facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العمل السياسي في الكرك .. ماض مشع وواقع باهت


24-11-2017 01:16 PM

عمون – محمد الخوالدة - كانت الكرك معقلاً من أهم معاقل العمل السياسي المؤثر في المملكة.

غالبا ما كانت الكرك المحرك الاول للكثير من الحراكات السياسية على الصعيد الوطني وفي أكثر من مجال، بحيث كانت تشكل موجها للقرار السياسي الاردني الداخلي وحتى الخارجي احيانا، فمنذ القدم والكرك تعيش حياة حزبية متقدمة، حيث عرف اهل الكرك العمل الحزبي مبكرا ومنذ بدايات القرن الماضي.

ومن أقدم الاحزاب السياسية التي تشكلت على ارض الكرك الحزب الشيوعي كحزب يساري، وهناك الكثير من رموز هذا الحزب الذين اثروا الحياة السياسية في الاردن نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المرحوم الدكتور يعقوب زيادين الكركي الذي انتخب عن دائرة القدس الانتخابية لعضوية مجلس النواب الاردني في خمسينيات القرن الماضي.

وهنا نشير إلى ما كان من وجود فاعل للمراة الكركية في هذا الحزب فطالما شاركن في التظاهرات السياسية التي شهدتها المملكة في خمسينيات القرن الماضي ، يلي الحزب الشيوعي حزب البعث وهو حزب قومي استقطب ولازال غالبية كبيرة من ابناء الكرك خاصة المتعلمين منهم ، ويلي هذين الحزبين جماعة (الاخوان المسلمون) قبل ان ياخذوا تاليا مسمى حزب جبهة العمل الاسلامي، وكان هناك ايضا حزب التحرير الاسلامي.

بعد عودة الحياة السياسية للاردن في العام 89 19 تشكلت احزاب اخرى والمتعارف عليها باسم الاحزاب الوسطية، وهي احزاب وطنية المنشأ، وحتى الحزبان الاسبقان الحزب الشيوعي وحزب البعث انقسما إلى اكثر من فصيل، ومن ثم توالدت احزاب كثيرة ولجميع هذه الاحزاب وجودها في الكرك ، والملاحظ ان الكثير من الامناء العامين للاحزاب السياسية القائمة على الساحة الوطنية حاليا هم من ابناء محافظة مايعطي مؤشرا على اصالة وعمق الحياة السياسية والحزبية في الكرك ، وبحيث يمكن القول انه لازال للكرك ريادتها في تحديد ملامح الخريطة السياسية للاردن.

تعود جذور الحياة السياسية في الكرك إلى فترة الحكم العثماني فقد شهدت الكرك اول ثورة ضد الاتراك العثمانيين في العام 1910 ، ثورة قدم فيها ابناء الكرك العديد من الرجالات على مذبح الحرية ، ولعل ابرز احداث تلك الثورة المذبحة التي ارتكبها الاتراك في بلدة العراق جنوب غرب الكرك والتي قدمت زهاء 100 قتيل ، وتتوالى تداعيات هذه الثورة حيث اعدم الاتراك من فوق ابراج واسوار قلعة الكرك او على المقصلة في دمشق الكثير من ابرز رجالات الكرك، ويشار هنا إلى انه كان هناك انقسام واضح في الرؤيا حيال الوجود العثماني في المنطقة خاصة بعد تحالف رجالات الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي ضد الاتراك والتي كان لابناء الكرك دورا اساسيا في نجاحها مع الانجليز، وقد تمثل الانقسام الذي اشرنا اليه مابين مؤيدين للتحالف مع بريطانيا ضد الاتراك وآخرين موالين لهم.

وتتدرج الحياة السياسية والحزبية في منطقة الكرك وصولا إلى ايامنا هذه حيث تعج الكرك بالنشاط السياسي وقد كان لحزبيي الكرك ونشطائها السياسين دور محرك في الكثير من الحركات التي تنادي بالاصلاح فالاكثر من مرة كانت الكرك المحرك لنشاطات مماثلة في مناطق المملكة الاخرى سواء على صعيد المطالبة بالاصلاح وانتقاد اداء الحكومات والمجالس النيابية او على صعيد الانتصار لقضايا الامة, كما ان لها دور بارز في مجال منحنى الحياة الديمقراطية والحزبية والنقابية والعمالية.

والان ورغم تراجع زخمها السياسي المؤثر على الصعيد الوطني لاتزال الكرك واحدة من اكثر مناطق المملكة حرصا على ادامة الحراك باتجاه تحقيق المطالب الاصلاحية المطروحة على الساحة الاردنية وقد اخذ نشطائها السياسيين على عاتقهم ادامة حراكهم لتحقيق تلك المطالب ، بيد ان الملاحظ ان هذا الحراك لم يستطع رغم مرور اشهر على بدئه ان يستقطب اكثرية الشارع الكركي ، اضافة إلى ملاحظة وجود شرخ بين المنادين بالاصلاح على صعيد المحافظة ، اذ ورغم وحدة الهدف والغاية فقد اضحى الحراك حراكان وربما ثلاثة وبالتالي تفتت الجهود والقدرات وهذا ينعكس على قناعة الشارع الكركي في جدوى هذا الحراك ومصداقية القائمين عليه وقدرتهم على تحقيق الشعارات والمطالب العريضة التي يطرحونها ، ثم يلاحظ انكفاء حملة الفكر السياسي الذين يبدو انهم انسلخوا عن قضايا امتهم.

ويبدو ان الدور الرائد للكرك وما لها من اضاءات على الساحة السياسية الاردنية والتي ظلت ممتدة لاكثر من قرن بدا يشهد نوعا من التهميش في ضؤ تراجع دور قادة الفكر فيها وتشرذمهم في اكثر من منحنى . ، اذ وبعد ان كانت الكرك تألم وتتاثر لاي جرح يصيب أي قطر عربي نتيجة استهداف خارجي فقد كرس هؤلاء همهم بالشان الداخلي وان تناولوا قضايا الامة الاخرى كان ذلك على قلة وعلى استحياء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :