عمون- نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً لمحرر الشؤون الطبية “دنيس كامبل” حول إلغاء المشافي البريطانية جراحات طارئة لمرضى السرطان والقلب وغيرها من الأمراض التي تهدد الحياة، على الرغم من أن أوامر المدراء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بعدم تأخيرها.

وتضيف الصحيفة في تقريرها الذي ترجمه “شرق وغرب” اللندني أنه تم الغاء عمليات بعض المرضى لعدة مرات، بالرغم من سوء صحتهم والحاجة الملحّة للجراحة، مضيفة أن عمليات أخرى تم إلغائها في اليوم الذي كان من المقرر أن تجرى فيه تلك العمليات.

وتشير الصحيفة إلى أن قادة من الأطباء وجمعية المرضى أعربوا عن قلقهم إزاء عمليات الإلغاء تلك. كما حذروا من أن المرضى في المراحل الحرجة للغاية، وقد يتعرضون للموت نتيجةً لذلك التأخير، وتساءلوا أيضًا فيما إذا كان بإمكان خدمات الصحة الوطنية أن تستمر بتوفير الرعاية الملائمة في الوقت المناسب على مدار العام.

وتلفت الصحيفة إلى أنه بحسب المشافي، فإن العرض المحدود الذي تقدمه هيئة الخدمات الصحية الوطنية من أسرّة العناية المشددة قد اضطرها لجعل الأولوية من نصيب مرضى الإنفلونزا المعرضين لخطر الموت قبل المرضى الآخرين الذي يحتاجون لجراحة، بمن فيهم المصابون بالسرطان واضطرابات القلب.

وتنوّه “الغارديان” إلى أن “أكثر من 190 شخصًا في المملكة المتحدة قد توفوا حتى الآن بسبب انتشار الانفلونزا هذا العام وهو الانتشار الأسوأ منذ 2009-2010 حيث تم إدخال آلاف من المرضى إلى المستشفى وغالبًا إلى وحدة العناية المشددة أو وحدة العناية الخاصة”.

وبحسب الصحيفة، “لقد اتخذت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في انجلترا خطوة غير مسبوقة للسماح للمستشفيات بإلغاء عشرات الآلاف من العمليات المخطط لها هذا الشتاء من أجل للحصول على المزيد من الأسرّة الفارغة، نظرًا للطلب الإضافي على العلاج. وقد أوضحت لهم في يومي 21 كانون الأول/ديسمبر و2 كانون الثاني/يناير بأن “عمليات السرطان والعمليات الحرجة يجب أن تتم كما هو مقرر”.

وتواصل الصحيفة: “مع ذلك، منذ بداية شهر كانون الأول/ديسمبر، تم إلغاء ما يصل الى 91 عملية لكل من مرضى السرطان أو الذين يعانون من اضطرابات في القلب أو تمدد في الأوعية الدموية ضمن الشريان الأبهر – أي انتفاخ في إحدى الأوعية الرئيسية في الجسم والذي إن لم يتم علاجه بسرعة، من الممكن أن ينفجر ويقتل المريض”.

وقالت راشيل باور، المديرة التنفيذية لجمعية المرضى: “إن هذا الانتشار الواضح للإلغاءات بدءًا من الجراحة الاختيارية وحتى العمليات الجراحية التي تهدد حياة المريض، يشير إلى أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية قد تكون بحالة أسوأ مما كنا نعتقد”، وفق الصحيفة.

وتواصل باور: “إذا كانت ضغوط الشتاء تفرض ضغطًا هائلًا على أسرّة العناية المشددة، فإن المرضى المصابين بأمراض خطيرة يتعرضّون لتأخير في علاجهم ومن الممكن أن يؤدي ذلك التأخير إلى وفيات يمكن تجنبها بشكل كلي، حيث يجب على الشخص أن يتساءل فيما إذا كان لدينا هيئة خدمات صحية وطنية قادرة على العمل على مدار السنة بأي شكل من الأشكال”، حسبما أفادت “الغارديان”.

وتشير الصحيفة إلى أن متحدث باسم “هيئة الخدمات الصحية الوطنية في انكلترا” قال بأن “لجنة الضغوط الطارئة الوطنية طلبت من المستشفيات تأجيل العمليات غير العاجلة لزيادة القدرة على التعامل مع ضغوط الشتاء. ومع ذلك، فإن القرارات التي تتعلق بإمكانية الاستمرار بعملية معينة يتم اتخاذها محليًا من قبل الأطباء مع أخذ منفعة المريض ومصلحته بعين الاعتبار”.

وتضيف الصحيفة أن المشافي الجامعية في شمال ميدلاندز، وهي مؤسسة الخدمات الصحة الوطنية التي تدير المشفى في (منطقة) “ستوك”، قد اضطرت إلى إلغاء نحو 50 عملية قلبية وما بين 20-25 عملية لمرضى السرطان منذ كانون الأول/ ديسمبر.

وتلفت الصحيفة إلى أنه “يتم إلغاء عدد صغير من العمليات العاجلة كل شهر في المستشفيات، ويكون السبب عادةً إما أن المريض بخير ولا يحتاج لإجراء عملية جراحية أو لأن المشفى يعاني من نقص في الأسرّة أو نقص في الموظفين وهذا يعني عدم إمكانية الاستمرار بالإجراء. وقد أشارت المشافي التي قامت بإلغاء أعداد كبيرة كهذه الحالات مؤخرًا إلى أن السبب الرئيسي هو عدم وجود أسرّة للعناية المشددة. وقد تم إلغاء ما يقدر بـ 55,000 عملية غير طارئة، مثل عمليات إزالة المياه البيضاء وعمليات الفتق في كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير نتيجة للقرارات التي أصدرتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية لمشافي انكلترا”.

وتفيد “الغارديان” أن مشافي برمنغهام الجامعية، والتي تعد إحدى أكبر المؤسسات التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، قامت بإلغاء 34 عملية لمرضى السرطان، 53 عملية قلب وأربعة عمليات لتمدد الأوعية الدموية للشريان الأبهر حتى الآن خلال هذا الشتاء.

(شرق وغرب اللندني)