facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة .. يا مأساة أمة


مالك نصراوين
28-12-2008 12:05 AM

المجزرة الوحشية التي ارتكبها قادة اسرائيل في غزة اليوم ، اضافة الى كونها حلقة جديد من مسلسل الاجرام المتواصل ، فانها ايضا تلميع جديد لمرآة الوضع العربي ، لتعكس بوضوح مدى الانحدار ، الذي وصل اليه حال الامة العربية ، وهي تقف متفرجة على مصائبها في التمزق والضعف والهوان .


هذه المجزرة الاسرائيلية البشعة ، تذكرنا بمسلسل كل المجازر الصهيونية ، ضد ابناء فلسطين ، وضد المدنيين في الاقطار العربية المجاورة لفلسطين ، منذ ستين عاما وحتى اليوم ، من دير ياسين الى قبية ، الى بحر البقر وقانا وغيرها الكثير ، هذه المجازر ، التي نستعيد ذكرياتها مع كل مجزرة جديدة ، تجعلنا نعيش الشك كشعب عربي ، بجدوى السلام مع اسرائيل ، وبرغبة قادة اسرائيل في السلام ، وفي نوعية السلام الذي تريده ،ما دامت تتبنى منذ تأسيسها وحتى الآن ، سياسة الابادة والعربدة ضد الشعب الفلسطيني .


لكن مصيبتنا الكبرى ، هي بانفسنا قبل ان تكون مع اسرائيل ، مصيبة التفتت والتمزق ، الذي تعيشه الامة العربية ، والمصيبة الاكبر ، التمزق الفلسطيني بين سلطتين " ويا ليتهما دولتين " ، بين الثوار الذين بدأوا يعشقون الحكم ، والثوار الذين تحولوا الى تجار ، غير آبهين بما آل اليه الوضع الفلسطيني ، وخيبة الأمل التي يعيشها شعب فلسطين ، من جدوى النضال والتضحيات الكبيرة ، اضافة الى ظروف الحياة الصعبة ، في ظل الحصار والحرمان من ابسط مقومات الحياة ، بينما القادة ، الذين تهون كل التضحيات في سبيل كراسيهم ، يقول كل منهم انه الحق ، وهو المعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني .


المصيبة ايضا ، هي في ردود الفعل الشعبية التي تعقب كل مجزرة ، تصريحات وتنديد واستنكار ، ومسيرات وهتافات لا تسمن ولا تغني من جوع ، وتصريحات انفعالية انتهت صلاحيتها ، من مثل تصريح مسؤول في احد الاحزاب الاردنية ، تعقيبا على المجزرة الصهيونية ، قال فيه " ان كل من يقيم اتصالات او علاقات مع اسرائيل فهو خائن " ، ليعود بنا الى المربع الاول ، مربع سنوات الخمسينات والستينات ، حيث انتعشت سوق تهم الخيانة والعمالة ، وكانت نتيجتها وبالا على الامة ، تمزقا وهزائما وانحدارا .


فلتتحرك الامة اولا ، للملمة الشمل الفلسطيني ، لتتوجه الجهود الرسمية والشعبية العربية لاعادة اللحمة لهذا الشعب ، ووقف نزف الدم الداخلي ، ليطلق كل طرف معتقلي الطرف الاخر ، حتى لا يقتل المعتقلون من هجمات اسرائيل داخل سجون اخوتهم ، ولتركز المسيرات على الوحدة الوطنية الفلسطينية ، اما الذين سيهتفون لالغاء اتفاقية وادي عربة ، وطرد السفير الاسرائيلي من عمان ، وقطع العلاقات مع اسرائيل ، فاننا نتمنى عليهم ان تكون مطالبهم قومية لا قطرية ، وان تشمل هذه المطالب كل الدول العربية ، التي وقعت مثل هذه الاتفاقية ، واقامت مثل هذه العلاقات ، والى كل من يقيم علاقات غير مباشرة مع اسرائيل .


لقد كان السلام خيارا عربيا ، وبمساندة ودعم دوليين ، وهو ما زال الخيار الانسب عربيا ، وللاسرائيليين ايضا مصلحة كبرى في هذا السلام، وما علينا الا الاستمرار في تبني هذا الخيار ، في ظل غياب اي خيار اخر فعال ، وفي ظل غياب اي جدوى ، سواء من الهدنة او انهاء الهدنة ، او اي مسميات اخرى ، وما علينا الا الاستمرار بالعمل الدبلوماسي الفعال ، الذي يجبر اسرائيل على اعادة حساباتها، مع تعزيز خط الدفاع الثاني ، خط المقاومة الشعبية لتكون البديل لفشل الحل السلمي نهائيا ، ولن يتأتى ذلك الا بالوحدة الوطنية ، والكف عن تمزيق الشعب الفلسطيني ، وليتنازل عن الكراسي من يحب شعبه .


m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :