facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هذا شليلي أنفضه


د. محمد عبدالكريم الزيود
01-12-2017 05:12 PM

يحقُّ لكَ يا دولة الرئيس أن ترفع الأسعار، وأن تبشّرنا بأنّ السنوات عجاف، وأنّ الدنيا "محل" وجفاف ، حتى الشتاء قلّ منذ يوم أتيت ، أتذكر عدد الشهداء منذ تسلّمتَ الحكومة ،سأقول لكَ أنهم تعدّوا 30 شهيدا ، كم أصبح لتر البنزين والكاز في عهد حكومتكم ، كم عدد العاطلين عن العمل .. والآن تبشّرنا بأنّ رغيف الخبز آخر ما يستر جوع الفقراء في بلدي سترفعه ، وتسلّمنا للحيتان وتجار الكومسيونات والمقاولين وأصحاب الوكالات عرايا لا يسترنا شيء ، كم رفعتَ من الضرائب ، كم إرتفعتْ نسبة الجرائم في بلدنا ، كم أُغلق مصنعا وفلّس تاجر ، كم جفتْ مزرعة من العطش ولم يجد المزارع سوقا لمنتجاته إلا الشارع، أخبرنا كم زاد حجم الفساد في بلدنا ، وكم زاد عدد الحيتان والمقاولين عرابين مشاريع الحكومات، كم تراجع التعليم العام وجامعاتنا في التصنيف الدولي ، وأخبرنا كم صنعتَ قانونا يكتم كلامنا وحريتنا ، أبعدَ كل هذا العذاب والجوع والتضييق على الناس في أرزاقهم وطعامهم وعملهم ومائهم ومراعيهم ، أبعدَ كل هذا الوجع لا تريد للناس أن تصرخ ، عندما تدقنا شوكة نتألم ، وعندما نحزن نبكي ، أبعدَ كلّ هذا الضيق ماذا تريد لنا أن نقول : نسبّح بحمدك ونشكرك ونّلوح لك بأيادينا .
أخبرنا يا من أنتَ وفريقك الإقتصادي تعاملون الناس "بالآلة الحاسبة" ، وتنظرون لنا من خلف زجاج سياراتكم ،وعطور سكرتيراتكم ، أو من خلف شرفات بيوتكم ، هل لامستَ وجع الناس، هل نزلتَ يوما للشارع وشاهدتَ طوابير الواقفين أمام مكاتب البريد ينتظرون دنانير الراتب ، هل تعرف حجم وجع الأمهات وهنّ ينتظرن الدور في المستشفيات ، هل سألتَ يوما عن الشباب المحبطين المنتظرين دور التعيين في ديوان الخدمة ، هل دخلتَ محطة وقود في الشتاء وشاهدتَ طفلا يشتري كازا بنصف دينار ، هل مررتَ بالأسواق وتوقفتَ عند إمرأة تشتري لأطفالها لحما بدينار ، هل تشعر بقهر عسكري متقاعد لا يستطيع صباحا أن يؤمّن مصروف المدرسة لأولاده ، هل أفطرتَ يوما الخبز بالشاي ... هل ركبتَ "الكيا سيفيا" وقطعتك عن الدوام ... هل أنتَ ووزراؤك منّا ، هل تعيشون معنا في البلد ، أم أنتم من كوكب آخر ..
القرارات الإقتصادية يا دولة الرئيس لها ثمن أمني وليس مالي فقط ، أين يذهب الناس ، لمن يشكون .. لماذا الحل دائما جيوبهم ، أين عقل الدولة في إبداع الحلول ، أليس للدولة مجسات تقيس هذا الحنق والغضب ، فالناس تحب بلدها ، ونحن نحبّ بلدنا أكثر ونخاف عليه ، وعندما نكتب ونتكلّم فلإننا نخشى عليه ، وندفع أعمارنا ودمنا مخافة أن يمسّ لا سمح الله .
لم يبقَ شيء يخافوه الناس ، فاتقوا الله يا دولة الرئيس أنتَ وفريقك من الوزراء ومجلس نوابكم، وإعلم أنّك محاسب على قدر مسؤوليتك ، فالفقراء والجوعى والأرامل وشكوى الصامتين هو في رقبتك إلى يوم الدين، وتذكر أن التاريخ وذاكرة الناس لا تنسى ،وهذا "شليلي" أنفضه وأبرئ إلى الله منكم فالشكوى لغير الله مذلّة، وحمى الله الوطن المبتلى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :