facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"من ضربك على خدك الأيمن" .. كيف سترد؟؟


شريف دحابرة
12-09-2017 03:36 PM

من تعاليم السيد المسيح في الكتاب المقدس، أنجيل لوقا (29:6): "من ضربك على خدك فأعرض له الأخر ، ومن اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ".

ليس خفي على أحد أن هذا القول والذي يجسد قيم التسامح والعفو عن الآخر لهو غريب عن النفس البشرية وصعب التطبيق والمنال وهنا تكمن صعوبة أن يكون الإنسان مسيحيا حقيقيا حيث تطلب منه تعاليم دينه، التسامي عن غريزة حب الانتقام ويأمره بحب الآخر وبالأخص العدو لأن محبة القريب هي تحصيل حاصل لا فضيلة فيه.

اما بخصوص ما هو حاصل في هذه الأيام ضد غبطة البطريرك ثيوفلوس الثالث جزيل الوقار وبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، فإن التزامهم وتقيدهم بتعاليم السيد المسيح بكل ما يتعلق بالحملة الإعلامية الغوغائية المدارة ضدهم من قبل نفر قليل على الساحة الإعلامية، قد زاد عن الحد الذي تستطيع النفس البشرية احتماله.

وأن من على علم ودراية بحقيقة الأمور بات غير قادر على تحمل القذف والشتم والأقوال النابية التي سمح مروجي هذه الحملة لأنفسهم استعمالها. والأنكا من ذلك أنهم وبدون خجل وبشكل مستفز يستعملون أقوالا للسيد المسيح خلال حملتهم هذه والمسيحية منهم براء. إن التزام البطريركية الصمت والردود الرزينة والقليلة، هو ما يتوقع من مؤسسة دينية عريقة تخدم رسالة السيد المسيح منذ أكثر من عشرين قرن, ولكن ان الأوان أن تغير البطريركية في سياساتها ونهجها تجاه هؤلاء وأن تحفظ لنفسها حقوق الرد بما يؤلم ويكشف مروجي الحملة الإعلامية ضدها على حقيقتهم، إن صمت البطريركية بالرد على الحملة الغوغاء والكاذبة ضدها فتح المجال لمروجيها التمادي في الهجوم، وسمح لهؤلاء من ذوي الأجندات الخاصة التمادي في حملتهم فلم تسلم منها اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس المسيحية أو السلطة الوطنية الفلسطينية وحتى المملكة الأردنية الهاشمية  صاحبة الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في الاراضي المقدسة .

 ان بعض من ركبوا الموجة ويقودون الحملة المحمومة استغلوها لحسابات ومصالح شخصية ظاهرة وجلية لهم أو لمموليهم، فإما لهم مطامع مادية في البطريركية وأملاكها وأما لمفعليهم ومموليهم اطماع في مناصب معينة يتبوؤها حاليا أشخاص لم يسلموا من هذه الحملة والأدلة على ذلك كثيرة. وقد زاد هذا التمادي المحموم ليطال اصحاب القداسة والغبطة والنيافة رؤساء الكنائس الأخرى في القدس الشريف وذلك انتقاما منهم لتوقيعهم على البيان المشترك لرؤساء الكنائس في أعقاب قرار المحكمة المركزية الصهيونية بخصوص عقارات البطريركية في باب الخليل بالقدس كون هذا البيان يتعارض مع حملتهم الهوجاء ويعريها. 

إن لبعض مروجي الحملة ضد البطريركية (ممن يكتبون المقالات في الصحف وعلى وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وينصبون أنفسهم وطنيون بامتياز ويحاولون رفع شأنهم ومركزهم الاجتماعي من خلال حملتهم على البطريركية) تاريخا غير مشرفا وفي الماضي غير بعيد نشرت بحقهم بيانات وكتبت عنهم الجرائد بقضايا فساد ومنهم من يستعملون أملاك البطريركية ويسلبونها بطرق شتى. وكل هذه المعلومات من المفروض انها متوفرة لدى البطريركية. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تصمت البطريركية ولا تكشف حقيقتهم على الملأ ؟! من إين للبطريركية القدرة على تحمل الكذب والنفاق وتشويه السمعة الذي أتخذه هؤلاء غاية وهدفا لهم، كيف تصمت البطريركية وفي جعبتها المعلومات الكافية والوافية للقضاء اعلاميا على عدد لا يستهان به من مروجي الحملة !! ناهيك عن أن صمتها وسكوتها يعود بالضرر على المسيحيين جميعا وعن وجودهم في الشرق ويفصلهم عن مجتمعهم العربي حيث ان كيل التهم الكاذبة جزافاً ضد الرئاسات الروحية المسيحية وحتى لو كان أغلب من يروج لهذه التهم من المسيحيين أنفسهم، يعود بالضرر على المسيحيين جميعا.

لذلك نقولها وبكل صراحة، إذا استمرت البطريركية بنهجها الالتزام والتقيد بقول السيد المسيح الذي افتتحنا به مقالنا هذا، فلن يكون لنا مفر إلا أن نقوم نحن بمتابعة ملف كل واحد من مروجي هذه الحملة الإعلامية الغوغاء وفضح تاريخه وماضيه وحاضره غير المشرف حيث لا يعقل أن تترك البطريركية الساحة الإعلامية لذوي الأجندات والفاسدين والمتسلقين ممن يعتلون المنصات الإعلامية لأهداف ومارب شخصية. ومع احترامي وانصياعي لتعاليم السيد المسيح الا أنه يحب ان نقرر بخصوص هؤلاء، العمل بنهج اخر وحتى ان كان مخالفا لتعاليم السيد المسيح له المجد، والنهج هو "من ضربك على خدك الأيمن فافتح عليه أبواب جهنم ".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :