هيومن رايتس: النضال من أجل الحقوق يؤتي ثماره
18-01-2018 11:48 AM
عمون- قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم في تقريرها العالمي 2018، الذي يستعرض أحداث العام الماضي، إن القادة السياسيين الراغبين في النضال من أجل مبادئ حقوق الإنسان أظهروا أنه يمكنهم وضع حد للخطط الشعبوية الاستبدادية. عندما تضافرت جهود هؤلاء القادة مع تحركات الجماهير والفاعلين نشطين من عدة خلفيات، أثبتوا أن صعود الحكومات المناهضة للحقوق ليس حتميا.
في "التقرير العالمي" الصادر في 643 صفحة، بنسخته الـ 28، تستعرض هيومن رايتس ووتش الممارسات الحقوقية في أكثر من 90 بلدا. في مقالته الافتتاحية، كتب المدير التنفيذي كينيث روث أن القادة السياسيين الذين تحلّوا بالإرادة للدفاع عن مبادئ حقوق الإنسان أظهروا أن من الممكن وضع حد للأجندات الشعبوية السلطوية. عندما تضافرت جهودهم مع تحركات الجماهير والفاعلين المتعددين، أثبتوا أن صعود الحكومات المناهضة للحقوق ليس حتميا.
قال روث: "أظهر العام الماضي أهمية صد التهديد الذي يمثله الغوغائيون وسياساتهم المسيئة. مع احتفالنا بالذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 2018، أفضل طريقة لتحقيق مبادئه هي الدفاع عنها بقوة ضد هؤلاء القادة الذين يسعون إلى تحقيق مصالح سياسية من خلال حرمان الفئات المهمشة من الحقوق المكفولة للجميع".
قال روث إن الغوغائيين استخدموا التفكك الاقتصادي وعدم المساواة الناجمين عن العولمة والتقدم التكنولوجي والخوف من التحولات الثقافية فى عالم متزايد الاتساع، وتهديد الهجمات الارهابية، لتغذية رُهاب الأجانب ورُهاب الإسلام. كما شنوا هجوما مباشرا على قيم الشمول والتسامح والاحترام التي تقع في صميم حقوق الإنسان. يسعى هؤلاء الشعبويون الاستبداديون إلى استبدال الديمقراطية - الحكومات المنتخبة التي تحدها الحقوق وسيادة القانون - بتفسيرهم لما تريده الأغلبية، بما يخدم مصالحهم.
وقال التقرير بأن الأردن الغى الأحكام التي تسمح للمغتصبين بالهرب من العقاب عن طريق الزواج من ضحاياهم.
وحذر روث من تراجع الحكومات التي قد تدافع عن حقوق الإنسان، بما فيها الولايات المتحدة، المملكة المتحدة المشغولة بخروجها من الاتحاد الأوروبي، والبلدان الأوروبية التي تتصدى لتأثير الشعبويين الكارهين للأجانب. خلّف تردد هذه الدول فراغا انتشرت فيه الفظائع الجماعية، في كثير من الأحيان دون رقابة، في بلدان مثل اليمن وسوريا وبورما وجنوب السودان.
قال روث: "الدرس الأساسي من العام الماضي هو أنه يمكن حماية حقوق الانسان من التحديات الشعبوية. ما نحتاج إليه هو الدفاع المبدئي بدلا من الاستسلام، دعوة للعمل لا صرخة يأس".