عمون - أكد استاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية في الجامعة الأردنية حسن البراري أن فكرة الكونفدرالية بين الاردن وفلسطين، والتي عبر جلالة الملك عبدالله الثاني في غير مرة عن رفضها ورفض مناقشتها كلياً من قبل الأردن، قد ولدت ميتة بالأساس لأسباب موضوعية.

ولفت خلال استضافته في برنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة الفضائية، إلى أن جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية تؤكد مراراً على أن المصلحة الأردنية العليا تقتضي قيام دولة فلسطينية مستقلة قبل الحديث عن أي خيار آخر، مذكرا بمقولة الملك الراحل الحسين بن طلال بأن الكونفدرالية ليست موجودة في قاموس الأردنيين.

وشدد البراري، على أن مثل هذه الفكرة التي يتداولها ساسة كلما تعرض مسار عملية السلام لانسداد، غير موجودة أيضا في قاموس الفلسطينيين، الذين لم يناضلوا طوال هذه المدة للوصول إلى الكونفدرالية، بل للعيش في دولة مستقلة لها كيانها.

وعبّر البراري عن اعتقاده بأن طرح هذا الموضوع أمريكيا يعكس يأساً وفشلاً لإدارة ترامب للوصول إلى صيغة سلام يقبل بها الإسرائيليون، لذلك هم يطرحون هذا كبديل، بعد أن تستكمل إسرائيل حدودها في الضفة الغربية وتضم الكتل الاستيطانية الكبرى، وهو ما يجعل الفكرة الأمريكية محاولة لحل مشكلة إسرائيل الديموغرافية.

وقال إن توريط الأردن في حل إقليمي أو في خيارٍ أردني، يراه الأردنيون تهديدا للأمن الوطني للمملكة، ولن يقبلوا بهذا الطرح التصفوي للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يقف فيه الأردن وقيادته إلى جانب الفلسطينيين لإقامة دولتهم وتثبيتهم في أرضهم وحفظ حقوقهم، فإنه يريد أن يحافظ على أمنه الوطني ومصالحه العليا، ويواجه كل ما يهدد هويته.