facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"لا تكن ماكنة صراف آلي"


حمزة المحيسن
01-09-2018 06:32 PM

صديقي يجيد فن كتابة المقال بشكل مميز سألته ذات مرة كيف أصبحت كذلك فقال لي :كانت أمي ونحن فقراء الحال تجمع لنا القصص والكتب القديمة ونحن صغارا مع انها كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب تجمع أوراق بعض هذه الكتب والقصص بالإبرة والخيط تضعها أمامنا بعد ترتيبها تشجعنا لنقراها ولتدفعنا أكثر تعلمت في مدارس محو الأمية وتفوقت على نفسها وأصبحت تقرأ معنا بل وتعطينا جوائز عينية من أشياء نحب أكلها أو شربها تصنعها بأيدييها ومن قراءة هذه الكتب أصبح لدينا مخزون معرفي وثقافي مقبولا، وفي المدرسة كان معلم اللغة العربية يطلب منا في الصفوف الابتدائية أن ننسخ الدرس الواحد اذا مر علينا عشر مرات وأحيانا أكثر وفي حال العقاب اذا شاغبنا أن ننسخ الدرس عشرين مرة وكان لذلك أثرا واضحا في تحسين مهارات الخط لدينا فقلما تجد في صفنا من كان خطه في اللغة العربية سيئا، فمن هنا يا صديقي أصبح الخط الجميل الذي نتباهى فيه يدفعنا أن نكتب كل شيء شعرا أو نثرا وكان قمة الإبداع الحقيقي حينما كان يطلب منا مدرس العربي أن نكتب موضوعا إنشائيا في مواضيع مختلفة من رياضة وثقافة ودين ليشعل روح التنافس بيننا والأجمل أن المعلم حين يتميز أحدنا في موضوع ما تجده يهتف لنا، يصفق لنا والأجمل انه يغدق علينا من الألقاب الكبيرة، مثل "ما شاء الله عليك أيها الشاعر الكبير“ أو" أيها الكاتب القدير“ أو“ أيها المحلل الخبير“ والتي كانت تجعلنا نتخيل أنفسنا كبارا إلى مرحلة نشعر فيه اننا نحلق عاليا في فضاء الصف الصغير.

هذا الوصف الجميل لكاتب مقال دفعني أن أخرج بخلاصة القول انك كاب وأم إياك أن تعتقد أن دورك في تعليم أبناءك يتوقف على تأمين رسومهم وكتبهم الدراسية ووجبات الطعام فإن كنت كذلك فاعلم يا صديقي انك عبارة عن ماكنة صراف آلي وانت أيتها الأم الفاضلة فإن كنت تعتقدين بأن دورك فقط هو تأمين السندويشات ولفها وحشوها في حقائب الأبناء المدرسية فأنت تماما مجرد معلم فلافل في منزل (مع كل الاحترام والتقدير لأصحاب هذه المهنة الشريفة)، التعليم يا سادة شربوه لأبنائكم وهم صغارا من خلال الكتب تشريبا تماما كما تخافون عليهم من البرد والمرض علموهم أن الكتب جميلة وترافقنا في كل مكان في المنزل أمسكوا الكتب أمامهم حينما تنامون وحينما تجلسون.. أما انتم أيها المعلمون فادخلوا إلى قلوب طلابكم قبل أن تدخلوا إلى أبواب صفوفكم، أشعروهم انهم عظاما وإبطالا وأنه سيكون لهم شأنا في الحياة، فكل مناهج التعليم لن تؤتي ثمارها في اجيالنا القادمة ان لم تحسنوا الدخول إلى قلوبهم قبل عقولهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :