facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تركيا والكيان الكردي في كل من العراق وسورية


اللواء المتقاعد مروان العمد
16-10-2017 07:58 PM

تحدثت في مقال سابق بعنوان هل نحن على ابواب حرب اقليمية او حرب بالوكالة وذلك بناء على تداعيات ما يجري في اقليم كردستان العراق. وقد تحدثت عن ردود فعل الحكومة العراقية والإيرانية على نتائج هذا الاستفتاء والاحتمالات المتعلقة بالمستقبل.

ثم تحدثت باختصار عن الموقف التركي من هذا الامر والذي تمثل بتهديدات بإغلاق الحدود ومنع الطيران واغلاق انبوب النفط المار من الاقليم الى ميناء جيهان التركي والاستعداد للتدخل العسكري اذا تطلب الامر ذلك . وان تركيا لم تقم بتنفيذ اي من تهديداتها تلك لغاية الآن ذلك سوف يعني خسارتها عشرات المليارات من الدولارات نتيجة تبادلاتها التجارية مع هذا الاقليم وكعوائد لمرور النفط من اراضيها . ولأن عينها على ما يجري في سورية والكيان الكردي الذي اخذ يتبلور هناك . وعن ذلك سيكون حديثي اليوم.

وبالرغم من ان أردوغان قد اختصر الدور التركي بشخصه الا انني لن اتحدث عنه وسوف اقصر حديثي عن تركيا.

وفي البداية لابد من القول ان تركيا ومنذ اندلاع الربيع العربي في سوريا وجدت نفسها متورطة في هذا الربيع او انها هي مع آخرين قد ورطوا سورية في هذا الربيع . ولقد كان هدف تركيا من ذلك اولاً تصفيه الحساب مع النظام السوري لأنه لطالما ما كان داعماً لعدو تركيا الرئيسي حزب العمال الكردستاني بالرغم من تخلي النظام في سورية عن هذا الحزب في وقت لاحق اثر التهديد التركي باجتياح الحدود السورية.

اما الهدف الثاني فقد كان سعي تركيا بالتوافق مع قوى اقليميه ومحليه على انشاء نظام اسلامي معتدل في سورية وفي بقيه دول الربيع العربي وهي تونس ومصر وليبيا واليمن . في محاكاه للإسلام السياسي المعتدل في تركيا.

ولهذا كانت تركيا من ابرز الدول التي ساندت الاحداث في سورية ودعمتها حتى بعد ان تحولت الى مواجهات مسلحه مع قوات النظام حيث قامت بدعم قوات الجيش الحر ومختلف التنظيمات المسلحة التي ظهرت في سورية وخاصه ذات الخلفية الإسلامية . ثم تطور الأمر الى دعمها حتى للتنظيمات الإرهابية في سبيل اسقاط النظام في سورية.

الا ان تطورات على الارض السورية ادى الى تحولات جذريه في المواقف التركية في سوريا . وكانت بداية التحولات هذه عندما قامت داعش بمهاجمه مدينة كوباني ( عين العرب ) الكردية واحتلال قسم منها . حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم وحدات حمايه الشعب الكردي (YPG ) في الدفاع عن هذه المدينة الى ان استطاعوا استردادها من تنظيم داعش وطردهم من محيطها.

ووحدات حمايه الشعب الكردي هي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي ( PYD )والمتهم من تركيا بأنه امتداد لحزب العمال الكردستاني (YPG ) وتعتبر تركيا ان هذه التشكيلات ارهابيه وتستهدف امنها الداخلي.

وبعد ان تبين للولايات المتحدة الأمريكية مدى صلابه وحدات حمايه الشعب الكردي فقد عملت على زياده دعمها لها وساهمت في تأسيس قوات سورية الديمقراطية والتي تعتبر وحدات حمايه الشعب الكردي العنصر الاساسي فيها كما ضمت هذه القوات مليشيات عربية وسريانيه وأرمنية وتركمانيه ويقودها العقيد طلال سلو التركماني الاصل ويرمز لهذه القوات باسم قسد . وجاء دعم الولايات المتحدة الأمريكية لها بحجه الاستعانة بها لطرد تنظيم داعش وتنظيم النصرة من منطقه الجزيرة السورية والشريط الحدودي التركي السوري. كما قامت بدعم هذه القوات عندما اجتازت نهر الفرات الى الضفة الغربية منه حيث توجد مدينة منبج والتي كان تنظيم داعش يسيطر عليها ويسيطر على منطقه واسعه على الحدود التركية يمتد من مدينة جرابلس والى منبج ومدينة الباب بما فيها من عشرات القرى ولم تكن تركيا تعترض على ذلك ولا تتصدى لتنظيم داعش. ولكن وبعد ان استولت قوات سورية الديمقراطية على مدينة منبج واعلنت عزمها التوجه الى مدينة جرابلس على الحدود التركية ، ثم الباب لتطهيرهما من داعش ، أحست تركيا بالخطر الحقيقي من هذه العملية ومن سيطرة هذه القوات على مناطقها الحدودية مع سورية . وكان ذلك وراء التغيير الاساسي في المواقف التركية حيث بدأت بأن طبّعت علاقتها مع اسرائيل ثم طبّعت علاقتها مع روسيا واقامت علاقات مع ايران والتي هي تتحكم في حكومة العراق بهدف تشكيل طوق يحيط بمناطق الاكراد مكون من تركيا وايران والعراق . ولتضمن تحيد الموقف الروسي بعد ان شعرت ان الموقف الامريكي قد ابتعد عنها.

وكانت الخطوة الاولى لتركيا هي اجتياز الحدود السورية بقواتها المسلحة بدعم من تنظيمات مسلحة سورية بعضها من اصل تركماني وبعضها من عناصر الجيش الحر وبعمليه اطلقت عليها درع الفرات. وقامت باحتلال مدينة جرابلس ثم الباب مع اختفاء عناصر داعش من امامها كما هي العادة. ثم اخذت تتجه الى مدينة منبج لطرد قوات سورية الديمقراطية منها الا ان القوات الأمريكية اتخذت لها مواقع عسكريه ما بين القوات التركية وقوات سورية الديمقراطية مما حال دون تمكن تركيا من دخولها ولكنها اعلنت عن عزمها الاستمرار في البقاء في الاماكن التي استولت عليها من الاراضي السورية لمواجهه الخطر الكردي.

وكانت الخطوة التالية لتركيا هي التنسيق مع روسيا وايران لإيجاد مناطق تهدئة داخل سورية كانت تنتهي بوقوع مناطق سيطرة المعارضة السورية بأيدي قوات النظام وانتقال مقاتلي المعارضة السورية بما فيهم تنظيم النصرة وذويهم الى منطقه ادلب . وعناصر داعش الى منطقه الجزيرة ودير الزور . وبهذا اصبحت مدينة ادلب يطلق علها انها دولة تنظيم النصرة والتي سيطرت على معظم مناطقها بما فيها معبر باب الهوى الموصل الى تركيا دون اي معارضة تركية . في حين انها تخلت عن دعمها لباقي قوات المعارضة السورية مما جعلها فريسة سهلة لقوات النظام وحلفائه من التنظيمات الشيعية والدعم الروسي الايراني.

هذا وقد حاولت تركيا ان تفرض نفسها كبديل لقوات سورية الديمقراطية لتحرير الرقة عاصمه تنظيم داعش، الا ان محاولتها هذه فشلت وقامت الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف بدعم قوات سورية الديمقراطية لاقتحام الرقة وتخليصها من داعش . وهذا الموقف زاد من مخاوف تركيا من تنامي قوه وسيطرة اكراد سوريا وخاصه حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب الكردي المصنفان من قبلها بأنهما ارهابيان. وخاصه بعد ان دعم التحالف قوات سورية الديمقراطية باجتياح محافظه دير الزور وبنفس الوقت تحركت قوات النظام السوري الى هذه المنطقة ضمن اتفاق ضمني بأن تتوقف قوات النظام عند ضفة نهر الفرات الغربية وان تتمدد قوات سورية الديمقراطية على الضفة الشرقية للنهر وباتجاه الحدود العراقية مما يمكن هذه القوات من التواصل مع اقليم كردستان العراق. واصبح هناك سباق محموم ما بين قوات النظام وقوات سورية الديمقراطية للسيطرة على الارض بهذه المنطقة وقد قامت قوات النظام بعدم الالتزام بالاتفاق الضمني بعدم اجتياز نهر الفرات وقامت باجتيازه بهدف الوصول للحدود العراقية قبل جيش سورية الديمقراطية والتي كان يكبلها حسم معركة الرقة. ولذلك قامت قوات التحالف بغض النظر عن عناصر داعش الفارين من المعارك في العراق للوصول الى محافظه دير الزور دون القيام بمحاولة عرقلتها وقصفها وذلك بهدف عقلة محاولة قوات النظام لحسم معركة دير الزور لحين حسم معركة الرقة . ولذلك قامت قوات التحالف بتقديم المزيد من الدعم العسكري والتغطية الجوية لقوات سورية الديمقراطية من سلاح ودعم الجوي. وساعدت بالوصول الى تفاهم مع أعضاء تنظيم داعش السوريين في الرقة بالخروج منها مع عائلاتهم دون ان تحدد مصيرهم وكيفية التعامل معهم . فيما خيرت الاجانب ما بين الاستسلام او القتل مما جعل موضوع حسم معركة الرقة موضوع ساعات وتصبح في يد قوات سورية الديمقراطية التي سبق وان اعلنت عدم نيتها الانسحاب منها لتكون جزءاً من مناطق نفوذها مستقبلاً.

ولنعد الى موضوعنا الاساسي وهو زيادة مخاوف تركيا من كيان كردي في سورية لأن في هذا الكيان خطر عليها بذتها ، بينما في العراق يتوزع هذا الخطر على الدول الثلاث المحيطة بهذا الاقليم وبالإمكان ان تقوم ايران والعراق وميلشياتهما بهذه المهمة بالإضافة الى تركمان العراق الذين اعلنوا النفير العام في كركوك.

ولهذا استغلت تركيا استحداث منطقه خفض التوتر في محافظه ادلب لتعلن ان قواتها بالاشتراك مع قوات درع الفرات وتنظيمات المعارضة في المحافظة سيعملون على محاربه تنظيم النصرة والقضاء عليه . وعلى إثر ذلك اخذت تحشد المزيد من قواتها على حدود المحافظة. وبطريقه مفاجئة اعلنت تركيا ان اعضاء تنظيم النصرة السوريين قد انحازوا اليها وانه لم يبقى الا القضاء على اعضاء هذا التنظيم الاجانب . ثم بدأت القوات التركية تدخل محافظه ادلب ولكنها حشدت هذه القوات في المناطق المحاذية لمناطق الاكراد وخاصه منطقه عفرين التابعة لمحافظه حلب والتي معظم سكانها والبالغ عددهم حوالي نصف مليون مواطن من الاكراد . واعلنت تركيا ان تواجدها في ادلب هو لمواجهه خطر التمدد الكردي بعد ان اسقطت من حساباتها تنظيم النصرة والنظام بدمشق.

كما اعلن احد قاده التنظيمات السورية الموالية لتركيا في ادلب ان الخطر الحقيقي على سوريا هو تنظيم حزب العمال الكردستاني الذي انسل عدد من اعضائه الى سورية وكافه التشكيلات الكردية المتحالفة معه . اي ان الخطر لم يعد يتمثل بالإرهاب ولا بقوات النظام ولكن بالأكراد وتنظيماتهم . واعلنت تركيا ان الوحدات المسلحة التابعة لها في ادلب سوف تصبح من ضمن قوات درع الفرات بما فيها من انضم لها من تنظيم النصرة.

ولهذا فمن المتوقع ان تقوم قوات درع الفرات بتشكيلتها الموسعة هذه بمهاجمه اماكن تواجد قوات سورية الديمقراطية بالنيابة عن القوات التركية التي سوف تقدم الدعم والمساندة لها وربما التدخل المباشر في هذه المعارك اذا لزم الامر.

كما اعلنت تركيا وعلى لسان وزير خارجيتها ان تواجد القوات التركية في محافظه ادلب هو للأشراف على عمليه خفض التوتر فيها ولحمايتها من الأكراد وانها ستبقى في هذه المحافظة الى ان يزول الخطر الكردي عن هذه المنطقة وعن كامل مناطق حدودها وعن امنها الامر الذي لن يتحقق الا بعد القضاء على الوجود الكردي في سورية وهو الامر المستحيل . وهذا يعني احتلالاً حقيقياً و واقعياً لمحافظه ادلب بالإضافة للمناطق التي احتلتها سابقاً مما قد يشكل حصه تركيا من الكعكة السورية في حال الوصول الى تفاهمات فيها يتم توزيعها بموجبها على مختلف الاطراف المتصارعة فيها. ولتلتحق هذه المناطق بإقليم الإسكندريون كأراض تركية .

الايام القادمة سوف تأتي بالكثير من الاحداث والكثير من المعارك والاشتباكات في حرب ليست للقضاء على الارهاب ولكن في حرب تكريس الارهاب لخدمة اهداف كل المتورطين في الشأن العراقي والسوري . في معركة ليست على الارهاب ولكن في معركة بالإرهاب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :