إن المراقب لحال الدول العربية يجد سرعة في اتخاذ القرار السلبي تجاه المواطنين!! ويجد تارة تبريرا" وأخرى بدون تبرير ، وعند التبرير يتم تحريك من يؤيد ويبرر ويفلسف ويتهكم ويدعي الحرص على مستقبل الوطن والرغبة في الخروج من عنق الزجاجة، ومعزوفة عدم ترحيل المشاكل والرغبة في تقديم الوطن بأحلى صوره للأجيال القادمة . كل هذا المكياج يسوح مع ارتفاع درجة الحرارة ليصبح الوجه مثل كوكتيل الفواكه مع غياب تام لملامح الوجه . أما على صعيد الخارج فلا نجد قرارا" في كثير من الأحيان !! وتارة نجد عجزا" عن اتخاذ القرار !! واذا اتخذ القرار فقد يكون بلا لون ولا طعم .

خذوا قرارات رفع الأسعار وقرارات التعيين في المناصب وقرارات العزل وقرارات العطل الرسمية وقرارات تقديم الساعة وتأخيرها وقرارات تعطيل المدارس للبرد أو الانتخابات. كلها قرارات سريعة وواضحة وفي وقتها ما شاء الله . أما القرارات التي تتعلق باستراتيجية التعليم أو قرارات التوقف عن الاستدانة او قرارات وقف الهدر أو قرارات وقف الشللية والمحسوبية أو قرارات استرداد أموال الشعب أو القرارات المتعلقة بالعلاقات الدولية فكل ذلك عنوانه : لا قرار !!

الصهاينة رفضوا المبادرة العربية لعجز العرب عن قول شيء بينما قررت إسرائيل ما تريد !! قررت ايران التدخل في عواصم العرب وأعلنت عن احتلالها العواصم الأربع فهل قرر العرب وقف ايران عند حد معين !! ها هي المغرب تقرر وتحسم رغم ان بعضا" من العرب راح يهاجم المغرب !! .

القيادة الصحيحة لا تكتفي لأنها صاحبة حق ولا تنتظر اعتذار المعتدي ولا تقبل بحصص الاشغال المعروفة في علم السياسة بل تبادر إلى إعلان الموقف المساند إلى الحق والحقيقة .

إن العجز عن القرارات الهامة هو الدليل على عدم صلاحية ال حكومة للحكم