعلاجها، أما الاستراتيجية الثانية في مكافحة مرض الملاريا تتمثل في مكافحة البعوض الناقل لمرض الملاريا، وهاتان الاستراتيجيتان تهدفان الى ضمان عدم عودة وتوطن الملاريا داخل الاردن .

وفي هذا السياق قال الكناني أن وزارة الصحة تقوم بتوعية المسافرين الاردنيين وتثقيفهم ، لحمايتهم من الاصابة، وإعطائهم العلاج المناسب للوقاية من المرض .

ودعا الى ضرورة اعتناء المسافر بنفسه من خلال منع تعرضه للدغ البعوض أثناء الاقامة في بلدان يتوطن فيها مرض الملاريا، ، باتخاذ الاجراءات الاحترازية لمنع تعرضه من لدغة البعوض من خلال استخدام الطاردات الحشرية واستعمال الناموسيات عند الضرورة وكذلك ارتداء الملابس الواقية ، أما خط الدفاع الثاني هو استخدام العلاج الوقائي المضاد لمرض الملاريا والذي يصرف من قبل وزارة الصحة من قسم الامراض الطفيلية والمشتركة للمسافرين عند مراجعتهم للقسم، ويبدأ أخذ العلاج قبل السفر بأسبوع وأثناء الاقامة خارج الاردن وبعد العودة لمدة أربع أسابيع.

أما السفر لغايات العمل والاقامة لمدة طويلة فلا بد للمسافر اخذ الاحتياطات الشخصية والمنزلية لمنع تعرضه للدغ البعوض وكذلك مراجعة الطبيب فورا، عند الشعور بأعراض مرض الملاريا.

وقال انه يجب التنبه لأعراض الاصابة بالملاريا والتي تأتي على شكل نوبات حرارة تحدث على ثلاث مراحل ، تبدأ على شكل قشعريرة وبرودة ومن ثم السخونة وارتفاع درجة الحرارة والمرحلة الثالثة هي التعرق وانخفاض درجة الحرارة مصحوبة بصداع شديد، وتستمر هذه الاعراض لعدة ساعات وتكون احيانا مصحوبة بالآلام مفصلية وعضلية وفقدان الشهية وفي مراحل متقدمة من المرض يحدث تضخم في الطحال والكبد وفقر دم ويرقان ومضاعفات أخرى مثل التشنجات والغيبوبة وغير ذلك.

يذكر ان منظمة الصحة العالمية قد حددت يوم 25 نيسان من كل عام يوما عالميا للملاريا، بهدف تعزيز الوعي حول هذا المرض وتعزيز سياسات مكافحته والوقاية منه .

بترا- بشرى نيروخ