facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين الامس والحاضر


قصي خضور
17-07-2017 04:30 PM

في الآونة الاخيرة وقعت بعض الاحداث المفزعة ين ابناء مجتمعنا، اوضحت على مدى فقرنا للثقافة والعلم، إما بكيفية وقوع الحدث او بتعامل افراد المجتمع مع الحدث. هنا تذكرت موقفين حدثا معي يبين كيف وصلنا بجهلنا الى ما وصلنا إليه .

في الموقف الاول ، خرجت لأقوم بحصة إشغال لأحد الصفوف في المدرسة ، ولأحاول ان اجعل محور تركيز الطلبة معي لكي لا ينشغلوا باللهو فقد كانت اعمارهم بحدود الثلاثة عشر عاماً ، اخبرتهم اني سوف اسألهم سؤالاً واستمع لإجاباتهم ، كان السؤال عابراً . سالت بدوري : ما هي الحياة بنظركم ؟ ، تعجبت من اجاباتهم فقد كانت جلها تتمحور حول العمل للحصول على المال ثم الزواج .

فكان ردي لكل اجابه ، وهل تعتقد بأنك ان عملت وجنيت المال وتزوجت قد وصلت الى نهاية مطافك ، هل هذا سبب مجيئك الى هذا الكون الفسيح . لم يستطيعوا الرد على ما قلت ، بالرغم من ان بينهم من يتمتع الذكاء . والسبب في ذلك لقلة ثقافتهم ، فدراستهم وذكائهم يكمن في حفظ ما تمليه عليه المناهج فقط لا يتمتعون بالمرونة في القراءة خارج سياق مناهجهم ، هذا فيما يخص الاذكياء اما ما بقي فهو بمنهاجه المدرسي لا يلتقي .

الموقف الثاني ، في احد ايام دراستي في الجامعة ، كنت جالساً مع اصدقائي نتسامر اما كليتي منتظراً موعد محاضرتي ، فوضعت دفتر محاضراتي على درجة تفصل بين باحة الكلية و الممر المؤدي الى داخل الكلية .

واذ بمجموعة من طلبة مدرسة كانوا بعمر طلابي لا تتجاوز اعمارهم الرابعة عشرة عاماً ، مروا بجانبي وبغير قصد داس احدهم على دفتري ثم عاد إليه قدم اعتذاره الي ، اخبرته انه لا تلقي بالاً لذلك (مش مشكلة) ، نظر الي بأسف وقال : لا هذا علم نرفعه فوق رؤوسنا .

ومسح ما علق على الدفتر من تراب حذائه وقدم اعتذاره مرة اخرى فلم اجيب ، لقد اصابني بسهمه الصغير ، وانا اكبره بسنوات الا انني حفظت الدرس ، ومنذ تلك اللحظة لم احقر كتاباً في حياتي .

وهنا الفرق بين الموقفين ، نحن بحاجة للتنشئة على حب العلم وتنوعه والالمام به
اكثر من حاجتنا لتلقيه .

لان مخرجات ذلك ، الجرائم التي حدثت بجهالة ، و كيفية تعامل المجتمع مع هذه الاحداث ، تناقل الاخبار بيننا دون تثبت من صحتها او مصدرها ، حيث وقع على ذلك الظلم على بعض الافراد ، التهم والتهكم على اشخاص لم يكن لهم يد فيما يحدث ، والانسياق الى كل كلمة تقال او تذاع .

©qusai khdour





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :