facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الغوطة الشرقية وحقيقة وقف إطلاق النار


اللواء المتقاعد مروان العمد
07-03-2018 10:58 AM

منذ سنوات سيطرت فصائل المعارضة السورية على مناطق متعددة قريبة ومحيطة مدينة دمشق ومنها مناطق الغوطة. وقد استطاعت قوات النظام استرداد معظم هذه المناطق من قوات المعارضة باستثناء الغوطة الشرقية ومنطقه جوبر التي تعتبر حي من احياء دمشق والتي لا زالت تحت سيطرة قوات المعارضة وعلى الأخص تنظيم جيش الاسلام وفيلق الرحمن. كما تتواجد في المنطقة جبهة تحرير الشام وهي تحالف تنظيم النصرة مع التنظيمات الرافضة لمفاوضات السلام. كما ان هنالك تواجد لتنظيم احرار الشام وتنظيم الفسطاط واللذان كانا احياناً يتحالفان مع جبهة تحرير الشام واحياناً اخري يختلفان معها. وقد شهدت هذه المنطقة معارك كر وفر ما بين قوات النظام والمعارضة مما أوقع الكثير من الضحايا وخاصه بين المدنيين والحق بها دماراً كبيراً وشاملاً. وقد عُقدت عده اتفاقات لوقف أطلاق النيران في المنطقة وعلى فترات مختلفة ما بين النظام والمعارضة برعاية روسية ولكن لم يكن يجري الالتزام بها حتى ولو لبضع ساعات وسط دعوات دوليه على شبكات الأثير لوقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الى المنطقة. وأخيراً تم طرح اقتراح لفرض وقف لإطلاق النار في المنطقة لمده ثلاثون يوماً عن طريق مجلس الامن تم الاتفاق عليه بالإجماع بعد ان نُزع منه الدسم. وصدر القرار رقم ٢٤٠١ تاريخ ٢٤ /٢ /٢٠١٨ ولكن دون آليه لتنفيذه ومراقبه هذا التنفيذ .
ورغم اعلان المجتمع الدولي ترحيبه بالقرار وموافقه الأطراف السورية عليه الا ان تنفيذه لم يرى النور .
وهنا وقبل ان نقول لماذا لم يطبق هذا القرار فيجب ان نعرف فيما اذا كان هنالك من يريد تنفيذ هذا القرار سواء من الاطراف المتقاتلة في سوريه على اختلافها او من الاطراف الدولية المتداخلة بالشأن السوري والداعمة لأحد اطرافه .
واي نظره شامله على الوضع السوري فأننا سنجد انه لا يوجد طرف من هذه الاطراف له مصلحه بتطبيق وقف اطلاق النار هذا ، وذلك لأن لكل طرف مصالحه وحساباته الخاصة .
وسوف اتحدث عن مواقف الأطراف الرئيسية في هذا الموضوع بداية من الموقف الامريكي .
فقد فرضت اميركا نفسها كلاعب رئيسي في الاحداث السورية ان لم يكن كصانع رئيسي للأحداث . لكن على الارض فقد كانت تُمارس تدخلاتها عن طريق وكلاء من دول المنطقة من حيث التمويل والدعم وعن طريق تنظيمات سوريه داخليه من قوى المعارضة وحتى من قوى الاٍرهاب. وكانت لها الكلمة الاولى الى ان ألقت روسيا بثقلها العسكري والسياسي في الأزمة السورية مما أدى الى سحب البساط من اليد الأميركية. لذا فقد غيرت نهجها الى التدخل المباشر واقامه عده قواعد عسكريه لها في سوريه وخاصه على الحدود العراقية. كما قامت بدعم المكون الكردي المتحالف مع بعض التنظيمات العربية السورية ومن خلال قوات سوريه الديمقراطية وقدمت لهذه القوات الدعم اللامحدود ودفعتها للاستيلاء على المناطق التي كانت تسيطر عليها داعش بعد ان قلبت ورقتها مما ادى الى سيطرة هذه القوات على مناطق شاسعة من المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من سوريه بما فيها محافظات دير الزُّور والرقة والحسكة ومنبج وعفرين وادخال قواتها العسكرية الى معظم هذه المناطق. وبنفس الوقت فقد سعت الى سحب ورقه المفاوضات والحل السلمي من اليد الروسية والتي كانت قد سيطرت عليه وعملت على إخراجه من نطاق جنيف الى استانا ثم الى سوتشي التي كان من المفروض تكتب فيها خطوط النهاية. وهنا تدخلت الإدارة الأمريكية وقلبت الطاولة الروسية في سوتشي من خلال تصليب موقف قوى المعارضة السورية المشاركة فيه مما أفشل هذا المؤتمر ونتائجه مما دفع الكرامة الروسية وما تبقى لدى النظام ومن يناصره منها الى السعي للحسم العسكري وكانت البداية في منطقه الغوطة الشرقية. وبالرغم من الدعوات الأمريكية لوقف الهجوم عليها ورغم سعيها لإصدار قرار من مجلس الامن بوقف إطلاق النار فيها ، الا انها لم تُمارس أي فعل إيجابي بهذا الخصوص وذلك بهدف زياده التورط الروسي فيها من خلال العمليات العسكرية الدموية التي تقوم بها قواتها ، وكذلك بهدف تعبئه الرأي العام السوري ضد الموقف الروسي وقطع كل اتصال ما بين روسيا وقوى المعارضة السورية وبالتالي دق آخر مسمار في نعش المحاولات الروسية لفرض سلامها على سوريه وإعادته الى مسار جنيف والامم المتحدة وانتقاماً منها لتجاهلها الدور الامريكي حتى لو كان الثمن سقوط المزيد من الضحايا من أبناء الشعب السوري .
اما وعلى الجانب الروسي فأنه وبعد ان وصل تدخله بالشأن السوري الى هذه المرحلة وبعد الانتصارات التي حققها على الجانب العسكري والسياسي . وبعد ان أصبحت كل الأوراق في يديه وبعد ان أضاف اليها الورقة التركية وخاصه بعد ان أطلق يديها في منطقتي عفرين ومنبج، وبعد ان كاد ان يطوي ورقه المقاومة السورية من خلال مفاوضات السلام ومسقطاً من اعتباره الورقة الأميركية، وبعد ان كاد ان يحصد نتائج ما زرع فقد كان ما حصل في سوتشي ضربه قوية له ولذا ما ان عُرض مشروع قرار وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية من خلال مجلس الامن الا ان وافق عليه بعد ان أدخل على مشروع القرار ما يفقده قوته التنفيذية، ويبدوا ان ذلك تم بالاتفاق مع القوى الأخرى. الا انه من المؤكد انه لم يكن ينوي الالتزام بهذا القرار وكان يعلم انه لا أحد سوف يلتزم بتنفيذ هذا القرار. ولذا فقد أعلن اللجوء الى الحسم العسكري في الغوطة الشرقية بالاشتراك مع قوات النظام والقوى الحليفة له وعلى رأسها إيران وحزب الله وباقي المليشيات الشيعية. كما أعلنت روسيا ان الغوطة الشرقية غير مشمولة بقرار وقف إطلاق النار. وذلك في محاوله منها لتسويه حساباتها مع تنظيمات المعارضة السورية التي انقلبت عليها بتأثير من اميركا باللحظات الأخيرة مما احبط إتمام المصالحة خلال مؤتمر سوتشي ، وليستكمل اختبار اسلحته العسكرية ومدى فتكها والتي قال عنها بوتين صراحه انها اثبتت فعالية ، ولأثبات مقدرته العسكرية على حسم الأمور لصالح أصدقائه مما يفتح أمامه أسواق العالم لتسويق سلاحه ، ويبقي على وجوده بالقرب من الشواطئ السورية وحقول الغاز فيها حتى لا تقع تحت أيد قوى معارضه له وتأثير ذلك على الغاز الروسي ودوره في التحكم بالدول الأوروبية ، حتى لو كان ثمن ذلك سقوط الكثير من أبناء الشعب السوري ضحايا .
و نأتي الآن الى تركيا فبعد ان تحولت من حاضنه لقوى المعارضة السورية وحتى الإرهابية منها الى الدفاع عن حقوقها ومكتسباتها الشخصية في سوريه ، وبعد ان اصبح همها القضاء على الخطر الكردي الذي أخذ يمتد على طول حدودها الجنوبية الى ان اقترب من الوصول الى شاطئ البحر الأبيض المتوسط و منطقة الاسكندرون ممتداً من الحدود العراقية وبحمايه أميركية ، وبعد ان أطلقت اميركا يدها في عفرين لطرد الأكراد منها لتتحول بعدها الى منطقه منبج لتكرر نفس المحاولة وبدعم روسي لنزع هذه المنطقة من السيطرة الأميركية فقد اصبح الوضع في غوطه دمشق آخر همها كما سبق وان حصل في حلب الشرقية ، بل على العكس فأنه من الممكن ان يؤدي سقوطها في يد النظام الى مد منطقه أدلب بالمزيد من المقاتلين السوريين الذي يمكن ان تستخدمهم في حربها على أكراد سوريه ولزيادة قوتها في محافظه أدلب من خلال وجود اكبر عدد من المقاتلين السوريين المعارضين في سوريه فيها وخاصه لأن هذه المحافظة وضعت تحت الإشراف التركي لمراقبه مدى الالتزام بقرار وقف التصعيد العسكري بها . ومن ناحية أخرى لزيادة اظهار النظام كقوة قمعيه لا تبالي بأرواح مواطنيها. وليكون ذلك مبرراً لإعلانها بدورها بعدم شمول منطقه عفرين بقرار وقف إطلاق النار لتستمر في هجومها عليها بالرغم مما يوقعه هذا الهجوم من خسائر وأضرار في الجانب السوري وخاصه بين المدنيين
اما بالنسبة للنظام فأن معركة الغوطة الشرقية هي معركة حاسمه بالنسبة له. فهو في حاله سيطرته عليها سوف يحقق الامن لمدينه دمشق ويبعد عنها أي تهديد من قبل المعارضة ويكون قد قطع خطوه كبيره في استرداد الكثير من المواقع التي كانت تحت سيطرة المعارضة، بحيث لن يبقى تحت سيطرتها الا جزراً معزولة من الاراضي في ريف حلب وحمص وفِي المناطق الجنوبية حول مدينه درعا وبالقرب من الحدود الأردنية ونقاط التماس مع دولة الصهاينة. بالإضافة الى منطقه أدلب التي هي القصة القادمة في سوريه. ولذا فأن قوات النظام شنت هجوما عنيفاً على منطقه الغوطة بهدف دفع قوات المعارضة اما الى الجنوب وأما الى أدلب ، وهو لن يوقف إطلاق النار حتى يحقق هذه الغاية مهما كانت الخسائر وأعداد المدنيين الذين يلقون حتفهم .
وأخيرا عن موقف تنظيمات المعارضة في الغوطة الشرقية فأن هذه التنظيمات هي اكثر الأطراف حرصاً على عدم نجاح وقف إطلاق النار وهي صاحبه المصلحة الأكبر باستمرار القتل والتدمير من قبل قوات النظام وانصاره والقوات الروسية وذلك يعود الى اهميه الموقع بالنسبة لها والذي يقع في خاصره دمشق والذي يمكن منه ضرب أي هدف داخل دمشق ويمكن ايضاً التسلل منه الى داخل مناطق كثيره فيها . ولأن هذا الموقع من اهم وأخطر المواقع التي بقيت في ايدي المعارضة والذي يبلغ إعداد مسلحيها فيه الى حوالي عشرين الفاً أقاموا فيه الاستحكامات وحفروا الخنادق والانفاق ونشروا ترسانتهم من الأسلحة المتطورة والثقيلة في كل مكان، في الشوارع وداخل المنازل وفوق أسطحها وبين المدنيين. ولذلك فقد دأبت هذه القوات المدعومة أمريكياً على شن الهجمات اليومية على مواقع النظام وخاصه من منطقه حرستا منذ ان اعتبرت الغوطة منطقه خفض توتر حتى تفشل اتفاق وقف التصعيد فيها وحتى تفشل مباحثات السلام التي تقودها روسيا. وعندما تم إصدار قرار بوقف إطلاق النار من قبل مجلس الامن لثلاثين يوماً ، فقد بادرت بعض قوى المعارضة بقصف مواقع النظام مستدرجه إياها لقصف عنيف لمواقعهم بهدف استغلال وقوع خسائر بين المدنيين من اجل استعداء العالم على النظام وعلى روسيا ورافق ذلك الإعلان عن حصول حالات اختناق نتيجة ما قيل انه استخدام النظام لأسلحه كيماويه او غازات سامه لمعرفتها مدى حساسيه هذا الموضوع لدى العالم وفِي محاوله لجر المجتمع الدولي لاستخدام ألقوه ضد النظام لاستخدامه هذه الأسلحة بالرغم من انه لم يثبت دولياً استخدامه لمثل هذه الأسلحة ولعدم وجود مصلحه له باستخدامها حيث انه يقوم بإيقاع الخسائر الجسيمة بقوى المعارضة من خلال استخدام اشرس وأعنف عمليات القصف البري والجوي بما فيها البراميل المتفجرة بالتعاون مع القوات الروسية والمليشيات الحليفة له والتي توقع كل يوم عشرات الضحايا بما فيهم المدنيين والأطفال دون ان يعرض نفسه لاحتمال التدخل الدولي ضده لاستخدامه الأسلحة الكيماوية او الغازية والتي اقتصر مفعولها على الاشتباه بوجود حالات اختناق نتيجة استعمالها .
ويعود هذا الموقف الا انه ليس امام تنظيمات المعارضة الا القيام بذلك والتمسك بوجودها في الغوطة الشرقية مهما كلّف الامر لأن البديل الوحيد عن ذلك هو إخراجهم منها كما تم اخراج غيرهم من مناطق أخرى وان خروجهم سيكون اما باتجاه الجنوب وبالتالي قرب الحدود مع العدو الصهيوني مما سيكبل أيديهم عن العمل كما هي أيدي التنظيمات المتواجدة في تلك المنطقة الآن . او الذهاب الى محافظه أدلب كما ذهب غيرهم وحيث ستقع المعركة الفاصلة. ولذا فأن بقائهم في الغوطة وتمسكهم بمواقعهم فيها هي مسألة حياه او موت بالنسبة لهم سوف يحاولون التمسك به مهما كانت الخسائر ومهما بلغ عدد الضحايا وخاصه بين المدنيين الذين تمنعهم من الخروج من الغوطة.
لكل ذلك اعود وأقول ان الغوطة الشرقية لن تشهد وقفاً لإطلاق النار وانه لا يوجد طرف يسعى لتطبيق وقف إطلاق النار هذا، وانه لن يكون هنالك الا الحسم العسكري للوضع فيها . ومن واقع الأحداث الجارية الآن فأن الأقرب للحسم هو النظام وانصاره والذي أخذ يحقق تقدماً على الارض اعترفت به قوى المعارضة وان اختلفت على مداه وشموله الذي يتراوح ما بين عشره بالمائة الى خمسه وستين في المائة حسب تصريحات بعض قاده فصائل المعارضة مما يشير الى ان الخاسر الأكبر ستكون تنظيمات المعارضة التي لن يكون أمامها سوى الخروج الآمن من المنطقة كما خرجت من مناطق أخرى وحسب الاقتراح الروسي المقدم اليها ، مالم تكن للقوى الاخرى المتداخلة في الصراع السوري كلمه اخرى وموقف آخر في قادم الأيام وفي معرض الصراع ما بينها على تقاسم النفوذ على الارض السورية . أما الشعب السوري على اختلاف مواقعه وانتشاره وانتماءاته فلا بواكي لهم.





  • 1 ابو رامي 07-03-2018 | 04:07 PM

    في البدايه اود ان اطرح سوءلا وهو : هل ترضى اي دوله في العالم ان تقوم مجموعات مسلحه بقصف عاصمتها بالصواريخ والقذاءف من احد ضواحيها ؟ يوجد في الغوطه عشرات الالاف من المسلحين ومن مختلف الجنسيات والذين قصفوا دمشق ب 114 قذيفه بيوم واحد فدلوني على دوله في العالم تقبل بذلك ، لا شك ان القصف العشواءي متبادل بين الطرفين وضحيته هم من المدنيين الابرياء والحل الوحيد هو خروج المسلحين من الغوطه وعدم التمترس خلف المدنيين حفاظا على ارواحهم .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :