عمون - اختتم أسقف أبرشية تارب ولورد الفرنسية المطران نيكولا بروفيه زيارته التاريخية إلى المملكة، استمرت لمدة خمسة أيام، بترؤسه للاحتفال الديني الكبير في مزار سيدة لورد في ناعور، وهو المزار المشاد على اسم ابرشيته في فرنسا، وسط مشاركة جمع غفير من المؤمنين من مختلف المناطق. وأعلن عن انشاء التوأمة بين مزاري سيدة لورد في فرنسا وفي ناعور – الاردن.

ورحّب كاهن الرعية ومدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر، في بداية القداس، باسم الكنيسة الكاثوليكية في الأردن، بالمطران الضيف في أرض المعمودية، مشيرًا إلى أن زيارة سيادته رعوية لكي يبارك المزار المشاد عام 2015 على اسم أبرشيته، كما أنها دعوة وطنية جاءت من قبل وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، لكي يطلع على الجهود الحثيثة من قبل الجهات الفاعلة لإعلاء مواقع السياحة الدينية على الخارطة العالمية.

وبالتزامن مع احتفال الأسرة الدولية بيوم السلام، حيّا الأب بدر الجهود الخيرّة والنبيلة من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم من أجل إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة والعالم. وقال: "إنه سلام مبنيّ على الأخوة والتعاضد بين أبناء النبي إبراهيم، وجميع أولئك الذين يحملون النيّة الصالحة من أجل السلام والعدالة"، معربًا عن امتنانه لجميع الأجهزة الأمنية التي تسهر على حماية وأمن الوطن والمواطن.

من جهته، أعرب المطران بروفيه عن سروره باحتضان الأردن مزارًا مريميا يحمل اسم مزاره في فرنسا، مقدّمًا الشكر لجميع الجهات التي نظمت زيارته التاريخية إلى المملكة خاصة وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام. كما أشاد مطران لورد بأجواء العيش المشترك التي يتميز به الأردن، والوحدة الوطنية التي تجمع أبنائه، من مسلمين ومسيحيين، وهم يعملون معًا بمحبة وتآزر من أجل رفعته، ومن أجل خدمة الإنسان الذي وجد في أرضه الأمن والاستقرار، وعبر عن شكره لجهود رجال الامن وشرطة السير والشرطة السياحية التي قدمت له تسهيلات كبيرة لإنجاح الزيارة.

وشارك في القداس النائب البطريركي للاتين المطران وليم شوملي، والبطريرك فؤاد الطوال، والمطران سليم الصائغ، والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور ماورو لالي، ولفيف من الكهنة والشمامسة من الكنائس اللاتينية والملكية والمارونية والكلدانية، وراهبات من مختلف الجمعيات، بحضور أمين عام وزارة السياحة والآثار عيسى قموه، والسفيرة الالمانية بيرغيتا سيفكر ايبرله، وعدد من الشخصيات الرسمية والشعبية. فيما أحيت ترانيم الاحتفال جوقة ينبوع المحبة بقيادة المايسترو طعمة جبارة، وكشافة اللاتين في جبل اللويبدة.

وكان المطران بروفيه قد زار موقع معمودية السيد المسيح (المغطس)، حيث قدّم مدير عام هيئة موقع المغطس بالوكالة المهندس رستم مكجيان، للضيف والوفد الإعلامي المرافق، شرحًا حول الأحداث التاريخية والاكتشافات الأثرية التي طبعت الموقع المقدّس. ومن أمام نهر الأردن، منح أسقف لورد سر المعمودية للطفل عمر بشار المعشر، حيث وضع على رأسه مياه نهر الاردن، مع مياه نهر لورد التاريخي، وسط حضور كبير من المؤمنين.

والتقى المطران الضيف مع المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية المطران بييرباتيتسا بيتزالا، في دار مطرانية اللاتين، كما قام، يرافقه مدير المركز الكاثوليكي، والوفد الصحفي الفرنسي المرافق له، بزيارة إلى مقام النبي موسى، على جبل نيبو في مادبا، وكان في استقباله حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، والرهبان المشرفين على المزار من حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانية. كما ترأس أمسية روحية شبابية في مزار سيدة لورد في ناعور، نظمتها الأمانة العامة للشبيبة المسيحية، بالتعاون مع شبيبة ناعور، بحضور مجموعات شبابية من مختلف محافظات المملكة، بمشاركة كشافة اللاتين تلاع العلي.

وزار في اليوم الاول بلدية ناعور ، حيث كان باستقباله متصرف لواء ناعور سلمان النجادا، ورئيس البلدية زايد السواعير وأعضاء المجلس البلدي، بمرافقة كشافة دير اللاتين في المصدار، وترأس صلاة خاصة في الكنيسة، شاركت بها الجمعيات الرهبانية. وكان قد التقى بنائب رئيس الوزراء معالي الدكتور رجائي المعشر، بحضور وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، كما زار دائرة الافتاء والتقى بمفتي المملكة سماحة الدكتور محمد الخلايلة.

والتقى بمدير جمعية الكاريتاس وائل سليمان، وأشاد بالجهود الكريمة التي تقوم بها مختلف المؤسسات في الأردن، من أجل تخفيف معاناة المهجرين واللاجئين. والتقى في وقت لاحق بالسفير الفرنسي لدى الاردن دافيد برتولوتي.