facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العنصرية في الزواج عودة للجاهلية الأولى


سارة طالب السهيل
18-06-2017 03:41 PM

جاءت الديانات السماوية الثلاث ، و قوانين الديانات الوضعية و آراء المفكرين و الحكماء، بمبادئ و قواعد تحمي مصالح الناس ، و تنظم لهم حياتهم باعتبار أن الذكاء بين البشر أمر متفاوت ، كما العلم و الثقافة و الخبرة ،ليست بيد الجميع ، فهناك الكثير ممن يحتاج لمن يعلمه و يوجهه و ينظم له حياته.
و في منطقتنا العربية، نزلت الديانات الثلاث اليهودية، و المسيحية ،و الإسلامية ،و قبلها ديانات سماوية ووضعيه جاءت عبر الأنبياء أو المصلحين .
ولأن الإسلام نزل في شبه الجزيرة العربية بلسان عربي و نبي عربي، فقد حاول جاهدا إصلاح بعض الأفكار الجاهلية التي كانت سائدة .
لقد جاء النبي محمد برسالة ليخرج الناس من ظلمات الجاهلية بعصبتيها وطبائعها وعاداتها القبلية الضيقة، إلى فضاء رحب من الإنسانية واعلاء قيم الأخلاق فوق أي اعتبار قبلي او عشائري او طائفي.
وعبرت دولة مجتمع المدينة المنورة عن هذه الاخلاق التي لا تفاضل بين عربي أو اعجمي أو أسود أو أبيض و الاخلاق الرفيعة التي تناهض آية عنصرية قومية او اجتماعية او لغوية، وتتنصر للحقوق المساوية للأفراد في الحقوق والواجبات وتكرس لقيمة الفرد على أساس من نبل أخلاقه. وبعد 1500 عاما من الرسالة المحمدية ، فان كثير من المجتمعات العربية، لم تحافظ على هذا الجوهر النبيل ، وعادت لعصور الجاهلية الأولى، وتمارس معطيات ثقافة ذكورية باطشة وجاهلة ضد المرأة ، خاصة فيما يتصل بالزواج ، بدءا من تقييد حقها في اختيار الزوج ، رغم ان موافقتها على الزوج حق شرعي أصيل ، مرورا باشتراط زواجها برجل من نفس العائلة أو القبيلة أو العشيرة أو المذهب الديني أو نفس البلد، وهو ما يعود بهذه المجتمعات للوراء لزمن الجاهلية ، حين يعلي من شأن هذه العنصرية الممقوتة ويجبر المرأة على مفاهيمه الثقافية البائدة وعاداته وتقاليده المناهضة لحق الانسان في الاختيار.
والمرأة في الغالب تدفع ثمن تمسك المجتمعات بهذه المورثات الثقافية العنصرية باعتبارها في نظرهم ، العنصر الأضعف في المعادلة الاجتماعية والثقافية، وان هذا المجتمع وهو يمارس أقصى صنوف العنف تجاهها يزعم أنه يرعاها ويحميها، في حين ان هذا المجتمع نفسه هو الذي يضع كلا من المرأة الأرملة والمطلقة في عزلة اجتماعية وخانة من العار الاجتماعي، بل كثيرا من الأعراف والتقاليد تعرقل الزواج بواحدة منهن.

داء القبلية
أحد أمراض المجتمع السوداني يتمثل في داء العنصرية بالرغم مما معروف عنه من طيبه الا انها نابعة من طابعه القبلي، حيث ينتصر المجتمع السوداني لعادات وتقاليد تتعصب للقبيلة في المصاهرة والزواج باعتبارهما من ارقى اشكال العلاقات الاجتماعية، تسببت هذه العصبية في ضياع الكثير من الفرص للشباب من الجنسين بالارتباط ممن يرغبون بهم إذا ما كانوا من خارج القبيلة .
وفي لبنان ودول الخليج تواجه المرأة العربية رفضا كبيرا في مجتمعها للزواج برجل من غير وطنها .
اما في العراق فنجد مؤخرا دخائل على الثقافة العراقية من حيث العنصرية في الزواج من الناحية الطائفية حيث لم يكن هذا المفهوم سائدا من فبل فالمعروف عن الشعب العراقي تمازجه بشكل مُلفت الى حد انك تجد في نفس البيت طوائف متعددة فمن الممكن ان يكون الزوج شيعي و الزوجة سنية او العكس و من الممكن ان ينتهج احد الأبناء الطريقة الصوفية دون اعتراض الاهل على ذلك و لكن في الوقت الراهن بعد الحروب الطائفية التي جاءت من الخارج بمفاهيم تفريقية تقسيمية فصلت الى حد ما بين الناس خاصة بعد التهجير من المناطق الأصلية
و لا يخلو الامر أيضا من العنصرية في الزواج بين مختلف الأديان كان يكون الزوج مسلم و الزوجة مسيحية او صابئية او يزيدية او العكس و قد تحرم بعض الأديان من الزواج ممن يخالفها في الاعتقاد الديني

و لم يقتصر الامر على الدين و الطائفة في العراق فهناك بعض العائلات لا ترضى بالزواج من خارج العائلة نفسها متناسين المخاطر الصحية و تحذيرات العلماء من التقارب في الزواج و توصيات الأديان في التباعد
(و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا)
و من بين هؤلاء المتشددين من هم اخف تشددا على زعمهم بموافقتهم الزواج من نفس القبيلة ان لم تكن نفس العائلة فلا يمكنهم الزواج الا من أبناء و بنات قبيلتهم

حتى في القومية هناك تعصب فتجد الأعراق و الأصول تتدخل في مسائل الزواج بشكل مباشر أيضا عند البعض فيرفض العربي أحيانا الزواج من تركماني و يرفض التركماني الزواج ممن كان اصله فارسي قبل الف سنة و يرفض الكردي الزواج أحيانا بمن كان اصله ارمني و يرفض الأرمني من كلن اصله شركسي و هكذا
على سبيل المثال )))

* و للتذكير فأنا انقل صورا للعنصرية و لا يعني هذا التعميم فهناك الكثير من الزيجات الناجحة بين مختلف الأعراق و القوميات و الطوائف و إنما انا أحاول رصد السلبيات لتجنبها
كما ان العنصرية تخف او تشتد بناء على الظروف من الناحية السياسية و الأمنية و الاجتماعية و الاقتصادية للبلاد او للفرد بخد ذاته او المجتمع ككل
*
و هناك عنصرية في الزواج من جزئية المهن فيرفض أصحاب المهن ذات الدخل المرتفع لزواج من المهن التي تعتبر ذات دخل منخفض و أحيانا يكون الرفض بناء على درجة الوظيفة او على الوجاهة الوظيفية و ان كانت قليلة الدخل و الطرف الاخر مرتفع الدخل فتدخل في إطار النظرة الدونية الغير مبرره للكثير من المهن الشريفة
و لا تدخل هذه الظاهرة مباشرة تحت بند العنصرية الطبقية في الزواج لان من الممكن ان يكون المرفوض وفقا للوظيفة من اشهر و اكبر العائلات اسما و وزنا اجتماعيا إنما يتم رفضه وفقا لوظيفته او مهنته
اذا هناك طبقية من ناحية المال و طبقية من ناحية اسم العائلة و طبقية من ناحية نوع الوظيفة وكل هذا يشمل العنصرية في الزواج و يؤثر بِه بشكل او بآخر

كما ان بعض الأشخاص يكون تقييمها بناء على الالتزام الديني و مقداره عند الفتاة او الشاب و في اغلب الأحيان يكون الحكم ظاهريا كوّن لا احد يعلم ما في القلوب الا الله فيكون الحكم من خلال الملابس و إطلاق اللحى و الحجاب بالنسبة للفتيات او من خلال مزاولة الطقوس و الشعائر الدينية امام الناس و التي في بعض الشعوب تعتبر هذا الامر رياء و تباهي فهذا الامر يعود للثقافة و البيئة التي تنعكس على الاختيارات و على طريقة التفكير و القرارات

اما التعصب من الناحية الثقافية و العلمية انا شخصيا اجده في الكثير من الحالات مفيد لأنه يشكل عامل انسجام و رابط قوي بين الأزواج يجعل حياتهم متناغمة فيما بعد
و لكن للأسف في مجتمعاتنا العربية الشرق أوسطية في الوقت الراهن لا يعيرون اهتماما لهذا الامر بشكل كبير بقدر تركيز عنصريتهم على الأنواع الضارة و الغير مفيدة من العنصرية البغيضة
فالعلم و المعرفة و الثقافة مقياس مهم و ان كنا مارسناه بنوع من التحيّز فلن نسميه عنصريه لأنه يحث الجميع للعمل على إعداد أنفسهم علميا و ثقافيا قبل الإقبال على الزواج

اما الثقافة البيئية فهي من الممكن ان تتحسن و تتطور مع الوقت لدى الفرد مع خبراته و اطلاعه و معرفته ومعايشته للأخر و التعرف على ثقافات مختلفة و لكن يبقى البيت و الاهل هم الأساس فكما يقال بالمثل( على الأصل دور
)

اما في الأردن
فالعنصرية في الزواج تشبه العنصرية في بعض البلدان المجاورة الا انها أضيق حدودا في المناطق الحضرية
فالامتداد الحضاري و العلمي قنن من هذه الممارسات
فتجد العربي و الشركسي و الأردني و الفلسطيني و المسيحي و المسلم بزيجات ناجحة و مسالمه
و تجد التركيز على التحصيل العلمي و الوظيفي في الزواج
اما في البادية فنجد مازالت العنصرية القبلية في الرواج تجبر الأبناء للزواج من نفس القبيلة او من قبيلة أخرى بينها و بين قبيلتهم عهد ود و صداقة او نسب سابق
اما في بعض المجتمعات البرجوازية فتكون العنصرية بان يكون الزواج من نفس الطبقة المادية و الاجتماعية


اما في الإمارات وإنما وصلت اليه المرأة الإماراتية من مكانه و نصيب في الحقوق و المناصب في الدولة الا ان المرأة الإمارتية تمنع من الزواج من غير اماراتي
وبلغ حد المنع ـ على سبيل المثال ـ سحب الجنسية من الإماراتية التي تتزوج أجنبيا دون تصريح رسمي وفي كثير من الأحيان يصعب حصول المرأة على هذا التصريح من السلطات الحكومية وإذا تم الزواج، فلا يتم منح الجنسية الإماراتية لأزواج الإماراتيات الأجانب وأولادهن.
ويصل الحد، ان الإماراتية المتزوجة من أجنبي تحرم من أي إعانة قد تصرف لها من وزارة الشؤون الاجتماعية في حالة الطلاق أو وفاة الزوج. ويعاني ثمرة تلك الزيجات من نظرة المجتمع الدونية، وحين يكبرون، لا تقبل غالبية الأسر الإماراتية الخالصة تزويجهم أبناءها وبناتها.
في حين ان الرجل في الامارات وكل الدول العربية يتزوج من أية جنسية دون عوائق إلا العوائق المتعلقة بالنقد الاجتماعي من باب العنصرية ايضا، بينما يمنع هذا زواج الفتاة الإماراتية برجل من بلد عربي آخر خوفا من امكانية تعرضه للفشل متناسين أن الفشل غير مبني على الجنسية بقدر ما هو مبني على المحبة والاحترام والتقدير والتكافؤ والتفاهم.

وفي مصر المرأة التي تتزوج برجل عربي كانت تواجه الأمرين في حصول ابنائها على الجنسية المصرية، ويتم التعامل مع ابنائها باعتبارهم ابناء أجانب وتعاني من الحاقهم في المدراس بمصاريف باهظة قد لا تستطيع تحملها، حتى تمكنت الحكومة المصرية مؤخرا من حل هذه المشكلة بالنسبة لأبناء المصريات من زواج عربي.
وفي لبنان ترفض الكثير من الأسر زواج الفتاة من غير وطنها حتى ولو كان متمتعا بخلق طيب وظروف جيدة.
وتنطبق هذه العنصرية على الشاب اللبناني الذي ترفض عائلته زواجه من أية فتاة من جنسية أخرى مهما كان مستوي تعليمها و نسبها.

أزمة الارامل والمطلقات
تمارس الكثير من المجتمعات العربية مفاهيم ثقافية تهدر من حق المرأة الارملة والمطلقة في حياة انسانية كريمة، ، وتكرس لثقافة وجوب عدم زواج الأرملة وفاء لزوجها الأول، فتجد الأرملة نفسها بين نيران الوحدة القاتلة والحاجة لمن يعينها و يرعاها هي وابنائها، واذا ما خالفت هذه الثقافة وتزوجت تحقيقا لوجودها الانساني فان المجتمع يسلط سيوف سخطه عليها .
في المقابل فان هذه الثقافة نفسها هي التي تمنح للرجل أن يتزوّج بعد وفاة زوجته ولو بأيام قليلة، وتدافع بشراسة على حقّه في الزّواج من ثانية وثالثة ورابعة في حياة زوجته الأولى كحق شرعي، بينما تسلب المرأة حقها في الزواج ولو بعد سنوات من وفاة زوجها !
أما المرأة المطلقة، فهي البوتقة التي تنصهر فيها كل أمراض المجتمع النفسية والاجتماعية،
ويعيشونها في عزلة اجتماعية ويخضعنها للإذلال اذا لم تستجب لضغوطهم
ورغم ان كثيرا من فشل العلاقات بين الأزواج يكون بسبب الرجل ولكن دائمًا تكون المرأة هي الضحية التي تدفع ثمن لعنة الطلاق طيلة حياتها رغم مظلوميتها الأولى فيستمر سيناريو الألم مدى الحياة لذنب اقترفه رجل و دفعت ثمنه امرأة .
وتتجلي سيوف العنصرية ضد المطلقة عندما يجبرها رجال العائلة على الزواج برجل لا تريده من باب الستر و بحجة الاطمئنان عليها في بيت مع رجل حتى و ان كان هذا الرجل لا يناسبها و لا تقبله انسانيا وتظل سجينة أمراض ثقافات وتقاليد بآلية .
في حين ان الشرع الحكيم قد كفل للمطلقة حق تزويج نفسها بنفسها ومن ثم فإنها أصبحت قادرة على تحمل تبعات اختيارها الذي يحرمها المجتمع المتعصب منه.
إلا أنني اشجع على البقاء في الإطار العائلي و في كنف أسرة ترعاها و تشرف على زواجها و تكفل لها مرجع تحت أي ظرف قد تتعرض له و لا اشجع على فكرة تزويج نفسها إلا للضرورة القصوى.

الكفاءة
كفاءة الزوج: في السعودية يأخذ مظهرا قانونيا حيث ان القضاء السعودي يعتبر مسألة كفاءة النسب اصلا من أصول الزواج فيفرق لأجلها ولو بعد الزواج حيث منح ولي الامر سواء كان أبا او أخا في رفع دعوى قضائيا لأبطال هذا الزواج الذي تراه العائلة غير متكافئ في النسب.
هناك الكثير من الأشخاص الطيبين ممن تعبوا على أنفسهم و بنوا أنفسهم بالعلم و الثقافة و العمل و حافظوا على أخلاقيات و سلوكيات راقيه رغم انهم لا ينتمون إلى كبار العائلات أو أهم القبائل و الأنساب
و بالمقابل هناك بعض الأشخاص من القبائل و اهم العائلات و تخلوا عن القيم و المبادئ و حسن المعاملة
و لكنني أرى أن الإنسان الأصيل الذي يأتي من أسرة لها تاريخ أخلاقي مشرف و سمعه طيبة سيحاول قدر الإمكان المحافظة على سمعة أهله و اسم عائلته، و الرسول محمد قال تخيروا لنطفكم و قال إياكم و خضراء الدمن
وهذه ليست دعوة للعنصرية بل دعوة لتخير العائلات المشهود لها بحسن الخلق و متابعة و محاسبة ابنائها عند الخطأ .

موقف الشرع
المثير ان المجتمعات العربية التي تمنع زواج الفتاة من اي شاب من بلد أخر او عائلة او قبيلة أخرى، تخالف بذلك شرع الله تعالى كما حدده رسول الله صل الله عليه وسلم بقوله: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، فالحديث الشريف شدد على الدين والخلق عند الاختيار ولم يأت على ذكر جنسية الزوج أو أصله

ا ن الشريعة الاسلامية اوضحت مقياس التفاضل بين الناس والحكمة من الاختلاف بين البشر في قول الله تعالى بسورة الحجرات " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ".
ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فان نبينا قد ربى صحابته على نبذ العنصرية في شتى المعاملات الاجتماعية، ولكننا ونحن نعيش الألفية الثالثة للميلاد وفي عصر التكنولوجيا فائقة السرعة - تمرح العادات والتقاليد والنزعة العنصرية في سلوكيات بعض الأُسر وتسمم أفكار الزواج السليم بما يخالف شرع الله ، رغم أن الإسلام يحثّ على زواج الأباعد ومن صاحب الخُلُق والدين.
وقد تزوج نبي الرحمة من بلاد عديدة و تزوج الارملة و المطلقة و الكبيرة و حتى من الكتابيات .
وفي عصر النبي والخلفاء الراشدين كانت المرأة تطلق او ترمل وبعد وفاء عدتها الشرعية تتزوج وتبدأ حياة اجتماعية جديدة في رحلة حياتها
اتقوا الله فيهن واعلموا أنهن عندكم عوان ولسن متاعًا اشتريتموه من حوانيت الأثاث أو معارض الأزياء.

اما الديانة المسيحية

مفهوم الزواج أنه سُنّة مقدسة من الله تعالى. هو رباط روحي يرتبط فيه رجل واحد، وامرأة واحدة، وتُعرف هذه الرابطة برابطة الزواج، التي يتساوى فيها كل من المرأة والرجل، فيكون كل منهما مساوياً ومكملاً للآخر، وذلك بحسب شريعة الله القائلة: "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً" (تكوين 24:2). فكلمات الله عز وجل، تعني أنه عندما يتزوج رجل بامرأة، فإنه يكمّلها وهي تكمله، ويذوب كيان كل واحد منهما بالآخر في المحبة المتبادلة والتفاهم، وذلك بحسب وصيته تعالى القائلة: "عندما يتزوج رجل بامرأة فإنهما ليس بعد اثنين بل جسد واحد" (متى 6:19)


كلمة اخيرة
فعندما شرع الله لنا كيفية التعامل على اساس من الرحمة والمودة والأخلاق ونبذ العنصرية وكل اشكال الجاهلية، فانه جل شأنه قد شرعها لصلاح الإنسان وسعادته في الدارين، وبالعقل والمنطق كيف لعقل بشري ان ينتصر لأعرافه وتقاليده الاجتماعية القبلية وما فيها من عنصرية تهدر كرامة الانسان وحقوقه ويتغافل عن منهج السعادة الحقيقي الذي كفله الله في شريعته.
علينا العودة لقيم أدياننا السماوية السمحة التي جاءت لسعادة الانسان، ولا نرفض زواجا لمجرد أن طرفي العلاقة من غير لون أو من غير جنسية وعائلة او قبيلة واحدة.
يجب ان نحي سنة رسول الله في حياتنا خاصة في الزواج وتيسيره مصدق وفقا للخلق والدين وليس جنسية البلد او العرق الطائفي كما قال صلى الله عليه وسلم " (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)
علينا ان ننشر ثقافة المساواة بين البشر ونبذ التعالي على الآخرين والعنصرية بحقهم مصدقا لقوله (كلكم لآدم وادم من تراب).





  • 1 عصمت 18-06-2017 | 08:39 PM

    شكرا سيدتى لاهذا المقال الجميل فعلا الحب لايعرف العنصرية كما ان ديننا جميل وعادل

  • 2 Ibrahim zrary 22-06-2017 | 09:23 AM

    في راي مهما تثقف الانسان المسلم في المجتمعات العربية بالذات فانه من الصعوية ان يتقبل زواج ابنته لرجل مم ديانه مختلفة وهذه في حدذاته عنصرية لايمكن معالجته لانه تم بناء هذا الفكر في الدين نفسه وهو في بطن امه
    تحياتي لاخت والكاتبة الرائعة سارة السهيل كتاباتك حقا جريئة وواقعية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :