facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




درس في الوطنية .. من مصر


مالك نصراوين
18-04-2009 01:08 PM

بعد الاعلان عن اكتشاف خلايا ارهابية في مصر ، تابعة لحزب الله اللبناني ، وبعد الخطاب غير الموفق الذي القاه السيد حسن نصرالله ، امين عام الحزب ، محاولا فيه تبرير وجود هذه الخلية ، بدورها في تقديم الدعم لحماس في غزة ، انبرت قوى مصرية معارضة ، ليس لتستل سكاكينها ضد النظام والتشهير به وهي لا تحتاج للمبررات ، فاتفاقية السلام مع اسرائيل ترفضها هذه القوى ، والتأييد لحماس والادانة لاسرائيل ، يسري في عروقها ، ومع ذلك لم تجعل من كل ما مضى وسيلة لاهدار دم "امن مصر الوطني " ، بل لتأكيد ولائها لمصر اولا ، وتأكيدها على أمن مصر ، وعلى رأس هذه القوى المعارضة ، جماعة الاخوان المسلمين المصرية ، والتي برغم كل صراعها مع الحكم ، وبرغم العديد من مواقفها ، ليس المعارضة ، بل التخوينية ، الا انها اختارت في هذه الازمة ، الوقوف الى جانب مصر وأمن مصر وشعبها .


هذا الموقف يؤكد صحة ما يقال ، بان المواطن المصري مهما كانت درجة معارضته للحكم ، فانه يقف مع بلده بالازمات ، التي يبدو فيها تعرض لأمن بلده وشعبه ، أي ان مصر اولا ، فعلا لا قولا .


هذا درس للقوى السياسية الاردنية ، التي كانت تصطف مع قوى سياسية تعرضت لأمن الاردن ، ليس لانها مع زعزعة الامن كما تعلن ، بل بتبريرات لا تصمد امام وضوح المواقف ، هكذا كان حالها ابان الازمة بين الحكومة وحماس قبل حوالي عقد من الزمان ، وهكذا حالها هذه الايام ، والامثلة عديدة على تعاطفها مع قوى او مع احداث تزعزع الامن الوطني الاردني .


يبدو ان انتماء بعض الاردنيين لوطنهم ، تشوبه الشوائب ، فيظن كل وطني انه ان وقف مع بلده وحكومتها في ازمة ما ، طرفها الاخر حليف له بالانتماء السياسي ، فانه بذلك يخون مبادئه ، او يتهم بانه موال لنظام الحكم الذي قد لا يعجبه ، ولا يستطيع التمييز بين معارضته السياسية والغيرة على مصلحة بلده ، او ربما لأن الاردني اصبح قوميا حتى النخاع ، ووطني حتى العظم ، بدل ان يكون العكس هو الصحيح .


لا بد هنا من العودة الى احداث تاريخية لـتاكيد ان قوانا السياسية ، لم تتعظ من التجربة ، هذه الاحداث التاريخية التي لا احب نبشها كما الكثيرون من ابناء شعبنا ، الا بقدر الاستفادة من التجربة ، فعندما كان العمل الفدائي متواجدا في الاردن قبل السبعينات ، كانت القوى الوطنية الاردنية مندمجة ، لا بل مذابة داخل التنظيمات الفدائية السياسية ، ضائعة الهوية ، عديمة الغيرة الوطنية ، ترى الخطأ وتتجاهله ، لا بل تبرره عن غير قناعة ، حتى لا تبدو مرتدة عن مسارها النضالي ، ارتكب العمل الفدائي الكثير من الاخطاء بحق الشعب والجيش ، وبحق سيادة الدولة الاردنية ، ومع ذلك فان هذه القوى السياسية الاردنية المذابة ، استحال اعادة بلورتها وطنيا ، بكل الطرق الفيزيو- سياسية ، واصرت على ضياع الهوية الوطنية ، فداءا للقضايا القومية ، وكان الاجدى بها ان تقف موقف الناقد لحلفائها ، عندما يتطلب الامر ذلك ، كي تمنع الانجراف الى مزيد من الاخطاء ، وفي هذا مصلحة مشتركة للجميع .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :