facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




(الخيار الأردني)؛ وَهْمٌ، أم .. برنامج!


عبد الله ابورمان
14-01-2009 02:21 AM

الحديث عن ''الخيار الأردني'' ليس جديدا. وهو حديث قديم يتكرّر مع كلّ أزمة تعصف بالمشروع الوطني الفلسطيني وآمال الدولة الفلسطينيّة المنشودة، وتلقي بظلالها على الواقع الإقليمي.. حتى إن جيلا كاملا، من الأردنيين، ارتبط وعيُه الوطني، منذ نشأته الأولى، بأحاديث وهواجس عديدة عن أخطار ''الخيار الأردني'' ومراميه، والمؤامرات الهادفة إلى تصفية القضيّة الفلسطينيّة، ومع ذلك، استمرّ الأردن، وبقي قويّا منيعا، راسخ الهويّة، وأثبت قدرة ملفتة على تجاوز الأزمات والمفاصل التاريخيّة.. والأهم: إنه برهن أن قوانين الجغرافيا السياسيّة، ليست كما يراها بعض المُنَظـِّرين، وإنما هي محكومة، قبلا، باعتبارات الإرادة الوطنيّة والدور والرسالة.

وبالرغم من هذه الحقيقة، فإن ''أنصار الخيار الأردني''، موجودون، وفاعلون، سواء في الأوساط الإسرائيليّة، أو في بعض الأوساط الإقليميّة، أو حتى بين ظهرانينا، هنا، في الأردن. وهو ما أشار إليه، صراحة، جلالة الملك عبدالله الثاني، في خطابه التاريخي، بالذكرى الأربعين لمعركة الكرامة، عندما قال، ما نصّه: '' هناك دائما من لا يريد الخير لهذا الوطن، سواء من الخارج أو من الداخل، ومن الواجب أن نكون دائما، على أعلى درجات الوعي، والشعور بالمسؤولية، والاستعداد للتصدي لأي خطر أو محاولة، للعبث بأمن هذا الوطن أو استقراره''.

هذا الحديث الملكي، كان قبل أقلّ من عام، من هذه اللحظة. وتحديدا في 20/3/2008م، عندما خاطب الملك جيشه والأردنيين والعالم كله، من بلدة الكرامة، وفي ذكرى معركة الكرامة، متحدّثا عن الدروس الواجب استخلاصها من المعركة الخالدة، والتي تصدّى فيها الجيش العربي الأردني، لآلة العنف الإسرائيليّة، التي سعت، آنذاك، لفرض خياراتها السياسيّة على حساب الأردن، إثر الهزيمة الكارثيّة، عام 1967م.

ولعلّ الدرس الأبرز الذي نصّ عليه الخطاب الملكي، هو ما يجدر التذكير به الآن، مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وما يحمله من مشاريع سياسيّة تهدف لتصفية القضيّة الفلسطينيّة.. وللأهميّة، لا بدّ من هذا الاقتباس من الخطاب الملكي، ونصّه: ''والدرس التاريخي المستفاد من هذه المعركة، والذي يجب أن يفهمه العالم، وأطراف الصراع في القضية الفلسطينية، أن الحل وتسوية هذه القضية، لا يمكن أن يكون بالحروب، ولا بفرض أي حل بالقوة، وأن الحلّ لا يكون إلا بإعادة الحقوق إلى أصحابها، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني، بإقامة دولته المستقلة على الأرض الفلسطينية''.

هو، إذن، درسٌ، مستفاد من معركة؛ معركة حقيقيّة عسكريّة، تجابهت فيها إرادتان: إرادة الغازي المنتصر على كلّ الجيوش العربيّة، قبل ذاك اليوم بأشهر قليلة، والساعي لترجمة النصر العسكري المدويّ إلى انتصار سياسي على حساب الأردن؛ وفي المقابل، إرادة الأردن، وقيادته وجيشه، المتمسّكة بالحقوق التاريخيّة، وبهويّة الأردن واستقلاله.. وقد انتصرت إرادة الأردن، عسكريّا، في ملحمة تاريخيّة خالدة، وسياسيّا، في وقفة ثابتة مبدئيّة، واعية لأهداف العدوان. وهو نصرٌ صار جزءا من التاريخ العسكري، ودرسا مهمّا من دروسه، برغم تفوّق العدوّ ونظريّاته القتاليّة وعجرفة جنرالاته.

هذا الشاهد، الحيّ، من التاريخ القريب، يؤكد أن الأردن أقوى من المؤامرات والاستهدافات. وهو قادر على مجابهتها وهزيمتها؛ سياسيّا، وأيضا عسكريّا. ولكن ذلك لا يعني، ولا يجوز أن يعني أن الاستهداف غير قائم، وأن المؤامرة ليست موجودة من الأساس. بل من الواجب الوعي لحقيقة الاستهداف، وأنصاره، والجهود الداعمة له، وكلّ تطوّر ممكن أن يؤدّي إليه أو يفرضه.. وفي المقابل لا بدّ من جهود مضادّة وحراك سياسي دؤوب وتعبئة شعبيّة وإعلاميّة لمواجهة أسوأ الاحتمالات، إقليميّا.

''الخيار الأردني''، له تعريف وحيد حصري في القاموس الأردني، وهو: ''الخيار الإسرائيلي الذي يرى أن الحلّ، هو: على حساب الأردن''. وهذا الخيار مرفوض أردنيّا، جملة وتفصيلا. وضمانات الأردن عديدة للتصدّي له. والضمانة الأولى والأقوى، هي: جلالة الملك عبدالله الثاني، والذي عبّر عن موقف مبدئي، لا يمكن التزحزح عنه، تجاه هذه القضيّة.. وبذلك، فالخيار الأردني، هو من ناحية: وَهمٌ، لا يمكن أن يتحقق، بحكم الوقفة الأردنيّة وقوّة الدولة؛ ولكنه، من الناحية الأخرى: برنامج قائم وحثيث وهناك من يسعى إلى تحقيقه دون كلل أو ملل. والمطلوب لمجابهته، هو المزيد من الثقة بالنفس وبالدولة وقدرتها، وأيضا: بالمزيد من الوعي والمتابعة والجهود.

abdromman@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :