عمون - لقمان إسكندر - أشغلت حكومة هاني الملقي نفسها طويلا وهي تبحث عن أسرار في أدراج "العلاقات عامة" تلمّع فيها وجهها في مرآة الأردنيين. ثم فشلت.

جاء إعلان واحد من واشنطن، فأعاد إنتاج الدفء بين الاردنيين بشتى تياراتهم، كما لا تستطيع فعله ألف شركة علاقات عامة. فهل يمكن أن تفرّق الحكومة ما وحّده "ترمب" بقلوب الاردنيين. تمضي في موازنتها المخيفة مثلا؟

بكبسة زر صنع إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترمب "بيت المقدس عاصمة للمحتل" العجائب في القلوب. لقد وحّد الأردنيين على قلب رجل واحد. إنها القدس.

في الحقيقة، لا علاقة للحكومة بتفاعلات "إعلان ترمب". تلك الماكينة الملكية. فماذا ستفعل الحكومة حيال ذلك؟

لقد صنع "الإعلان" ما لم يقدر على صناعته أحد من الناس في مزاج الأردنيين. وهذه زاوية محلية في "الإعلان".

المناخات التضامنية إيجابية في سماء المملكة، على أن الأردنيين يضعون أكفهم على صدورهم، خشية من تبذيرها، ومجددا "بكبسة زر".

قرار واحد فيتفرّق الجمع. نسي الأردني أو تناسى وجع جيبه. قال قلبه: "القدس أولى".

لكن ماذا سيفعل هذا الأردني لو اعتقدت الحكومة أنها تستطيع المرور من بين شقوق انشغاله بقضيته الأولى "فلسطين". ربما لن يفعل الكثير. لكنه سيتبعثر. وهذا ثمن باهظ.

من يخبر الملقي: أنْ ابحثْ في المغارات عن أي معجزة، ولا تعبث بما جمعه "ترمب" فينا. لقد افتقد الناس وحدتهم منذ سنوات. إننا نتوحد كما لم نفعل منذ سنوات.