الحداثة تؤطر بهجة العيد ودفىء طقوسه
20-08-2018 11:07 AM
عمون – محمد الخوالدة
ساعات ويهل علينا عيد الاضحى المبارك ، واليوم الاثنين هو يوم وقفة عرفة حيث تستكمل الاسر الاردنية بنهايته استعداداتها للاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة ، في ظل متغيرات عديدة على راسها متغيران اثنان اكثر اثرا وتاثيرا في تقدير كثيرين .
ظل عيد الاضحى وسيبقى مهابة واجلالا , لم تفت قرون الزمان الطويلة التي انقضت بقدسيته ودلالاته الايمانية ، لكنها المعاصرة التي احدثت بكل تصاريفها ومتغيراتها تبدلات طالت كل جوانب حياتنا ، الاقتصاد احدث فرقا وتقنية التواصل الاجتماعي بافرازاتها المختلفة غيرت ووأدت هي الاخرى من نمط احتفائنا بالعيد الكثيرمن العادات المستحبة .
تبدأ مراسم عيد الاضحى كما هو معروف بصلاة العيد ، ثم يتوجه المقتدرون لنحر الاضاحي , في السابق كان الكل تقريبا قادرا على ذبح اضحية لادخال الفرح والسرور لنفوس اطفاله ولاكرام المقربين والمعارف محتاجهم وغنيهم ، اما اليوم فاصبحت الاضحية لارتفاع الكلفة غير المقدور عليها لاكثر الناس حكرا على المنعمين ، هذا متغير يمكن تجاوزه , اما الاهم فهو غياب مراسيم ذبح الاضحية ، ففي مجتمع التكافل الذي رحل كان رجال القرية او الحي يجتمعون بقضهم وقضيضهم لحضور ذبح الاضاحي عند بعضهم البعض .
فكما "العونة" التي كانت سبرا يحكم سلوكيات مجتمعنا في مواسم الحصاد وسواها ، يحضر اهل الحي ذبح اضحية فلان ومن ثم ينتقلون لحضور ذبح اضحية غيره ، في هذه الايام تذبح الاضاحي في مواقع شرائها او في المسالخ ، ثم تحضر لحومها للبيوت ليذهب جلها بالنسبة لكثيرمن المضحين وبغير تعميم طبعا لمنفعة اسرهم او لتقام بها الولائم التي تقتصر في الغالب على اقرب المقربين وعلية اهل الحي ، وان طال الفقير المقتر منها شيئا فالبعض قد يقدم سقطها او ماردىء من لحمها .
تقنيات التواصل الاجتماعي هي الاخرى جاءت بتغيير افقد العيد بهجة ومتعة لمة الاحبة والتزاور لتبادل تهاني العيد ، في السابق كان الكل يزور في صباح اول ايام العيد بيوت الكل في مشهد يرشح عفوية وطيبة وتماسكا وتراحما , تقليد جميل اذهبته تقنيات التواصل الحديثه ، فصفحات الفيسبوك ورسائل الواتس وسواها من وسائل اصبحت البديل ، سؤال هل يفي احساس تهنئة عبر الاثير عن دفىء لقاء اخوي يجمع الاهل والاحبة والمعارف والاصدقاء!!؟ .