عمون - أخطأ النائب السابق محمود الخرابشة وأخطأت وزارة التنمية الاجتماعية وأخطأت الفتاة أيضا.

المجتمع الاردني ليس متهما حتى ينفعل الخرابشة، ويغادر حلقة تتحدث عن التحرش في المجتمعات العربية لصالح تلفزيون دوتشيه فيليه الالماني التي سجلها في حدائق الملك عبدالله مؤخرا.

لم تكد الفتاة تتحدث عما قالت إنها مرت به حتى بدأ هجومه عليها. كان عليه أن يكون أكثر هدوءا.

النائب الأسبق محمود الخرابشة رجل أمن يملك مهارة فذة في استدراج رواية الفتاة، كان عليه أن يتقصى منها ويتحقق. هنا يمكن ان تظهر عشرات العيوب فيما تقوله. لكنه انفعل وغادر.

وهو أيضا محام يعرف خريطة الطريق القانونية التي على الفتاة ان تسلكها لتقتص من المتحرش. وهكذا سيعرف منها الثغرات التي سمحت للمتحرش أن يفلت من العقاب.

مجتمعنا ليس متهما حتى نتعامل مع اتهامات الفتاة بكل هذه العصبية.

يتشنج البعض في ردود فعله على اي اتهام شبيه، حتى لكأنه يشارك من يتهمون في وضع المجتمع بقفص الاتهام.

أراد تلفزيون دوتشيه فيليه نقل الحديث المشتعل عالميا عن التحرش الى الشارع العربي.

في هذه الحلقة التي ستبث الثلاثاء تحقق له ذلك، بضمان ردود فعلنا المتسرعة.

"القانون نفسه لا يردع المتحرش". هذه جملة بدأت بها الفتاة قولها ستدحضها المحاكم الاردنية.

بالتأكيد لسنا في مجتمع ملائكي. والمحاكم الأردنية تشهد مرة أخرى على ذلك، لكن هذا أمر، وأن يظهر المجتمع الاردني كما وكأنه منفلت لا ضابط له، كما حاولت الفتاة تصويره أمر آخر. هنا ارتكبت الفتاة خطأ فادحا.

كما كل المجتمعات ستجد لدينا ما لديها من أمراض. على أن السؤال في التالي: هل يفلت المتحرش من العقاب لو أن الفتاة اتبعت ما عليها اتباعه لمقاضاته؟ بالطبع لا.

أما وزارة التنمية الاجتماعية فقد تعاملت مع تلفزيون دوتشيه فيليه بعقلية تعاملنا مع "الافرنجي". لقد مررت له ما يريد من الفعالية رغم انها لم تحصل على الموافقات المطلوبة، ودون علم هيئة الاعلام.

"عمون" تنشر الحلقة الكاملة التي تحدثت عن أبناء الاردنيات وحقوقهم وعن التحرش في الاردن.