هذا الاسلوب رياضي بحت، ويتم ممارسته بوضوح في لعبة كرة الطائرة، حيث يتكون فريق الكرة الطائرة من ستة لاعبين، يكون بينهما في العادة لاعب او اثنين مهمتهم اعداد الكرات او ما يسمى بعملية الرفع لزملائهم الاخرين والذين تكون مهمتهم ضرب الكرة وبكل قوة او ما يسمى بعملية الكبس، بحيث يعجز او يستحيل احيانا على فريق الخصم ان يقوم بصد الكرة من شدة الكبس، ومن هنا يقوم الحكم باحتساب النقاط لكل فريق، وبالعادة يتمتع اللاعب المعد او الرافع بدهاء شديد اضافة الى كونه اقصر افراد الفريق من حيث الطول، ويقوم بعملية تمويه على الفريق الاخر بحيث لا يعرف هذا الفريق ( الخصم ) من اللاعب الذي سيقوم بعملية الضرب او الكبس للكرة، اما بقية اللاعبين فيتميزون بالطول الفارع ويجيدون اللعب على الشبكة وما ادراك ما الشبكة، ويقفزون مع بعض في عملية تمويهية هي الاخرى، بحيث لا يعرف الفريق الاخر من اين ياتيه الكبس، وغالبا ما تسمع في الملعب المدرب او احد اللاعبين او الجمهور يردد عبارة ارفع.. ارفع.. في عملية تشجيعية بحته على الرفع، بينما اخرون يرددون اكبس..اكبس.. في عملية تشجيعية على الكبس، مع ملاحظة مهمة جدا وهي ان كل فريق يحتفظ بلاعب يتميز بارسال قوي يعجز الفريق الاخر عن كسر هذا الارسال.

هذه العملية لم تعد حكرا على الرياضة عامة وكرة الطائرة خاصة، بل تعدت ذلك واصبحت تمارس في الحياة الاجتماعية بين رفع لهذا وكبس لذاك، وفي الاقتصاد بين رفع للاسعار وكبس للمواطن وكذلك في العلاقات الدولية والاقليمية على السواء.

وتجلت تلك العملية ( الرفع والكبس ) وخصائصها بوضوح في العلاقة القائمة بين المجلس النيابي والحكومة، بحيث اصبحت العلاقة بينهم بين رفع وكبس، مع تبادل لتلك الادوار فيما بينهم وحسب طبيعة الملعب الذي يلعبون به، فتارة تجد الحكومة في موضع الرفع وآخر في موقع الكبس، والحال كذلك بالنسبة للمجلس النيابي، مع فارق بسيط جدا وهو ان المرفوع والمكبوس في الحالتين هو الشعب الذي اصبح لا يميز بين الرافع والكابس.

وبهذه المناسبة اهنيء الحكومة على رفع رواتب النواب بمقدار 180 دينار تحت مسمى بدل سائق، مثلما اهنيء السادة النواب على هذه الكبسة.
kalilabosaleem@yahoo.com