facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوم في غور الصافي (صور)


عيسى الحياري
04-02-2018 02:03 AM

قمت و عدد من الأعزاء ممن تعرفت إليهم في مجموعة أصدقاء عمون بزيارة إلى منطقة غور الصافي للوقوف على أحوال الفقراء بمبادرة إقترحها مدقق الحسابات "طارق فيصل"و قام بتلبيتها كل من "الدكتور بلال السكارنة" و المستشار المالي "سعيد الأزرق" و ذلك للوقوف على الأحوال التي يعيشها الفقراء في تلك المنطقة .
تجمعنا في منطقة خلدا في تمام الساعة السابعة و الربع صباح اليوم السبت الموافق ٠٣/٠٢/٢٠١٨ و ركبنا في حافلة صغيرة مستأجرة بواسطة "مؤسسة زهرة الخير" التي رافقنا منها المهندس "نعيم عبدالهادي" و المهندس "هشام الخريسات" و توجهنا فوراً إلى غور الصافي و برفقة شخصين آخرين هما المحامي "سرور العتوم" و الأستاذ "يوسف نصر الله" .
توقفنا في طريقنا في منطقة زوجة لوط في البحر الميت و ترجلنا من الحافلة و تناولنا وجبة الإفطار و التقطنا بعض الصور و عدنا إلى الحافلة و أكملنا طريقنا إلى غور الصافي .
كنت أعتقد بداية أن منطقة غور الصافي عبارة عن عدة مباني على طريق البحر الميت-العقبة لأتفاجأ بأنها مدينة مكتظة و مترامية الأطراف يقطنها عدد كبير و منازلها ممتدة من سفوح الجبال إلى السهل المنبسط !
وصلنا إلى المؤسسة الخيرية و كان في استقبالنا مديرها "محمد عيسى البوات" و عدد من المساهمين في أعمال هذه المؤسسة صعدنا إلى مقرها في الطابق الأول و تناولنا القهوة العربية في مكتب مديرها ثم توجهنا إلى غرفة الدعم التربوي حيث كانت تعج بالذكور و الإناث من مختلف طلاب الصفوف الأساسية و تم عرض ڤيديو يوضح الأعمال التي تقوم بها هذه المؤسسة .
ثم تم تعريفنا إلى عدد من انجازات المؤسسة كالآتي :
١-حضرنا درس شامل لتقوية اللغة الإنجليزية التي كان واضح خلالها أن الطلاب فعلاً يحتاجون إلى تلك الدروس ، و كان هنالك سيدة عرضت عدد من الأشغال اليدوية الرائعة و شرحت لنا كيف يتم تأمين المواد اللازمة لصنعها و كيف أنها تجد صعوبات جمة في محاولة تسويقها نظراً إلى بعد المسافة .
٢-قامت مهندسة من المنطقة بعرض دراسات جدوى اقتصادية لعدد من المشاريع الصغيرة و الكبيرة التي تؤمن للأسر الحياة الكريمة ، و كذلك قامت باحثة اجتماعية/تربوية بعرض نتائج دراسات و احوال العائلات و الحالات التي يقومون بمتابعتها من النواحي النفسية و المعيشية و المشاكل الاجتماعية و السلوكية لهم .
٣-نزلنا إلى مشغل خياطة تم شراء ماكناتها حديثاً و تم اطلاعنا على مشغولاتهم و كيف انهم سيتوسعون في المستقبل بعد نجاحهم في خياطة ملابس الطالبات "المريول" و تسويقه في غور الصافي و محاولاتهم المستمرة في بيعه في العاصمة عمان ، و أنهم سيقومون بالتوسع في المستقبل القريب لعدم وجود مكان لطاولة قص القماش و الطموح لتعزيز مهاراتهن بأخذ دورات متقدمة في الخياطة و التطريز و أنها تكلف مبالغ لا يقدرون عليها عدا عن كلفة التنقل من و إلى المنطقة .
٤– شاهدنا معدات نجارة متواضعة لم يتم استكمالها و هم بصدد فتح منجرة حين تأمين الاموال اللازمة لذلك و أنها ستؤمن طلبات المنطقة من أعمال النجارة و أنها ستساهم في تشغيل الأهالي و توفر إحتياجات أعمال الخير من المنجور .
٥-وجدنا بجانب المخزن عدد من مقاعد المرحاض و المغاسل حيث ذهلت عندما علمت أنها تبرعات بقصد استخدامها في بناء حمامات مشتركة بين عدة منازل حيث أن الكثير المنازل لا يوجد بداخلها أو حولها دورات مياه و أن كثيرين يضطرون للسير مسافات كبيرة لقضاء الحاجة أو وجود بيت خلال غير مسقوف أو محاط كما يجب !
٦-توجهنا بالحافلة إلى منزل تم استئجار الطابق السفلي منه و تهيئته ليكون رياضا للأطفال و أن المنطقة تحتاج لمثل هذا المشروع و انه لم يتم إلى الآن افتتاحه لعدم وجود الاثاث اللازم لذلك و أن الروضة ستكون بسعر رمزي فقط لتغطية تكاليفها التشغيلية .
٧-انتقلنا إلى منزل تم ترميمه بعد أن كان قد احترق بالكامل منذ عدة شهور و تعرفنا إلى قاطنيه و علمنا كيف أن هنالك عدة منازل يتم ترميمها بسبب انهيار اجزاء من أسقفها .
٨-في منزل قريب زرنا مشروع ناجح لمشتل منزلي و اطلعنا على شرح من سيدة المنزل عن قصتها و كيف أن المشروع يحتاج لوازم ضرورية لاستدامته و أن حرارة الطقس في الصيف و عدم تمكنها من تطويره .
٩- في بيتين متباعدين الأول به امرأة تخبز "الشراك" و لديها خلية عسل و الآخر على سفح جبل بيت نظيف جداً رغم تواضع المكان فيه ربة منزل زوجها مسجون بسبب قرض عجز عن سداده و تعيل أبناءها من خلال صناعة المعجنات المنزلية و محاولة تسويقها بسبب شح الطلب و لكن معنوياتها و اصرارها على المثابرة حتى تتمكن من تأمين لقمة العيش لها و لأولادها .
١٠-اتجهنا بعيداً بين المزارع إلى أن وصلنا إلى مزرعة مطلة على "سيل الحسا" مباشرة فيها امرأة طاعنة في السن لديها بعض رؤوس من الاغنام هم من يعيلونها من خلال تربيتها لهم و رعايتهم و الاستفادة من ألبانها و صوفها و مواليدها و لحمها .
١١- قرب المزرعة مكان يوجد فيه عدد من خلايا النحل التي تعتاش منه عدد من الاسر قامت المؤسسة بتأمينها و لوازمها قرب أشجار السدر ، حيث يتم قطف كميات من العسل المطلوب كغذاء و دواء من خارج المنطقة و بسعر في متناول المستهلكين .
١٢- قبل توجهنا إلى "بيت الضيافة" تم اصطحابنا إلى محل تعبئة مياه الشرب المعقمة كمشروع ضروري لتأمين مياه الشرب اللازمة و بسعر زهيد ٣٠ قرشاً لكل عشرين لتراً يغطي تكاليفه التشغيلية حيث لا مياه عذبة صالحة للشرب هنالك و نسبة ملوحتها عالية و ما زال بحاجة إلى زيادة قدرة انتاج كميات المياه التي تلبي احتياجات سكان المنطقة و المناطق المجاورة الذين لا يتمكنون من شراء هذه المياه من المحلات الأخرى .
بعد أن تناولنا وجبة الغداء استقللنا الحافلة و عدنا ادراجنا و قد حُمِّلنا من خيرات أراضي غور الصافي الكثير الكثير التي تضيع حقوق مزارعيها بين نقل و توزيع و كمسيونات !
في ملخص زيارتي و الأعزاء اليوم من الواجب أن ألفت عنايتكم إلى ما يلي :
١- المنطقة جيب من جيوب الفقر المدقع الواجب زيارتها بشكل دوري .
٢- فتح المشاريع و تأمين بنيتها التحتية لضمان استمرارها و استدامتها أهم من التبرع النقدي حيث أن معدل البطالة مرتفع هنالك .
٣- ضرورة تمكين المهن اليدوية بدورات لمواكبة التطور في المهن في المدن الرئيسية .
٤- هنالك فجوة حضارية و تعليمية في اتساع مستمر .
٥- ضرورة تشجيع منتجات المشاريع و إعطائها أولوية تسويقية و فتح قنوات توزيع لها .
طبعاً هنالك العديد و العديد من الملاحظات عن الزيارة لكن آثرت عدم التطرق لها كون التفاؤل بهمة الخيرين قد طغى على المشاهد التي تقطع الأفئدة و تترك أثراً عميقاً لعل و عسى أن تتحسن الأحوال هنالك من زيارة إلى أخرى .





  • 1 احمد يوسف نجيب نصر الله 04-02-2018 | 08:14 AM

    تقرير رائع و شامل و كامل من انسان رائع سعدنا برفقته جهود اهل الخير واضحة جدا و الفائدة مباشرة. مشاريع تحول المحتاج الى انسان منتج افكار بسيطة و لكنها عملية اخص بالشكر المهندس نعيم عبد الهادي و كذلك المهندس هشام خريسات. و الشكر موصول لكل من شارك في رحلة الخير امس


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :