facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ألف صفحة من يوميات عدنان ابو عوده


د. عاكف الزعبي
07-11-2017 01:32 PM

صداقة متأخرة جمعتني بالأستاذ عدنان ابو عوده. بدأت من مكالمة كريمة منه أطرى فيها على مقالات لي كتبتها عن العلاقات الاردنية الفلسطينية، وعن علاقاتنا المائية مع الشقيقة سوريا. من يومها الذي يعود الى مطلع عام 2013 وحتى اليوم التقيته مرات ثلاثا فقط ، وتهاتفنا اكثر منها بقليل ، ثم قرأت له كتابه المميز (اشكاليات السلام في الشرق الاوسط ، رؤية من الداخل ) الصادر عام 2000 حتى جمعنا اشهار كتاب يومياته في العاشر من الشهر الماضي ، الذي حضره لفيف من اعلى مستوى من المسؤولين السابقين ، وحشد كبير من ابرز العاملين في العمل العام والاعلام .

تقديري ليوميات "ابو السعيد" وكتابتي للتنويه بها يعود اولاً الى انها تقدم صورة حقيقية عن الكيفية التي كانت تدار فيها المصالح الاردنية العليا في ظروف حساسة امتدت لعقود كانت الانظمة العربية بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية تفتح قنوات اتصال في جميع الاتجاهات بينما لا تكف عن انتقاد الواقعية الأردنية. ويعود ثانياً لأنني وجدت في الرجل بعد ان عرفته ما سمعته عن سعة اطلاعه وتنور ثقافته وخبرته السياسية العالية. ولإيماني ثالثاً بضرورة ان يطلع عليها كل الذين يقرأون في بلدنا وبخاصة الباحثون منهم وجيل الشباب .

اول ما أود الاشارة اليه بخصوص اليوميات ان ما كان كتبه ابو السعيد بخط يده عن احداث هامة في تاريخ الاردن ومواقف رجال الحكم فيه وعلى رأسهم جلالة المرحوم الملك الحسين على مدى تسعة عشر عاماً (1970-1988) يمثل قيمة بحد ذاته نظراً لافتقاد وجود ارشيف وطني للدولة. فهي جزء هام من ذاكرة الاردن السياسية، وفي هذا تذكير لنا بضرورة المبادرة اليوم قبل الغد لتأسيس ارشيف وطني طال افتقادنا اليه.

يلي ذلك التأكيد على ان شيئاً مما ورد في اليوميات لم يكن بغير ذي قيمة. خاصة وان كل ما ورد فيها يمكن تصنيفه سراً من اسرار الدولة نظراً لغياب الشفافية عن الحياة الرسمية في الفترة التي كتبت فيها اليوميات ، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للمملكة ، التي طالما كانت هدفاً لهجوم الدعاية المتسلحة

بشعارات الصمود والممانعة والتي لا يرغب احد من اصحابها حتى اليوم في اخضاع مصادرها للدراسة والمراجعة .

يضاف الى ما سبق الاهمية الخاصة للفترة التي رصدتها اليوميات محلياً وخارجياً ، والتي احتشدت بالأحداث الهامه ، وتناولها صاحب اليوميات بالإشارة احياناً وبقليل من التفصيل احياناً اخرى . حيث اشتملت تلك الفترة على الاحداث الداخلية بين العامين 1970و1971، وحرب عام 1973 وتداعياتها، والعلاقة الاردنية الفلسطينية إثر قرار قمة الرباط عام 1974 بشرعية ووحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، والمصالحات الدؤوبة التي قادها الاردن بين مصر وسوريا والعراق، واتفاقية كامب ديفيد التي انفردت بها مصر بمباركة امريكية، ومشروع الرئيس ريغان 1982 بشأن الصراع العربي الفلسطيني الاسرائيلي، والحرب العراقية الإيرانية. وقرار فك الارتباط مع الضفة الغربية عام 1988، ، ونضوب العملة الصعبة واخفاء الحكومة للمشكلة عن جلالة الملك الى اللحظة الاخيرة وهو ما ادى الى انتفاضة 1989.

تبرز اليوميات على نحو لافت الدور العربي والاقليمي والدولي المميز للأردن. وطلب الوساطة الاردنية من قبل دول عربية لدى صانعي القرارات في امريكا واوروبا . وطلب الزعماء العرب الاستشارات السياسية من جلالة الحسين . ومرد ذلك شخصية الحسين وعلاقاته الدولية ، والاردن الجيوسياسي ، وعلاقة الاردن بالقضية الفلسطينية . وخلال رحلة التدوين كان واضحاً ان الحكومات في السابق كانت تمتلك نصيباً من الولاية العامة في الشأن الداخلي اكبر بكثير مما تملكه الحكومات اليوم . بل كان لها ايضاً نصيب في الشأن الخارجي وهو ما تفتقده اليوم تماماً .

طبيعة المواضيع التي دونها صاحب اليوميات ، وتعليقاته عليها ، والصيغ التي كتبت بها ، لا تدع مجالاً للشك حول تميز شخصية الرجل . فقد كانت في معظمها تنم عن ثقافة مدنية ليبرالية ورؤية سياسية، بالإضافة الى خلفية تكنوقراطية عالية المستوى اعلامياً وامنياً .

ليتنا نقرأ في قادم الايام اراء وتوضيحات واضافات تلقي على اليوميات والاحداث التي اشارت اليها مزيداً من الإضاءة . خاصة من زملاء صاحب اليوميات في المسؤولية، وممن وردت اسماؤهم في اليوميات، ومن الباحثين في امور السياسة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :